صنعاء: أوامر قبض «قهرية» بحق العولقي وابن عمه بتهمة التحريض على قتل أجانب

رئيس الوزراء اليمني: «القاعدة» صناعة غربية.. وليست يمنية

TT

أصدر الادعاء العام في اليمن، أمس، أمرا بإلقاء «القبض القهري» على المتشدد الأميركي من أصل يمني، أنور العولقي، في الوقت الذي تجري محاكمته كفارٍّ من وجه العدالة، كما تجري عملية ملاحقته في محافظة شبوة بواسطة حملة أمنية.

وأعلن القاضي سعيد الصامت، رئيس نيابة أمن الدولة والإرهاب، أن النيابة طلبت من الإدارة العامة لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة بإلقاء القبض على أنور العولقي وابن عمه عثمان العولقي. وصدر قرار القبض القهري بعد أن أعلمت النيابة عبر صحيفة «الثورة» الرسمية اليومية، في الـ3 من الشهر الحالي، المتهمين بالمثول أمام المحكمة. وعقدت أمس محكمة أمن الدولة والإرهاب الجزائية المتخصصة، بصنعاء ثاني جلساتها لمحاكمة المتهمين في حادثة مقتل المواطن الفرنسي جاك سبانيولو، الذي كان يعمل مديرا لشركة نفط نمساوية في اليمن، على يد حارس أمن الشركة هاشم محمد عاصم في 6 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

ويحاكم أنور العولقي وابن عمه في هذه القضية بتهمة الانتماء إلى عصابة مسلحة، تنظيم القاعدة، والتحريض على قتل الأجانب في اليمن.

واستعرضت النيابة، أمام المحكمة، اعترافات عاصم التي دونت في محاضر التحقيقات والتي تفيد بتواصله مع أنور العولقي عبر البريد الإلكتروني 30 مرة ومرة واحدة صوتيا، وأنه في تاريخ ارتكابه جريمة قتل المواطن الفرنسي كان متأثرا بتحريض أنور العولقي له على قتل الأجانب وخاصة الأميركيين والأوروبيين، ولم يشعر إلا وهو يطلق النار ويكبر. وأشارت النيابة إلى أن عاصم عضو في حزب التجمع اليمني للإصلاح الإسلامي المعارض، ثاني أكبر الأحزاب اليمنية، غير أن عاصم نفي ما نسب إليه وأقر بارتكابه جريمة القتل، لكن لـ«دوافع شخصية» حسب قوله.

وتفيد المعلومات الواردة من محافظة شبوة في جنوب اليمن بأن السلطات هناك تنفذ حملة أمنية لتعقب أنور العولقي الذي يعتقد أنه يختبئ في جبال مديرية الصعيد في حماية قبائله (العوالق). وتطالب الولايات المتحدة برأس أنور العولقي حيا أو ميتا، منذ أن اتضحت صلته بتنظيم القاعدة وبحادثة محاولة التفجير الفاشلة لطائرة ركاب مدنية أميركية في سماء مدينة ديترويت الأميركية، التي حاول تنفيذها الشاب النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب، عشية عيد الميلاد الأخير، وصلة العولقي، أيضا، بالضابط نضال مالك حسن الذي قتل عددا من زملائه في قاعدة أميركية العام الماضي.

ومنذ انضمامه إلى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، أحدث أنور العولقي نقلة نوعية في نشاط التنظيم الذي يتخذ قادته من اليمن مقرا لهم، وذلك باستخدامه اللغة الإنجليزية التي يتقنها بحكم ولادته ودراسته في الولايات المتحدة، في استقطاب عناصر جديدة للتنظيم وتجنيدها للقيام بعمليات إرهابية، عبر البريد الإلكتروني، وهي طريقة مبتكرة في نشاط التنظيم.

واستخدم العولقي البريد الإلكتروني للتواصل مع الضابط نضال مالك حسن وكذا عمر الفاروق وأخيرا هاشم محمد عاصم، من أجل تحريضهم على القيام بما قاموا به، حتى إن الصحافي اليمني المتخصص بشؤون الإرهاب، عبد الإله حيد شايع، الذي يحاكم حاليا في اليمن بتهمة الانتماء إلى «القاعدة»، كانت اتصالاته بأنور العولقي تتم في الغالب عبر البريد الإلكتروني.

وفي سياق متصل، قال رئيس الوزراء اليمني، الدكتور علي محمد مجور، إن «القاعدة» تعتبر «صناعة غربية بدرجة رئيسية»، وإنها «لم تكن، على الإطلاق، صناعة يمنية»، مشيرا إلى أن هناك من يسعى إلى تكريس هذه النظرة على اليمن دوليا.

وأشار مجور خلال لقائه وعدد من الوزراء في حكومته، أمس، سفراء الدول الآسيوية والأفريقية بصنعاء، من أجل إيضاح ملابسات قضية الطرود المفخخة وتداعياتها وآثارها السلبية على قطاع النقل الجوي والاقتصاد اليمني عموما، إلى قوة الإجراءات الأمنية المطبقة في المطارات اليمنية. ودعا المجتمع الدولي إلى دعم جهود اليمن لمحاربة الإرهاب انطلاقا من الشراكة التي تربط اليمن بالمجتمع الدولي. وقال مجور إن بلاده ستواصل جهودها في التصدي للإرهاب وعناصره على الرغم من «ما يكلفه ذلك من خسائر بشرية ومادية واقتصادية»، معتبرا الفقر في بلاده من «أهم العوامل التي تساعد على نمو التطرف، سواء في اليمن أو في أي بلد آخر».