الرئاسة الفلسطينية تتهم مستوطنين بإحراق مسجد في الضفة الغربية

وزارة الخارجية الإسرائيلية تدين.. والمفتي يحذر من حرب دينية

نسخة من المصحف الشريف وقد تعرضت للحرق جزئياً لدى اشعال المستوطنين اليهود النار في مسجد بقرية بيت فجار بالضفة الغربية أمس (رويترز)
TT

اتهمت الرئاسة الفلسطينية مستوطنين بإحراق مسجد في بلدة بيت فجار جنوب بيت لحم في الضفة الغربية، وأكدت الرئاسة أن الاعتداء على المساجد يندرج في إطار انتهاك حرية العبادة وحرمة المقدسات.

وأكد أهالي بلدة بيت فجار أنهم شاهدوا سيارة تحمل لوحة تسجيل إسرائيلية تغادر البلدة بعدما هرعوا لإطفاء النيران التي بدأت تتصاعد من مسجد «الأنبياء». وفوجئ السكان بإحراق جميع مصاحف المسجد بعد أن جمعت في مكان واحد، كما شوهدت شعارات عدائية كتبت على جدران المسجد، من بينها «هذا حمام».

وقالت النيابة الفلسطينية إن التحقيقات دلت على أن المستوطنين هم الذين أحرقوا المسجد. وحقق فريق إسرائيلي - فلسطيني مشترك في الحادث، وقال الجيش الإسرائيلي إنه يحقق في الهجوم. وقالت المتحدثة باسم الجيش اللفتنانت كولونيل، افيتال ليبوفيتز: «هذا حادث على درجة كبيرة من الخطورة ونعتزم العثور على المسؤولين عنه بأقصى سرعة ممكنة».

واستنكر نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني أيالون، بشدة الهجوم على المسجد، وأصدر أيالون بيانا قال فيه إن «هذا عمل خطير وغير أخلاقي، يلحق ضررا سياسيا جسيما بإسرائيل».

وهذا ليس أول هجوم من نوعه من قبل مستوطنين على مساجد؛ وفي مايو (أيار) الماضي، أضرمت النيران في مسجد في قرية اللبن الغربية قرب نابلس، وفي أبريل (نيسان) الماضي اتهم مستوطن يهودي بالكتابة على جدار مسجد بالطلاء في قرية حوارة، وفي ديسمبر (كانون الأول) أحرقت مصاحف وسجاد في قرية ياسوف، وكلها حوادث اتهم الفلسطينيون فيها المستوطنين.

وحذر الشيخ محمد حسين، المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى المبارك، من أعمال العربدة التي تقوم بها المجموعات الاستيطانية وسلطات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته.

وقال حسين، وهو يزور المسجد المحترق في بيت فجار إن «هذه المجموعات المتطرفة بحماية من سلطات الاحتلال تدفع بالمنطقة إلى حرب دينية لا تعرف عواقبها». واتهم حسين المستوطنين بشن هجمات «ليست عبثية» بل «تجري بتخطيط من سلطات الاحتلال وتحت حمايتها»، مذكرا بمقولة «يهودية الدولة التي تدعو إليها حكومة الاحتلال».

وجاء تحذير المفتي من حرب دينية في المنطقة، في وقت كانت فيه اللجنة المحلية للتنظيم والبناء في القدس تناقش المخطط الهيكلي الشامل لباحة حائط «البراق» (المسمى يهوديا المبكي) في شرق مدينة القدس للسنوات المقبلة. وقالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، إن المخطط التنظيمي، الذي قام بإعداده صندوق تراث الحائط بالتعاون مع بلدية القدس يشتمل على إقامة مدخل جديد تحت الأرض يؤدى إلى باحة الحائط الغربي على أن يصبح المدخل الرئيسي إلى هذه الباحة.

وسيتم لهذا الغرض بحسب المخطط شق وحفر نفق كبير من مدخل سلوان القريب جدا من السور الجنوبي (باب المغاربة) إلى باحة حائط المبكى. وقالت «هآرتس» إن الفكرة المركزية في المخطط الهيكلي تقضي بإلغاء المدخل الرئيسي الحالي المؤدي إلى الباحة من جهة مدخل سلوان، وإنشاء مدخل فاخر تحت الأرض بدلا منه. وبحسب المخطط سيتم حفر الشارع الروماني القديم من منطقة مدخل سلوان باتجاه الحفريات الأثرية الحالية الواقعة في طرف باحة الحائط على أن يتم إنشاء قاعة دخول كبيرة داخل النفق الجديد مما سيتيح إجراء فحص أمني للزوار الراغبين في دخول باحة الحائط، ومن النفق سيصعد الزوار إلى الباحة بواسطة درج أو مصعد.

ويواجه المخطط المذكور جبهة معارضة واسعة من جانب جهات إسلامية، ومن جانب منظمات نسائية يهودية، ومنظمات من دعاة التعددية تحتج على عدم اشتمال المخطط على توسيع القسم المخصص لصلوات النساء في الباحة، وكذلك معارضة سكان الحي اليهودي الملاصق لباحة حائط المبكى الذين يدّعون أن المخطط سيغير ملامح المنطقة برمتها من دون إجراء تخطيط مناسب ولائق.