موريتانيا: دعوة السلطات إلى تبني استراتيجية جديدة لمكافحة الإرهاب

تقوم على الحكمة والعدل وليس على الصدام مع «القاعدة»

TT

طالب المفكر الإسلامي الموريتاني، محمد المختار الشنقيطي، الحكام في بلاده بتبني استراتيجية لمكافحة الإرهاب تقوم على الحكمة والعدل، وليس على المواجهة العسكرية التي تستنزف الدول، وترهق كاهل الحكم، وفي المحصلة تبقى المعركة غير محسومة. وأوضح الشنقيطي خلال ندوة «الصحافة والجيش.. أي علاقة؟»، التي نظمتها رابطة الصحافيين الموريتانيين بنواكشوط مساء أول من أمس، أن دور الصحافي هو العمل على رفع صوت من لا يملك القدرة على ذلك، والتحدي الإيجابي لأصحاب القرار من أجل دفعهم إلى التفكير، لتكون تلك القرارات صائبة وتنعكس على المصلحة الوطنية، وليس استجابة لإملاءات خارجية. وأضاف الشنقيطي، وهو باحث بكلية قطر للدراسات الإسلامية في الدوحة، ومدير سابق للمركز الإسلامي في «ساوث إبلين» بولاية تكساس الأميركية، إنه يأسف لتغلغل الفكر الجهادي في موريتانيا، حيث تمكن تنظيم القاعدة من استقطاب الكثير من أبناء البلد، مشيرا إلى أن قيادتها أصبحت تتولاها الدولتان الجارتان موريتانيا والجزائر، حيث إن الأخيرة (موريتانيا) تتولى الزعامة الدينية، والسابقة (الجزائر) تمسك بزمام الجناح الأمني والعسكري. وشاركت في الندوة أسماء بارزة في الحقل الإعلامي في البلد وضباط من قيادة الأركان، إضافة إلى بعض الوجوه الدينية، التي كان أبرزها العالم الموريتاني المعروف وزير العدل السابق، عبد الله بن بيه.

وحذر الشنقيطي من اللجوء إلى الوصف التبسيطي لظاهرة «القاعدة»، ووصف عناصرها بأنهم «لصوص أو مجرمون» بحجة أن اللص لا يدفع نفسه ثمنا من أجل الوصول إلى هدفه، بل هناك دوافع سياسية تحركها عوامل متعددة من أجل البحث عن شرعية دينية.

من جهته، قال العقيد البخاري ولد محمد، قائد المكتب الثالث بالجيش الموريتاني: «إن المؤسسة العسكرية والإعلام ليسا في مواجهة»، بل في تكامل مستمر، داعيا الصحافة إلى توخي الصدق في كل ما ينشر عن الجيش.

وأضاف ولد البخاري أن المؤسسة العسكرية محصنة بأقلام الإعلاميين أولا، وبالتالي إذا تخلت الصحافة عن القيام بدورها في التخندق مع الجيش، فإن ذلك سيؤثر سلبا على الاستقرار في البلد.

وفي هذا الصدد، حث نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ عبد الله بن بيه، الصحافة إلى الصدق والتحري في اقتناص المعلومة، والوقوف إلى جانب الجيش من أجل حماية البلاد من الأخطار، مذكرا الصحافة بأنه يجب عليها أن تختار بين «الصِحافة (بالكسر)، وهي منهج مذموم، أو الصَحافة (بالفتح)، وهي محمودة»، حسب تعبيره.

يذكر أن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، انتقد بشدة، خلال افتتاحه ندوة الحوار الوطني حول الإرهاب والتطور قبل أيام، تعاطي الإعلام مع المواجهات التي دارت بين الجيش الموريتاني وعناصر من «القاعدة» في شمال مالي. ووصف ولد عبد العزيز وسائل الإعلام بأنها تتعاطى مع «الإشاعات المغرضة» على أساس أنها حقائق.