لاتسيو مكتملا.. وروما من دون توتي في ديربي العاصمة الإيطالية الساخن اليوم

الأرقام ترشح فريق رانييري المتعثر للفوز على متصدر الدوري الإيطالي

TT

أصبح الآن من المؤكد مشاركة الأوروغوياني فيرناندو موسليرا، حارس مرمى لاتسيو، في لقاء الدربي اليوم أمام فريق روما؛ فقد عاد حارس المرمى إلى التدريبات، مما يدل على أن التورم في الفخذ اليمنى الذي كان موسليرا يعانيه قد تلاشى. وقد أراد فيرناندو ذاته تبديد بقايا الشكوك حول مشاركته في مباراة اليوم فصرح لوسائل الإعلام الأوروغويانية قائلا: «كل شيء على ما يرام، وفي مباراة الفريق أمام روما سأكون في مكاني داخل الملعب باطمئنان». إن حارس المرمى الأوروغوياني صار أحد الأبطال القوميين في بلاده بعد أن كان أحد عناصر الفريق الذي حمل منتخب أوروغواي إلى أحد المراكز الأربعة الأولى في مونديال جنوب أفريقيا 2010. والآن بعد أن أصبح فريق لاتسيو يتربع على قمة جدول الدوري الإيطالي هناك قناعة في أوروغواي بأن جزءا كبيرا من هذا الإنجاز يعود إلى موسليرا. ولكن حارس مرمى فريق لاتسيو عقب على ذلك قائلا: «على العكس، إن الفضل في ذلك يعود إلى الفريق كله. نحن على قمة الجدول ونسعى إلى البقاء هكذا أطول وقت ممكن حتى إن كان هدفنا لا يزال هو الوصول إلى المراكز التي تضمن تأهلنا إلى إحدى البطولات الأوروبية، لا سيما بطولة دوري أبطال أوروبا إن أمكن ذلك. وفي غضون ذلك نحن نستمتع بهذا اللحظة الحالية. لا أعرف كم سيستغرق الأمر ولكن جميل أن نبقى هكذا على القمة».

واليوم سيواجه فريق لاتسيو مباراة ربما تحمله إلى آفاق أكبر، وبهذا الصدد صرح موسليرا قائلا: «بالفعل، إنها مباراة الدربي. إن فري ق روما يعاني بعض الصعوبات ولكنه يعود قويا. هذا اللقاء سيكون معركة، بيد أننا مستعدون لها». ستكون معركة داخل الملعب فحسب، ونتمنى أن تكون عرضا رائعا خارج الملعب.

في سياق متصل، من المفترض أن تحمل الأرقام الطمأنينة إلى نفوس فريق روما ومشجعيه؛ فإيدي رييا، مدرب فريق لاتسيو، لم يتمكن حتى الآن من تحقيق الفوز مطلقا على فريق روما، بل يحمل سجله التدريبي في اللقاءات التي جمعته، خلال الـ10 مواسم الماضية، بفريق روما، 8 تعادلات وهزيمتين. أما رانييري، مدرب روما، الذي تمكن الموسم المنصرم من تحقيق الفوز في مباراة الدربي ذهابا وإيابا، فلديه سجل من النتائج أكثر توازنا، كمدرب، أمام فريق لاتسيو (6 انتصارات و5 تعادلات و3 هزائم) ولكنه منذ أن عاد مؤخرا إلى إيطاليا لم يخسر مطلقا أمام فريق لاتسيو. وفي النهاية، تبقى الإحصائية التي تبعث التشاؤم في نفوس مشجعي فريق لاتسيو: من دون توتي في التشكيلة، لم يخسر فريق روما مباراة الدربي أبدا (3 انتصارات و4 تعادلات).

إذن، فهي ليلة مفعمة بالقلق في تريغوريا، مقر معسكر فريق روما؛ نظرا للإصابات التي تتزايد، خاصة في خط دفاع فريق روما، ففضلا عن الغياب المعروف مسبقا لكل من بيتزارو وبراغي وتاديي، فقد أسفر لقاء الفريق الأخير أمام بازل، في إطار بطولة دوري أبطال أوروبا، عن إصابة بورديسو وخوان أيضا. ومن المؤكد أنهما سيغيبان عن لقاء الدربي اليوم.

كان الدربي قد بدأ بالفعل في وقت سابق، وكالعادة كان أبرز لاعبي الفريقين هم من قاموا بإشعال الأمور، فقد كان توتي، قائد فريق روما، هو من ألقى بأول حجر عندما صرح قائلا: «سيفوز فريق لاتسيو، وسيسجل الهدف فلوكاري من ضربة جزاء». وهو يشير بهذه التصريحات إلى ضربة الجزاء التي أهدرها مهاجم لاتسيو في آخر دربي بين الفريقين. وبعد ساعات قليلة من تصريحات توتي جاء الرد عن طريق تومازو روكي.

توتي، ماذا تقول؟ وجاء رد روكي على توتي قويا وغير معتاد من لاعب هادئ مثل قائد فريق لاتسيو: «نظرا لأنه قال هذه الأشياء عن فلوكاري فسأقول أنا إن غيابه (للإيقاف) هو شيء في غير صالحنا. وهو ما تؤكده أيضا الإحصاءات. فبدونه يكون فريق روما أكثر قوة». ولا شك أن تصريحات توتي لم ترق للاعبي فريق لاتسيو، الذين ما زالوا يذكرون أيضا إشارة توتي بإصبعه إلى أسفل عقب نهاية لقاء الدربي الماضي (والتي كانت تعني أنه يتمنى لهم الهبوط إلى دوري الدرجة الثانية). وأسهم باولو دي كانيو، لاعب نادي لاتسيو السابق و«توأم» روكي في زيادة جرعة الاحتقان بين الفريقين عندما صرح قائلا: «توتي؟ إنني أحترم العجائز، لكن غيابه يمثل، من دون شك، مزية لفريق روما».

وربما يكون روكي من المفاجآت الكبيرة في لقاء الدربي اليوم؛ فهو لا يلعب أساسيا مع فريق لاتسيو منذ 6 مباريات (ويفضل المدرب رييا عليه الثنائي فلوكاري وزاراتي)، لكن من المفترض أن يعود للمشاركة في الدربي من أول دقيقة (على حساب زاراتي). ويفكر رييا جديا في ذلك الأمر لسببين، الأول منهما خططي، ويتمثل في أن المدرب يميل للعودة لطريقة 2-1-3-4، وفي ظل هذه الطريقة يعطي روكي ضمانا أكبر من زاراتي. والسبب الثاني يتعلق بالإحصاءات التي تؤكد أن روكي هو رجل مباريات الدربي التي تقام على ملعب لاتسيو؛ حيث سجل 5 أهداف في 12 مباراة أمام فريق روما. ويقول روكي عن ذلك الأمر: «إن أقرب هذه الأهداف إلى نفسي هو الأول، الذي أحرزته في مرمى روما لتصبح النتيجة 1/3 يوم 6 يناير 2005. وقد كان هذا اللقاء هو أول لقاء دربي بالنسبة لي وكان فريق لاتسيو لم يفز على فريق روما منذ وقت طويل».

وسيكون لقاء اليوم هو الدربي الأول لهرنانديز. وعلق روكي قائد فريق لاتسيو على ذلك بقوله: «كنا في الغرفة نفسها في المعسكر. وشرحت له بعض الأشياء عن مباراة الدربي». وهي الأشياء نفسها التي سيقولها لباقي زملائه بالفريق: «إن زملائي يعرفون جيدا أنها مباراة فريدة من نوعها». هل يمتلك فريق لاتسيو حظوظا أكبر للفوز باللقاء؟ لا يتفق روكي مع هذا الرأي: «لقد عانى فريق روما بعض المشكلات، لكنه عاد الآن لمساره الصحيح. إن الفريقين على المستوى نفسه».

على الجانب الآخر، يحظى فريق روما حاليا بالكثير من التهاني والتدليل بعد عودته منتصرا من بازل وفوزه على فريقها في بطولة الدوري الأوروبي. وعاد جيرمي مينيز صاحب الفضل الأكبر في الفوز في سويسرا بوجه مكفهر كالمعتاد ولا يرجع ذلك فقط للقطع البسيط الذي تعرض له في سمانة ساقه اليمنى، بل أيضا لخجله المعتاد، وهو يحظى بالتأكيد بتدليل زملائه وتعاطفهم وعلى رأسهم توتي قائد الفريق الذي قال بشأن اللاعب الفرنسي: «إنه موهوب وسترون أنه سيكون رجل مباراة الدربي».

وبعد هذه الإشادات المتعددة يطير مينيز فرحا. وأوضح اللاعب الفرنسي قائلا: «لقد لعبت بشكل جيد في بازل، لكنني لست أدري هل هذا اللقاء هو أجمل ما قدمت مع فريق روما. التشابه بيني وبين كاكا؟ لست أدري، لم يسبق أن قال لي أحد ذلك حتى الآن وعلى أي حال فذلك ليس بالأمر المهم الآن، فالأهم هو الدربي. لقد منحنا الفوز على فريق بازل دفعة معنوية كبيرة وأنا مستعد بالفعل للعب اليوم».

وليس هناك شك حول مشاركة اللاعب الفرنسي، لا سيما أن الغيابات في صفوف فريق روما تدفع المدرب كلاوديو رانييري للاستعانة باللاعب الفرنسي الموهوب. وهذا هو ما يحتاجه اللاعب للعودة إلى المنتخب الفرنسي بعد أن تجاهله مدرب الديوك الفرنسية لوران بلان في مباريات المنتخب الأخيرة خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول). ويعرف جيرمي جيدا أن التألق في مباراة الدربي قد يكون هو طريقه للعودة إلى صفوف المنتخب؛ نظرا لأن مدرب المنتخب لم يفقد قط تقديره له. ومن ناحية أخرى يبدو أن دور لاعب الوسط المهاجم الذي يعهد به إليه المدرب رانييري هو الأنسب لإبراز قدراته ومواهبه.