ساويرس: استبعدت «موبينيل» لأسباب عاطفية

في أعقاب اندماج «فيمبلكوم» و«ويذر إنفستمنت»

TT

وقعت شركتا «فيمبلكوم» الروسية و«ويذر إنفستمنت» التي يمتلكها رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس، اتفاقية اندماج كانت موضوع ترقب للأسواق طوال أول من أمس الاثنين. ووفقا للصفقة التي أعلن عنها أمس تملكت «فيمبلكوم» 51.7 في المائة من شركة «أوراسكوم تيليكوم» القابضة وكامل شركة «ويند» الإيطالية، وذلك مع استبعاد بعض الأصول التابعة لشركة «ويذر» والمتمثلة بشكل رئيسي في استثمارات «أوراسكوم» في مصر وكوريا الشمالية، كما تم كذلك استبعاد شركة «ويند هالاس» اليونانية من الصفقة.

ويذكر أن مصلحة الضرائب الجزائرية قيمت المتأخرات الضريبية على «أوراسكوم الجزائر» لعامي 2008/2009، بنحو 230 مليون دولار.

وقالت «أوراسكوم تيليكوم» في بيان لها أمس إنه من المتوقع أن تنعقد الجمعية العامة غير العادية لشركة «فيمبلكوم» قبل نهاية العام الحالي لإقرار عملية الاندماج، على أن يتم الحصول على الموافقات الرقابية اللازمة وإتمام عملية الاندماج في الربع الأول من عام 2011، ومن المتوقع أن يتم نقل الأصول التي سيتم فصلها في الربع الثالث من 2011.

ويمتلك ساويرس 72.65 في المائة من شركة «ويذر» الأم صاحبة الحصة الرئيسية في شركة «أوراسكوم» وكامل أسهم «ويند إيطاليا»، فيما تمتلك مؤسسات مالية أخرى النسبة المتبقية.

وتتكون شركة «فيمبلكوم» من مجموعة شركات تقدم خدمات الهاتف الجوال والأرضي ونقل البيانات للعديد من الدول، ويقع مركزها الرئيسي في أمستردام بهولندا وتغطي نحو 345 مليون نسمة في روسيا وأوكرانيا وكازاخستان وأوزباكستان وطاجيكستان وجورجيا وأرمينيا وقيرغيزستان وفيتنام وكمبوديا.

وقال نجيب ساويرس خلال مؤتمر صحافي عقد أمس، إن هناك بعض الأصول التي لم تشملها الصفقة والتي سيتم تضمينها في كيان اتصالات جديد يدرج أسهمه بالبورصة المصرية، وهي حصة شركة «أوراسكوم تيليكوم» (المباشرة) في «الشركة المصرية لخدمات التليفون المحمول» (موبينيل) والتي تبلغ 20 في المائة وغير المباشرة من خلال «شركة موبينيل للاتصالات» البالغة 14.7 في المائة، وحصتها البالغة 75 في المائة في شركة «كوريالنك» بكوريا الشمالية بالإضافة إلى شركات الكابلات البحرية وعمليات الإنترنت، إلى جانب بعض الأصول التي لن تتضمنها الصفقة والتابعة لشركة «ويند إيطاليا»، وهي شركة «ليبرو» لبوابة الإنترنت وشركة الخدمات التابعة لـ«ويند إنترناشيونال» وشركة تشغيل كابل بحري يربط بين إيطاليا واليونان، منوها بأن اتفاق عملية الاستحواذ لا يتضمن نصوصا تحظر قيام المساهمين بإنشاء شركات منافسة للكيان الجديد.

وأضاف أنه استبعد شركة «موبينيل» من الصفقة لأسباب «عاطفية» فقط، كونها الشركة الأولى له في مجال الاتصالات، أما بالنسبة لشركته في كوريا الشمالية فأكد أن الأوضاع هناك قد لا تسمح بدخول شريك جديد، خاصة أن هناك ثقة متبادلة مع الحكومة في كوريا الشمالية، أما بالنسبة لشركات الكابلات فقال إن هذا المجال لا يمثل قيمة مضافة لشركة «فيمبلكوم» لذا تم استبعادها من الصفقة.

وأشار ساويرس إلى أنه سيكون واحدا من أكبر ثلاثة مساهمين في الشركة الأم بعد إتمام الصفقة، وستكون الشركة الجديدة خامس أكبر شركة للاتصالات في العالم من حيث عدد المشتركين، وستبلغ إيراداتها التشغيلية 21.5 مليار دولار وأرباحها قبل خصم الفوائد والضرائب والاستهلاك 9.5 مليار دولار (وفقا لأداء الشركتين خلال عام 2009).

وقال إن الدافع وراء عملية الاندماج هو تكوين شركة قادرة على المنافسة، حيث إن سوق الاتصالات في العالم حاليا ستكون للكيانات العملاقة ولن تستطيع الشركات الصغيرة أو المتوسطة المنافسة.

وبعد إتمام الصفقة التي توقع ساويرس نجاحها بنسبة 90 في المائة، فإن مساهمي أوراسكوم تيليكوم الحاليين سيحصلون على سهمين في شركتين، أسهم الشركة الأولى تتمثل في حصتهم في الأصول التي تم دمجها مع شركة «فيمبلكوم»، أما السهم الثاني فسيكون للشركة التي سيتم إنشاؤها والتي تشمل أصول شركة «أوراسكوم» التي لم تتضمنها الصفقة.

وقال ساويرس في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن أسهم الشركة الأولي التي سيحصل عليها مساهمو «أوراسكوم» ستكون أسهما عادية ولن يتم تحويلها إلى شهادات إيداع يتم تداولها في البورصة المصرية، كون تلك الأسهم هي حصة في أصول شركة أجنبية يتداول أسهمهما في بورصة نيويورك وهي شركة «فيبلكوم».

وبإتمام عملية الاندماج (المتوقع لها أن تتم خلال الشهر الثاني من العام القادم) ستمتلك «فيمبلكوم» من خلال «ويذر» حصة تبلغ 51.7% من شركة «أوراسكوم تيليكوم» القابضة وكامل أسهم شركة «ويند إيطاليا»، وذلك مقابل 325.639 مليون سهم ستصدرها «فيمبلكوم»، بالإضافة لمقابل نقدي يبلغ 1.8 مليار دولار، وسيكون من حق شركة «ويذر» ترشيح عضوين في مجلس إدارة «فيمبلكوم» الذي سيتكون من 11 عضوا.

وأشار نجيب ساويرس إلى أن الدافع وراء عملية الاندماج هو محاولة حل مشكلة شركة «جيزي» (ذراع أوراسكوم تيليكوم في الجزائر)، وقال: «تم تضمين شركة جيزي في الاتفاقية، بكل المخاطر التي تتعرض لها الشركة الآن.. من الممكن أن يتمكن الروس من الوصول إلى حلول مع الجانب الجزائري خاصة وأن هناك علاقات وثيقة بين الجزائر وروسيا».

وأضاف أن الجزائر حاصرت «أوراسكوم تيليكوم» لمدة 19 شهرا، ومنعتها من ترحيل أرباحها، وهو ما دفعنا إلى إيجاد حلول للحفاظ على «أوراسكوم تيليكوم»، فلم يكن لدينا إلا أن نحتمي بكيان ضخم لديه مصادر أخرى للسيولة للحفاظ على «أوراسكوم تيليكوم».

وتابع ساويرس: «على الرغم من أن الصفقة تعتبر جيدة بالنسبة إلينا، فإنه كان من الممكن أن نحصل على ضعف الحصة التي تم الاتفاق عليها في الكيان الجديد، إذا لم تكن مشكلة جيزي قائمة».

وأنهى سهم «أوراسكوم تيليكوم» تداولاته أمس بالبورصة المصرية على ارتفاع بلغت نسبته 5.59% ليغلق عند 5.48 جنيه، وذلك بعد إقبال المتعاملين على شراء السهم بعد أنباء عملية الاندماج.