تقارير عن قيام جندي أفغاني بقتل 3 من الجنود الدوليين في هلمند.. والناتو يحقق

اعتقال 3 في هرات لصلتهم بهجوم على مجمع للأمم المتحدة

TT

أكدت مصادر محلية أفغانية قيام جندي أفغاني بفتح النار على عدد من جنود حلف شمال الأطلسي (الناتو) في إقليم هلمند، جنوب البلاد، مما أسفر عن مقتل 3 منهم، فيما أكد الناتو أنه يحقق في الحادث. وجاء ذلك بينما أعلنت القوات الأفغانية اعتقال 3 مسلحين يشتبه في صلتهم بالهجوم الذي استهدف مجمعا للأمم المتحدة الشهر الماضي، ويعتقد أن لهم صلات بزعماء حركة طالبان الأفغانية المتمركزين في باكستان. وأعلنت قيادة حلف شمال الأطلسي أمس أنها تحقق في احتمال مقتل عدد من جنودها برصاص جندي أفغاني. وقال متحدث باسم قيادة الحلف «نحن على علم بوقوع حادث في ولاية هلمند. ويجري فريق مشترك من الحلف الأطلسي والسلطات الأفغانية تحقيقا»، حسبما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.

وذكرت وكالة الأنباء الإسلامية الأفغانية التي تتخذ من باكستان مقرا، أن جنديا أفغانيا قتل ثلاثة جنود أجانب في هلمند معقل حركة طالبان في الجنوب. ولا تعتبر الوكالة مصدرا جديرا بالثقة، لكن قيادة الحلف الأطلسي لم تنف هذه المعلومات، وأكدت أن التحقيق جار.

من جهته، قال المسؤول الثاني في شرطة هلمند العقيد كمال الدين خان إنه «على علم بأن جنديا أفغانيا أطلق النار على قوات حلف شمال الأطلسي»، وأضاف «ليست لدينا تفاصيل».

ونقلت وكالة الأنباء الإسلامية الأفغانية أيضا عن المتحدث باسم حركة طالبان يوسف أحمدي أن الحادث وقع في قاعدة تاميرانو بمنطقة سانجين الخطيرة في هلمند.

وأكد مسؤول في حلف الأطلسي في كابل، طالبا عدم كشف هويته، مقتل اثنين من جنود المارينز ليل الخميس الجمعة. وقال المسؤول «قتلا في فراشهما. وكان يفترض أن يكونا مكلفين بالحراسة». وأضاف أن «الرصاص أطلق داخل القاعدة، وقد اختفى جندي أفغاني في الصباح الباكر»، موضحا أن الجندي كان التحق بالقاعدة قبل أسبوعين أو ثلاثة.

وكان الحلف الأطلسي أعلن من جانبه مقتل ثلاثة من جنود القوات الدولية الجمعة في حوادث متفرقة.

وفي سياق متصل، اعتقلت قوات الأمن الأفغانية ثلاثة متمردين يشتبه في تورطهم بهجوم على مجمع للأمم المتحدة الشهر الماضي. وكان أربعة مفجرين انتحاريين من طالبان تنكروا في ملابس شرطة ونساء، قد هاجموا المبنى الرئيسي للأمم المتحدة في مدينة هرات، وهي مركز تجاري في غرب أفغانستان، في 23 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وقتل المهاجمون الأربعة جميعهم، ولم تكن هناك خسائر بشرية بين موظفي الأمم المتحدة. وبينما جرى دحر الهجوم بنجاح فإنه سبب قلقا للقوات الأفغانية والقوات التي يقودها حلف شمال الأطلسي، لأنه ينظر إلى هرات التي كانت مستقرة إلى حد كبير على أنها من الأماكن المرشحة لنقل المسؤولية الأمنية من القوات الأجنبية إلى القوات الأفغانية. وسيحدد معدل ونطاق نقل هذه الصلاحيات الأمنية موعد وحجم القوات الأجنبية التي يمكن أن تغادر أفغانستان.

ووعد الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي سيراجع استراتيجيته للحرب في أفغانستان الشهر القادم ببدء سحب القوات الأميركية، اعتبارا من يوليو 2011، إذا سمحت الأوضاع على الأرض بذلك.

وقال سيد أنصاري، وهو متحدث باسم إدارة الأمن الوطني الأفغانية، إن أحد الرجال الثلاثة المحتجزين، ويدعى نور محمد، كان مسؤولا عن نقل المفجرين الأربعة من كويتا بباكستان. وأضاف أن المهاجمين نقلوا من كويتا إلى إقليم قندهار الجنوبي، مهد طالبان، ثم إلى هرات.

وقال أنصاري إن الهجوم كان بإشراف مباشر من «مجلس الشورى في كويتا»، الذي يعتبر القيادة العليا لطالبان الأفغانية المتمركزة في كويتا في إقليم بلوشستان المجاور لإقليم قندهار الأفغاني. وقال أنصاري، في مؤتمر صحافي، إن «الهجوم كان بأوامر من الملا عصمت الله سمنجاري، وهو عضو حالي في مجلس شورى طالبان في كويتا، ويعيش الآن في باكستان»، حسبما أوردت وكالة «رويترز».

إلى ذلك، أفادت وسائل الإعلام الإسبانية بأن رئيس الحكومة الإسبانية خوسيه لويس ثاباتيرو قام أمس بزيارة مفاجئة إلى أفغانستان برفقة وزيرة الدفاع كارمي تشاكون. وصرح ثاباتيرو للإذاعة الإسبانية لدى وصوله إلى قاعدة قلعة آي ناو الإسبانية في غرب أفغانستان بأن «المهمة في أفغانستان صعبة وتتطلب وقتا». وأضاف «لسنا في أفغانستان من أجل البقاء، بل التزمنا بذلك إلى أن يتمكن الأفغان من ضمان أمنهم بأنفسهم».