تخفف وزراء النقل العرب من الظلال الكثيفة للسياسة العربية المضطربة، وفي اجتماع داخل أكاديمية علمية، كسابقة أولى في تاريخ الاجتماعات الوزارية لجامعة الدول العربية، ناقش الوزراء أمس التعاون العربي المشترك داخل أروقة الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري بالإسكندرية، وهي إحدى المنظمات المتخصصة التابعة للجامعة العربية، من منطلق ربط التعليم ومنظومته وتطويره بسوق العمل وتنشيط التنمية.
وكشف طلب لوزير النقل العراقي أثناء الاجتماع التحضيري، بتأسيس أكاديمية عربية على غرار «الأكاديمية المصرية» يكون مقرها العراق، عن الحاجة إلى تعزيز التواصل العربي والاستفادة من المقومات المتوافرة بالفعل، وقد أوضح الدكتور محمد فرغلي رئيس الأكاديمية لوزراء النقل العرب أن الأكاديمية التي أنشأت عام 1978 هي «منظمة عربية وبتمويل عربي»، ولفت إلى أن هذا التمويل توقف منذ عام 1980 ليستمر نشاط المنظمة اعتمادا على التمويل الذاتي.
سبق الاجتماع الرسمي في دورته الـ45، الذي حدد أولويات العمل في المرحلة المقبلة، عرض عسكري لطلبة الملاحة البحرية، حضرة الوزراء وانتقلوا بعده إلى مجمع «المحاكيات» الذي يتم في قاعاته الحوار والاتصال مع الفضاء والمجال الجوي. وفي خطوة من شأنها تطوير العمل العربي المشترك في مجال النقل الجوي واقتصادياته ناقش الاجتماع مشروع الاتفاقية العربية لتحرير النقل الجوي على المستوى الجماعي فيما بين الدول العربية.
وأوضح الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية بالجامعة دكتور محمد التويجري أن هذه الخطوة من جانب مجلس وزراء النقل العرب تأتي في إطار الاستعدادات الجارية لعقد القمة العربية الاقتصادية الثانية، التي ستستضيفها مصر في مدينة شرم الشيخ في التاسع عشر من شهر يناير (كانون الثاني) المقبل، مشيرا إلى أن موضوع تعزيز القدرات العربية المشتركة في مجالات النقل الجوي والبري والبحري كان من بين المحاور الأساسية للقمة العربية الاقتصادية الأولى التي عقدت بالكويت مطلع العام الماضي.
وناقش وزراء النقل العرب في اجتماعهم، أمس، مدى التقدم الذي تحقق في تنفيذ قرارات قمة الكويت والمشاريع التي تبنتها في مجال النقل، في ضوء تقارير أعدها القطاع الاقتصادي بالأمانة العامة للجامعة والمنظمات والهيئات المتخصصة العامة في إطار الجامعة.
كما بحثوا اقتراحا من الاتحاد العربي للنقل الجوي بعقد اجتماع للوزراء المسؤولين عن الطيران المدني في الدول أعضاء الجامعة، يخصص لبحث توجه الاتحاد الأوروبي نحو إنشاء منطقة طيران موحد في منطقة البحر المتوسط ضمن إطار مشروع الطيران الأورو - متوسطي.