قادة للمستوطنين ينصحون نتنياهو بتمديد التجميد شهرين مقابل الوعود الأميركية

رئيس الوزراء الإسرائيلي: الاجتماعات الوزارية الأمنية لن تبحث قضية الاستيطان

TT

في تطور جديد لافت للنظر، توجه عدد من قادة المستوطنات في الضفة الغربية إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بالدعوة لقبول الاقتراح الأميركي بتمديد تجميد البناء الاستيطاني في مستوطناتهم شهرين مقابل رزمة التعهدات الأميركية. فقد رأوا أن هذه الرزمة تنطوي على مكاسب كبيرة لا يجوز التنازل عنها بسهولة. وفي المقابل، أعلن مكتب نتنياهو أن موضوع التجميد لم يبحث في اجتماعات أمس ولن يبحث في اجتماعات اليوم، لأنه لا جديد يبحث.

وكانت اللجنة الوزارية السباعية التي تقود أعمال الحكومة في القضايا الاستراتيجية، قد التأمت بعد ظهر أمس في القدس الغربية، وأبقت مواضيع بحثها سرية. وسيعقد اليوم اجتماع للمجلس الوزاري الأمني المصغر، وهو أيضا ينوي إبقاء مواضيع بحثه سرية. وقالت مصادر مقربة من نتنياهو إن هناك محادثات تجري بهدوء بالغ بين إسرائيل والولايات المتحدة من جهة وبين الفلسطينيين والأمم المتحدة من جهة ثانية، بغية التوصل إلى صيغة مناسبة لاستئناف المفاوضات المباشرة للتسوية. وعندما تخرج هذه المحادثات بنتيجة، سيكون مناسبا طرح هذه النتيجة على المؤسسات الحكومية.

لكن وسائل الإعلام الإسرائيلية لم تصدق هذا البيان، وأكدت جميعها أن نتنياهو يطرح الموضوع وبقوة ويعمل على إقناع وزرائه بالموافقة على الاقتراح الأميركي. كما سيطرح قضية تصريحات وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، في الأمم المتحدة التي رفض فيها تمديد تجميد البناء وأعرب عن قناعته بأن المفاوضات مع الفلسطينيين لن تفضي إلى شيء.

من جهة ثانية، خرج عدد من قادة المستوطنين بتصريحات يؤيدون فيها تمديد فترة تجميد البناء، وفي مقدمتهم رئيس مستوطنة ألفي منشيه الواقعة بين قلقيلية وطولكرم، حسيداي اليعيزر، الذي انتبه إلى القيمة العالية للرزمة الأميركية. فقال خلال تصريحات لوسائل الإعلام الإسرائيلية إن الولايات المتحدة تتعهد باستخدام حق الفيتو ضد أي قرار في مجلس الأمن للاعتراف بدولة فلسطينية تفرض على إسرائيل. وتتعهد بدعم المطلب الإسرائيلي الأمني بوضع قوات إسرائيلية في منطقة غور الأردن، في إطار التسوية الدائمة للصراع. وهذا إضافة إلى رزمة مساعدات عسكرية حيوية جدا لأمن إسرائيل.

وأردف اليعيزر، وهو من قادة حزب الليكود الحاكم وكان حتى قبل شهور نائب رئيس مجلس المستوطنات في الضفة الغربية، إنه ينطلق في موقفه من تقدير عال لموقف نتنياهو وليس من منطلق انتقاده: «كنت من معارضي قرار تجميد البناء في الأصل، ولكنني الآن أجدها فرصة ينبغي قطفها بلا تردد. فإما أن نقتنصها ونضع الفلسطينيين في الزاوية وإما أن نضيعها، فنصبح نحن في الزاوية». وسئل ماذا سيفعل إذا وافق الفلسطينيون على استئناف المفاوضات البناء الاستيطاني، فأجاب: «أنا من مؤيدي إقامة الدولة الفلسطينية إلى جانب إسرائيل إذا توصلنا إلى اتفاق أمني معهم، يجيب على احتياجات إسرائيل. فإذا كان الفلسطينيون صادقين، سأرحب بذلك وإذا كانوا غير صادقين، فمن الضروري كشف وجههم الحقيقي أمام العالم».

واختتم اليعيزر، قائلا: «ما يقترحه الأميركيون جاء نتيجة للتعنت الفلسطيني من جهة ونتيجة لصمود نتنياهو من جهة ثانية. وأنا أقدر عاليا هذا الصمود. ولكن، الآن جاء وقت الحسم. من أجل رزمة الدعم الأميركية، أوافق على تجميد البناء الاستيطاني أربعة شهور وليس شهرين فقط. فالاستيطان بالنسبة لنا هو مسيرة طويلة، وليس قضية رمزية كما يعتقد البعض عندنا ولا قضية مقدسة كما يحسبها الفلسطينيون. علينا أن نجري حسابات صحيحة ذات بعد استراتيجي». وصدمت أقوال اليعيزر رفاقه في قيادة المستوطنات، ولكن أحدا لم يهاجمه. وقد انقسموا إلى قسمين، فأعلن رئيس بلدية مستوطنة أرئيل، رون نحمان، تأييده لأقواله وقال إنه يعرف مستوطنين كثيرين يفكرون مثله. وأعلن رئيس مجلس المستوطنات، داني ديان، أن الموقف السائد لدى المستوطنين هو مطالبة نتنياهو بأن لا يخضع للولايات المتحدة وضغوطها بمواصلة تجميد البناء الاستيطاني لأن ذلك سيعتبر خيانة للأمانة التي حملها له الشعب في إسرائيل. وأما عضو الكنيست زبولون أورليف، من حزب «البيت اليهودي»، فقد راح أبعد من ذلك وهدد بإسقاط حكومة نتنياهو قائلا: «إن قرارا بمواصلة تجميد البناء سيحدث انتفاضة في صفوف المستوطنين ضد حكومة نتنياهو وسيؤدي إلى انسحاب حزبي من الائتلاف الحكومي وبداية انسحابات أخرى ستفضي إلى انهيار الائتلاف وسقوط الحكومة».