مقتل مدنيين أفغان في غارة لحلف الأطلسي في هلمند

الغارات تسببت في غضب شعبي وخلافات بين الرئيس كرزاي وحلفائه الغربيين

TT

قال قائد شرطة إقليم هلمند بجنوب أفغانستان، أول من أمس، إن ثلاثة مدنيين أفغان على الأقل قتلوا، إلى جانب 17 متمردا، في غارة لحلف شمال الأطلسي، استهدفت قادة كبارا بحركة طالبان في الإقليم.

وفي حادث منفصل، قالت قوة المعاونة الأمنية الدولية التي يقودها الحلف إن جنودها قتلوا خطأ مدنيين اثنين في إقليم يقع إلى الجنوب مباشرة من العاصمة كابل. وبسبب اتساع نطاق التمرد أصبح العام الحالي الأكثر دموية في أفغانستان، منذ الإطاحة بحكومة طالبان، أواخر عام 2001.

ويسقط مدنيون ضحايا للجانبين، لكن مقتل مدنيين في هجمات لحلف شمال الأطلسي غالبا ما يتسبب في غضب شعبي أفغاني وخلافات بين الرئيس الأفغاني حميد كرزاي وحلفائه الغربيين.

وقال قائد الشرطة عبد الحميد انجار إن أربعة مدنيين أصيبوا أيضا في الغارة التي شنت لقتل المتشددين أثناء اجتماعهم في منطقة ناد علي بإقليم هلمند، معقل التمرد، الذي ينتج معظم الأفيون الأفغاني. وأضاف انجار لـ«رويترز» عبر الهاتف: «خلال العملية الجوية قتل 17 من طالبان بينهم خمسة من قيادات الحركة، فضلا عن ثلاثة مدنيين».

وقالت قوة المعاونة الأمنية الدولية إنها على علم بتقارير عن وقوع خسائر بشرية بين المدنيين، لكنها أحجمت عن التعقيب على الفور على إجمالي عدد من قتلوا في غارة السبت، أو العدد المحتمل للخسائر البشرية بين المدنيين. وفي الحادث الثاني قالت القوة إنها قتلت اثنين من المدنيين بطريق الخطأ عندما هاجم متمردون قاعدة عسكرية في منطقة باراكي باراك في إقليم لوجار إلى الجنوب من كابل.

وأضافت في بيان أن المدنيين قتلا عندما رد جنودها بإطلاق النار، بعدما شن المتمردون هجوما بقذيفة مورتر أو بصاروخ. وفتح تحقيق في الحادثة. ورسم تقرير للأمم المتحدة، صدر في منتصف العام، صورة قاتمة للأمن في أفغانستان في النصف الأول من عام 2010، حين أظهر أن عدد القتلى المدنيين في أعمال العنف قفز بنسبة 31 في المائة، على الرغم من أن إجمالي العدد الذي سببته هجمات جوية انخفض 64 في المائة. وأصدر الجنرال ستانلي ماكريستال، القائد السابق للقوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان، توجيها تكتيكيا جديدا للحد من استخدام الغارات الجوية، ووضع قواعد جديدة لعمليات تفتيش المنازل، بعد سلسلة من الحوادث العنيفة التي سقط خلالها مدنيون.

وقال الجنرال ديفيد بترايوس الذي خلف ماكريستال في يونيو (حزيران) لنحو 150 ألفا من القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان، إن المجال الحاسم في أفغانستان هو المجال البشري». وقالت قوة المعاونة الدولية الأسبوع الماضي إن غارة جوية شنتها قواتها قتلت أربعة مدنيين أفغان، وجرحت ثلاثة آخرين في إقليم غزنة، جنوب غربي كابل. وقبل ذلك ببضعة أيام قالت الحكومة الأفغانية وقوة المعاونة الأمنية الدولية إنهما تحققان بشكل منفصل في تقارير حول سقوط خسائر بشرية جراء غارة جوية في إقليم لغمان بشرق البلاد.