اعتصم أكثر من ألف شخص من أسر أولياء أمور الطلبة وهم يرتدون ملابس الحداد، طيلة اليوم الدراسي أمس بمدرسة الزهراء الخاصة للغات شرق مدينة الإسكندرية، احتجاجا على مقتل تلميذ عمره 7 سنوات بفناء بالمدرسة.
كان الطفل ويدعى محمد ناصر، صدمته سيارة أتوبيس أثناء وجوده داخل فناء المدرسة أول من أمس مما أثار حفيظة جميع أهالي الطلبة فقرروا القيام باعتصام مفتوح داخل المدرسة احتجاجا على اقتحام السيارات المملوكة لصاحب المدرسة وأولاده سواء الخاصة أو تلك المخصصة لنقل التلاميذ وتهديدها لحياة أبنائهم خلافا للقانون الذي يحظر دخول أية سيارات إلى داخل المدرسة حرصا على حياة الطلبة.
ارتدى الآباء ملابس الحداد السوداء منذ السابعة من صباح أمس، وظلوا بالمدرسة حتى انتهاء اليوم الدراسي حزنا على مقتل الطفل الذي راح ضحية الإهمال.. وقالت عبير عبد الحميد - إحدى أمهات الأطفال زملاء الطفل القتيل - لـ«الشرق الأوسط»: ما حدث من جريمة قتل لطفل في عمر الزهور وداخل المدرسة وفي الفناء أمر لا يمكن تصور حدوثه بمدرسة تراعي الحد الأدنى من قواعد احترام آدمية الطلاب وحقهم في الحياة، حيث تم دهس الطفل وسط الفناء المدرسي بعد أن تحولت المدرسة بفعل سيارات مالكها إلى شارع كبير تسير به السيارات الخاصة به وبأبنائه وكذا سيارات نقل الطلبة دونما أية مراعاة لحياة الأطفال المهددة يوميا.
وأضافت: «لقد أعلنا الاعتصام بالمدرسة حزنا على الطفل القتيل ورغبة منا في منع أية سيارات من الدخول إلى المدرسة ولو بالقوة، وسنكرر اعتصامنا إلى أن يتم ذلك».
وكشفت عبير عبد المنعم، إحدى المعتصمات، وهي شاهدة عيان على الحادث، عن تعرضها لمطاردة وحشية من جانب مالك المدرسة المدعو إبراهيم عيسى والذي ترك الطفل القتيل ينزف - بحسب قولها - واعترض على صراخها وحاول التعدي عليها بالضرب لمجرد أنها انهارت من مشاهدة الحادث وأخذت في البكاء والصراخ.
ومن جانبه أمر محمود عميرة وكيل أول وزارة التربية بالإسكندرية بفتح تحقيق موسع حول الواقعة وملابساتها، مشددا على مسؤولية المدرسة الكاملة عنه، لافتا إلى مخالفتها تعليمات الوزارة بشأن منع دخول السيارات داخل المدارس، وأشار إلى أن العقوبة على المدرسة قد تصل إلى حد سحب الإشراف عليها من مالكها لتتولاه وزارة التعليم وذلك بخلاف الجزاء الجنائي.