شعب خاسر في الحالتين

TT

> تعقيبا على مقال مأمون فندي «المالكي والملك»، المنشور بتاريخ 4 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أقول شاءت الأقدار السيئة وحظنا العاثر، نحن أبناء العراق، أن نخرج من قبضة ديكتاتورية صدام حسين، تحت مظلة البعث، لنقع في قبضة التسلط الطائفي البغيض وشلته المتزمتة. في تسعينات القرن الماضي خاصم صدام العرب وناصبهم العداء باستباحة الجارة الكويت، وما تلا ذلك من مضاعفات عزلت العراق عن محيطه العربي الطبيعي، وبالذات عمقه الاستراتيجي المتمثل بشبه الجزيرة العربية. وكان العراقيون، الذين أدمتهم الحرب وأفقرهم الحصار، هم الضحية الأولى والأخيرة. وقد تعرض كل من حاول الخروج من جحيم الحصار للذل على المعابر الحدودية والمنافذ البرية والجوية للدول العربية قبل غيرها، في الوقت الذي كان صدام وحاشيته يشيدون قصورا جديدة لهم على نهر دجلة. وما أشبه اليوم بالبارحة، حيث الجماعته الطائفية المتشبثة بالحكم بأي ثمن، باتوا مثل صدام، لا يخسرون من مقاطعتهم للعرب، طالما ظلوا الأبناء المدللين لحكام طهران، وطالما استمر صرف الأموال عليهم، ناهيك عن ما يدخل جيوب البعض من المال العام بطرق أخرى.

باسل فخري [email protected]