الإمارات تشيع حاكم رأس الخيمة أقدم حاكم إمارة في العالم.. وتعلن الحداد لأسبوع

أكدت «دعمها الكامل» لابنه الشيخ سعود بن صقر القاسمي حاكما للإمارة

من اليسار الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي والشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أثناء مشاركتهم في تشييع جنازة الشيخ صقر بن محمد القاسمي حاكم رأس الخيمة أمس ( أ.ف.ب)
TT

شيعت الإمارات أمس الشيخ صقر بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للإمارات العربية المتحدة حاكم إمارة رأس الخيمة، الذي وافته المنية صباح أمس عن عمر ناهز 94 عاما، وذلك بحضور نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وأعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، فيما سارع المجلس الأعلى للاتحاد إلى مباركة تولي نجل الراحل، الشيخ سعود بن صقر القاسمي، مقاليد الحكم في إمارة رأس الخيمة الاستراتيجية.

ونعى رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، الشيخ صقر بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، الذي وافته المنية فجر أمس ووري الثرى في مقابر الأسرة الحاكمة في منطقة العريبي في رأس الخيمة، فيما أكد المجلس الأعلى للاتحاد في بيان أصدرته وزارة شؤون الرئاسة، دعمه الكامل للشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة «لمواصلة مسيرة والده الراحل في دعم المسيرة الاتحادية، إلى جانب إخوانه أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات».

وتلقى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، برقيات تعزية لوفاة الشيخ صقر بن محمد القاسمي، من كل من الرئيس المصري حسني مبارك، والسلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان، والشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، والرئيس عمر حسن البشير رئيس جمهورية السودان.

ويعتبر الراحل أقدم حاكم لإمارة في العالم، حيث حكم لفترة ناهزت 62 عاما، وتتمتع إمارة رأس الخيمة، إحدى الإمارات السبع، بموقع استراتيجي قبالة إيران، وهي تطل على المدخل الجنوبي لمضيق هرمز، الذي يعبر منه أكثر من 60 في المائة من الاستهلاك العالمي من النفط.

وشهدت إمارة رأس الخيمة التي يبلغ عدد سكانها 300 ألف نسمة ولا تملك نفطا، تنمية صناعية، خاصة انتشار مصانع أدوية وخزف وأسمنت في ظل سلطة الشيخ سعود.

وكان الشيخ صقر الذي تولى الحكم في رأس الخيمة عام 1948، قد نقل إلى مستشفى خليفة في أبوظبي في أبريل (نيسان) الماضي قبل أن يعود إلى إماراته في يونيو (حزيران).

وأعلنت الإمارات أمس وفاة الشيخ صقر بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للإمارات العربية المتحدة حاكم إمارة رأس الخيمة، عن عمر ناهز 94 عاما، فيما أعلن الحداد العام ونكست الإعلام على الوزارات والدوائر والمؤسسات الحكومية لمدة أسبوع.

وبدت أجواء انتقال السلطة في رأس الخيمة إلى الشيخ سعود بن صقر القاسمي، الذي كان وليا للعهد في غاية السلاسة، في وقت أبدى فيه المجلس الأعلى لاتحاد الإمارات، السلطة السياسية الأعلى في الدولة، دعمه الكامل للشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضوا جديدا في المجلس الأعلى للاتحاد، الذي يضم حكام الإمارات السبع، وحاكما لإمارة رأس الخيمة، مما ينفي الحديث عن خلاف على السلطة بين الحاكم الجديد وأخيه الأكبر الشيخ خالد بن صقر القاسمي، الابن الأكبر للشيخ صقر.

وكانت سفارة الإمارات في لندن قد رفضت في وقت سابق مزاعم نشرتها تقارير صحافية, تحدثت عن انقلاب أبيض في رأس الخيمة، معتبرة ذلك إشاعات قديمة ومغلوطة، أدلى بها الشيخ خالد بن صقر القاسمي في مناسبات كثيرة، وأن ادعاءاته لا أساس لها من الصحة، ويجب النظر إليها في سياق نزاعه الدائم مع عائلته.

الشيخ سعود القاسمي حاكم رأس الخيمة.. في سطور

* الشيخ سعود القاسمي الحاكم الجديد لرأس الخيمة، الذي سيصبح بطبيعة الحال عضوا في المجلس الأعلى الاتحادي الذي يعتبر أرفع هيئة سياسية في الإمارات، هو من مواليد عام 1956، وهو الابن الرابع للشيخ صقر من زوجته الثالثة ابنة رجل الأعمال الإماراتي المعروف أحمد الغرير. درس الاقتصاد في الجامعة الأميركية في بيروت اعتبارا من عام 1973، لكن اشتعال الحرب الأهلية في لبنان 1975 أجبرته على الانتقال إلى جامعة ميتشغان في الولايات المتحدة.

ويشغل الشيخ سعود موقع ولي عهد رأس الخيمة منذ عام 2003 بدلا من أخيه الأكبر الشيخ خالد بن صقر القاسمي الذي استبدل بمرسوم أميري.

تولى رئاسة الديوان الأميري فور عودته من دراسته عام 1979 ثم رئاسة المجلس البلدي في رأس الخيمة في عام 1986، بالإضافة إلى توليه رئاسة إدارات عدة شركات مساهمة، كشركة «غلفار» وشركة «سيراميك رأس الخيمة»، وهو بذلك أدخل الكثير من الإصلاحات الاقتصادية على إمارته من أجل جعلها هدفا للاستثمارات الأجنبية، وقد حصلت الإمارة على التصنيف «A» من مؤسسة «ستاندرد آند بورز» للتصنيف الائتماني عام 2008. متزوج من الشيخة هنا بنت جمعة الماجد وله أربعة أبناء.

الشيخ الراحل في سطور

* يعتبر الشيخ الراحل صقر القاسمي أقدم حاكم لإمارة في العالم، بعد أن بقي في منصبه قرابة ستين عاما، منذ عام 1948 وحتى تاريخ وفاته أمس، ويعتبر مرسوم الإعفاء الذي أصدره الراحل بحق ولي عهده السابق وابنه الأكبر خالد (70 عاما)، أحد أبرز المنعطفات السياسية في تاريخ الإمارة الصغيرة ذات الموقع الاستراتيجي قبالة إيران.

يعد مرسوم الإعفاء الذي أصدره الشيخ صقر القاسمي في يونيو (حزيران) 2003 بحق ولي عهده ونجله الأكبر من أخطر القرارات التي صدرت خلال عهده في حكم رأس الخيمة الذي امتد لأكثر من ستين عاما.

تعود أصوله إلى عائلة القواسم حتى الشيخ رحمة بن مطر القاسمي مؤسس دولة القواسم في رأس الخيمة عام 1747، أعلن صاحب السمو الشيخ صقر بن محمد القاسمي في 10 فبراير (شباط) 1972 انضمام إمارته إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، لتكتمل بذلك الدولة على صورتها الحالية. معروف بتوجهاته الداعمة للقضايا العربية. وله ثمانية أبناء وسبع بنات.