«القاعدة» تعترف بمحاولات إرهابية فاشلة لاستهداف الأمير محمد بن نايف

التنظيم تحدث عن محاولة إصابة طائرة مساعد وزير الداخلية في الأجواء اليمنية

TT

اعترف تنظيم القاعدة لأول مرة، عبر شريط تم تناقله أمس، عن ضلوعه خلف أكثر من محاولة إرهابية فاشلة لاستهداف المسؤول المباشر عن ملف مكافحة الإرهاب بوزارة الداخلية السعودية، الأمير محمد بن نايف.

وطبقا لتسجيل مرئي، فإن التنظيم حاول استهداف الأمير محمد بن نايف، مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، أكثر من مرة، من ضمنها المحاولة الوحيدة التي أعلنت عنها الرياض في رمضان ما قبل الماضي.

ولم تعلن السعودية بشكل رسمي، عن أعداد المحاولات الفاشلة التي تورطت فيها «القاعدة» لمحاولة استهداف الأمير محمد بن نايف.

لكن الإعلان هذه المرة، جاء من «القاعدة»، حيث أفرج التنظيم عن مادة فيلمية مدتها 60 دقيقة، كشف خلالها المراحل التي تم بها التجهيز للمحاولة الفاشلة التي استهدفت الأمير محمد بن نايف في سبتمبر (أيلول) عام 2009، ونفذها الانتحاري عبد الله عسيري، أحد المدرجين على قائمة الـ85 التي تلاحقها الرياض، ويوجد قرابة الـ40 في المائة منها على الأراضي الإيرانية.

وعادة لا تعلق السعودية على الأشرطة التي يصدرها تنظيم القاعدة، ويتبنى خلالها مسؤوليته عن هجمات إرهابية.

وفي مطلع سبتمبر (أيلول) عام 2009، قام انتحاري أدرجته السلطات السعودية على قائمة تحمل 85 اسما ملاحقا، ويدعى عبد الله عسيري، بتنفيذ محاولة استهداف فاشلة استهدف بها الأمير محمد بن نايف في منزله بجدة غرب السعودية، وذلك بعد أن أوهم السلطات بتوبته وعودته إلى الحق. ولم يصب الأمير محمد بن نايف في المحاولة الفاشلة تلك، بإصابات تذكر.

وتطرق الشريط الذي بثته «القاعدة» أمس، إلى دور أحد عناصر التنظيم اليمنيين ويدعى محمد الغزالي، الذي كان قد قام بدور محوري في تسهيل المهمة الإرهابية للانتحاري عسيري، وتنفيذه المحاولة الفاشلة التي استهدفت الأمير محمد بن نايف، حيث تمحورت مهمته حول «معرفة واختبار إجراءات التفتيش الأمنية المتبعة» في إطار تسهيل مهمة زميله عسيري.

ولم تكن محاولة الاستهداف الفاشلة التي تعرض لها الأمير محمد بن نايف في رمضان ما قبل الماضي الأولى، في سلسلة العمليات الإرهابية التي تعرض لها منذ بدء الحرب على «القاعدة» في 12 مايو (أيار) 2003، لكنها الوحيدة التي أعلنت عنها السعودية بشكل رسمي. ويعتقد أن المحاولة الانتحارية التي استهدفت مبنى وزارة الداخلية السعودية في عام 2004، كانت موجهة ضد الأمير محمد بن نايف شخصيا.

وفي الشريط الذي بثه تنظيم القاعدة أمس، أعلن أنه كان يخطط لاستهداف طائرة مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية خلال تحليقها في الأجواء اليمنية. وأظهر الشريط صور اثنين من عناصر التنظيم، ممن كانوا ينوون تنفيذ عملية استهداف طائرة الأمير محمد بن نايف بواسطة صاروخ.

وتمكنت الأجهزة الأمنية في اليمن، من قتل الشخصين اللذين كانا يخططان لاستهداف طائرة الأمير محمد بن نايف بصاروخ من الأرض، على مشارف العاصمة اليمنية صنعاء.

ويرى مراقبون أمنيون، في إطار تحليل مضامين الشريط، أن مجرد معرفة «القاعدة» موعد وصول الأمير محمد بن نايف للأراضي اليمنية، والتخطيط لتنفيذ محاولة استهدافه، يعكس حجم اختراق «القاعدة» لأجهزة الأمن اليمنية.

وطبقا للمعلومات التي تم تسريبها مؤخرا، فإنه يعتقد أن كلا من يوسف الجبيري الشهري ورائد عبد الله الظاهري الحربي، وهما اثنان من المدرجين على قائمة الـ85، وقتلتهما السلطات السعودية خلال محاولة اقتحامهما نقطة أمن الحمراء بمحافظة الدرب بمنطقة جازان في أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، كانا يخططان لتنفيذ محاولة إرهابية تستهدف الأمير محمد بن نايف، وهو ما يرفع عدد المحاولات الفاشلة التي خطط لها تنظيم القاعدة ضد المسؤول الأول عن ملف الإرهاب في السعودية إلى 4 محاولات، واحدة منها تم التخطيط لها في السعودية، والـ3 الأخريات تم التخطيط لها في اليمن.