واشنطن تؤكد أن السلام يبقى أولويتها ولا تشجع الإعلان الأحادي للدولة الفلسطينية

في محاولة لطمأنة العرب.. وعشية وصول نتنياهو للقاء بايدن

TT

في محاولة لطمأنة العرب عموما، والفلسطينيين خصوصا، أكدت وزارة الخارجية الأميركية، الليلة قبل الماضية، أن فوز الحزب الجمهوري في الانتخابات النصفية للكونغرس، وسيطرته على مجلس النواب، لن يعرقل جهود إدارة الرئيس باراك أوباما للتوصل إلى اتفاق سلام في الشرق الأوسط.

وقال نائب المتحدث باسم الخارجية، مارك تونر، إن إدارة أوباما لا تزال تنظر إلى عملية السلام كأولوية، وستعمل مع الكونغرس لإنجاحها. وأضاف: «ستظل عملية السلام أولوية بالنسبة لهذه الإدارة. وبالتأكيد سنعمل يدا بيد مع الكونغرس لدفع المفاوضات المباشرة، والتوصل إلى تسوية في النهاية».

وكان انشغال الإدارة في مسألة الانتخابات النصفية، قد غيب عملية السلام على مدى الأسابيع الأربعة الماضية، لكن الجهود الأميركية تتجدد مع وجود صائب عريقات، رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، في واشنطن، ولقاءاته مع مبعوث السلام الخاص، جورج ميتشل، ونائبه ديفيد هيل، ودنيس روس الذي سرت شائعات حول احتمال أن يحل محل ميتشل الذي أخفق على مدى عامين تقريبا في إحراز أي تقدم على صعيد العملية السلمية.

وحسب ما قاله عريقات لـ«الشرق الأوسط»، فإن الإدارة ستواصل جهودها لاستئناف المفاوضات المباشرة التي توقفت بين الرئيس محمود عباس (أبو مازن) ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بعد نحو شهر من إطلاقها في واشنطن، جراء استئناف البناء الاستيطاني، لا سيما في القدس المحتلة.

وقال عريقات إن ميتشل أوضح خلال اللقاء أن الإدارة بحاجة إلى أسبوعين أو ثلاثة أخرى، لإعطاء ردها على المطالب الفلسطينية لاستئناف المفاوضات، لا سيما وقف الاستيطان، وهناك موافقة فلسطينية وعربية لإعطاء هذه المهلة.

وكانت لجنة متابعة المبادرة العربية قد قررت في اجتماعها في 8 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على هامش قمة سرت في ليبيا، قد حددت 9 نوفمبر (تشرين الثاني) موعدا للرد الأميركي.

وأكد نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، ما قاله عريقات لـ«الشرق الأوسط»، أول من أمس، من أن اجتماع لجنة المتابعة سيتأجل بناء على الطلب الأميركي، إلى ما بعد عيد الأضحى المبارك.

وستكون زيارة نتنياهو إلى واشنطن اليوم لحضور مؤتمر اللجنة الأميركية - الإسرائيلية للشؤون العامة (إيباك)، فرصة لمزيد من المباحثات الإسرائيلية - الأميركية، بعد المباحثات التي أجراها مستشار نتنياهو، يتسحاق مولخو، في واشنطن الأسبوع الماضي.

ومن المقرر أن يلتقي نتنياهو خلال هذه الزيارة، التي ستستغرق 6 أيام، نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، وربما أيضا وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصادر سياسية إسرائيلية القول إنه من المحتمل أن تعرض واشنطن على نتنياهو صيغة تتيح استئناف المفاوضات المباشرة.

وقالت المصادر إن واشنطن تدرس أفكارا جديدة تتيح استئناف المفاوضات، وذلك على الرغم من أن إسرائيل أكدت رفضها لتجميد البناء في المستوطنات بصورة مطلقة، مثلما كان الأمر عليه خلال الأشهر العشرة الماضية.

وتتواصل الجهود الأميركية، على الرغم من دعوة نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، داني أيالون، الجانب الفلسطيني إلى التفاوض مع إسرائيل على اتفاقية مرحلية طويلة الأمد، في ضوء استحالة التوصل إلى اتفاق على القضايا الجوهرية في الظروف الراهنة.

ويكرر أيالون ما قاله رئيسه، وزير الخارجية وزعيم حزبه «إسرائيل بيتنا»، من على منبر الأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) الماضي، حول صعوبة التوصل إلى اتفاق نهائي مع الجانب الفلسطيني. إلى ذلك وصفت وزارة الخارجية الأميركية فكرة إعلان الدولة الفلسطينية من جانب واحد بأنها «غير مساعدة»، لأنها قد تؤثر على الجهود المبذولة لاستئناف المفاوضات المباشرة.

وقال تونر، الليلة قبل الماضية: «نحن لا نزال على قناعة بأن الطريق الوحيد الذي سنحقق عبره السلام، هو طريق المفاوضات المباشرة.. ونحن نشعر بأن أي شيء يمكن أن يؤثر على هذه المفاوضات المباشرة، لن يساعد ولن يكون بناء».

وكان تونر يرد على سؤال حول إمكانية أن يلجأ الجانب الفلسطيني إلى الأمم المتحدة لإعلان الدولة، وحول ما نقل على لسان أبو مازن من أن الإدارة وافقت على تأييد خطوتنا، وقال تونر: «هدفنا يبقى جمع الطرفين حول طاولة المفاوضات. ولن نشجع أي شيء يمكن أن يؤثر على عودة الطرفين إلى المفاوضات المباشرة».