تصعيد في الحملات الإعلامية قبيل الانتخابات الرئاسية في روسيا البيضاء

ميدفيديف يتهم لوكاشينكو بمحاولة الوقيعة مع بوتين

TT

ردا على ما وصفته موسكو بالحملات الإعلامية الدورية المضادة وفي أول مواجهة علانية مع نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، قال الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف إن لوكاشينكو دأب خلال الفترة الأخيرة على الإساءة إلى علاقات الشعبين مفضلا الانصراف إلى ما ينال من دعمها وتطويرها. وأضاف الرئيس الروسي قوله إن بلاده طالما قدمت الكثير لتطوير هذه العلاقات ولا سيما في المجالات الاقتصادية، حيث بلغ ما تقدمه لها من تسهيلات وامتيازات ما يقرب من الأربعة مليارات دولار خلال العام الأخير. وقال إنه بدل الانصراف إلى معالجة قضايا بيلاروس الداخلية، يركز الرئيس لوكاشينكو نشاطه على كل ما من شأنه الإضرار بعلاقات الشعبين في ما أعاد إلى الأذهان أول لقاء جمعه معه بعد انتخابه، مشيرا إلى أن رئيس بيلاروس وبدلا من مناقشة قضايا العلاقات الثنائية، راح وبكل التفاصيل المشينة يحاول تشويه صورة الرئيسين الروسيين السابقين بوريس يلتسين وفلاديمير بوتين، مما دفعه إلى الاعتراض وطلب تركيز الحديث على علاقات البلدين. واستطرد ليقول إن لوكاشينكو طالما حاول العثور على نموذج الخصم والعدو الذي كان يجده في أميركا وأوروبا والغرب بشكل عام ليعود ويعلن اليوم أن روسيا تعتبر خصمه الرئيسي بكل ما يربطها مع بيلاروس من علاقات اقتصادية، وما يزعمه حول مناصبته العداء من جانب وسائل الإعلام الروسية. وتحول ميدفيديف إلى الحديث عما سبق أن أشار إليه حول وعود لوكاشينكو بشأن الاعتراف باستقلال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية ونكوثه عن هذه الوعود، مؤكدا في الوقت ذاته أن روسيا لا تتاجر بالمبادئ السياسية. وقال ميدفيديف إنه يتحرج من إعادة ما سبق أن سمعه من لوكاشينكو في حق خصوم روسيا ومنهم رئيس جورجيا ميخائيل ساكاشفيلي والرئيس الأوكراني السابق فيكتور يوشينكو، ليطلق في النهاية حكمه الذي سبق أن أعلنه بحق عمدة العاصمة الروسية يوري لوجكوف حول أنه أصبح لا يثق بلوكاشينكو، مما يعني ضمنا أن موسكو تبحث عن شريك مغاير في بيلاروس.

ولعل هذا التصريح تحديدا يتخذ أهمية خاصة قبيل الانتخابات الرئاسية المرتقبة في بيلاروس واحتمالات وقوف موسكو إلى جانب ممثلي المعارضة هناك. وكانت موسكو قد أطلقت خلال الأسابيع الأخيرة حملتها المضادة للوكاشينكو من خلال عدد من التقارير والأفلام التلفزيونية عبر قنواتها، ومنها الرسمية، التي فتحت من خلالها ملفات العلاقة مع بيلاروس والدور الذي وصفته بالسلبي للرئيس لوكاشينكو، مهددة بوقف ما تمنحه من امتيازات لبيلاروس ومنها تخفيضات أسعار الغاز. ولذا، كان من الطبيعي أن يستهل لوكاشينكو حملاته الانتخابية بلقاء مع الكثيرين من الصحافيين الروس حمل خلاله على الرئيسين الحالي والسابق (ميدفيديف وبوتين)، اللذين اتهمهما بشن الحملات المضادة له ولبلاده، بينما أعرب عن تأييده لعمدة موسكو المخلوع يوري لوجكوف، في محاولة متعمَّدة لإغضاب القيادة السياسية الروسية.