طهران تؤكد استئناف المفاوضات النووية الاثنين في تركيا.. وواشنطن: ننتظر ردا رسميا

الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط»: كل ما حصلنا عليه تصريحات علنية متضاربة من إيران

وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي خلال مؤتمر صحافي في طهران أمس (أ.ف.ب)
TT

أكدت طهران أن المفاوضات مع مجموعة «5+1» حول الملف النووي الإيراني ستستأنف الاثنين المقبل، 15 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي في تركيا، داعية إلى فصل المحادثات حول الملف النووي مع المجموعة المذكورة عن المفاوضات حول تبادل الوقود النووي مع مجموعة فينا.

غير أن واشنطن نفت تحديد زمان ومكان المحادثات، وأكدت بأن الجمهورية الإسلامية لم تعط ردا رسميا بعد لمكتب ممثلة الاتحاد الأوروبي العليا كاثرين آشتون حول ذلك.

وتتألف مجموعة «5+1» من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي: الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين بالإضافة إلى ألمانيا. ويتفاوض الغرب مع الجمهورية الإسلامية حول برنامجها النووي الذي أثار جدلا حول أهدافه؛ ففي حين يؤكد المسؤولون الإيرانيون أنه لأهداف سلمية، يخشى الغرب من طموحات إيران النووية ويشتبه في استخدامه لأغراض عسكرية.

ونقلت وكالة «مهر» للأنباء الإيرانية عن وزير الخارجية منوشهر متقي قوله في ختام الاجتماع الوزاري التاسع لمنتدى حوار التعاون الآسيوي: «لقد أعلنا سابقا موعد ومكان المفاوضات، حيث تم الاتفاق على إجرائها في تركيا، وقد اقترح يوم 15 نوفمبر أيضا موعدا للمفاوضات».

غير أن الوزير الإيراني استدرك قائلا: «ولكن كلا الجانبين لديهما مرونة في تحديد موعد ومكان إجراء المفاوضات، وفي الحقيقة، فإن تعيين ذلك أمر ليس صعبا». وأعرب متقي عن أمله في أن يتم التوافق في هذا المجال والبدء باستئناف المفاوضات في أسرع وقت.

وأضاف وزير الخارجية: «طبعا الجمهورية الإسلامية الإيرانية لديها تجربة مختلفة في التفاوض مع مجموعة (5+1) حيث كان أعضاء المجموعة يعتمدون أسلوب المواجهة بدلا من الأساليب البناءة، وعلى هذه المجموعة تغيير رؤيتها وسياستها خلال التفاوض»، وأعلن أن «إيران صادقة وجادة من أجل المفاوضات.. ولدينا التزام بطبيعة المفاوضات، ومن الأحرى أن تنتهج مجموعة (5+1) أيضا رؤية بناءة في هذه المفاوضات».

واقترحت مجموعة «5+1» أن يتم اللقاء في فيينا بين 15 و18 نوفمبر الحالي، وأن يشمل البرنامج النووي الإيراني و«أي مسألة أخرى لها علاقة بالمفاوضات».

وكانت طهران أعربت عن استعدادها للتفاوض «اعتبارا من العاشر من نوفمبر» في تركيا؛ البلد الذي تعتبره إيران حليفا لها في ملفها النووي.

كما يأمل المسؤولون الإيرانيون في أن يتم توسيع جدول الأعمال ليشمل دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي تعتبره إيران منحازا، بالإضافة إلى امتلاك إسرائيل لأسلحة نووية.

غير أن مسؤولة في وزارة الخارجية الأميركية أكدت أنه لم يتم بعد تحديد موعد أو مكان المفاوضات حتى الآن. وأوضحت المسؤولة لـ«الشرق الأوسط» أن إيران لم تعط ردا رسميا بعد لمكتب ممثلة الاتحاد الأوروبي العليا كاثرين آشتون لتحديد موعد ومكان للقاء. وقالت: «ليست لدينا معلومات جديدة تؤكد آخر التعليقات الإيرانية. ما زال مكتب الممثلة العليا آشتون يسعى إلى تحديد موعد ومكان لقاء مع إيران، ولكن حتى الآن كل ما حصلنا عليه هو تصريحات علنية متضاربة من إيران حول استعدادها للمحادثات».

وشددت المسؤولة على أن «مجموعة (5+1) ما زالت مستعدة للقاء مع إيران ومستعدة لتحديد موعد وموقع محددين، ولكن حتى الآن لا نعلم بأي تأكيد رسمي من الحكومة الإيرانية». وامتنعت المسؤولة عن التعليق حول إمكانية عقد الاجتماع في تركيا، مشيرة إلى أنه يجب تأكيد عقد الاجتماع والحصول على رد إيراني رسمي.

من جانبه، قال مسؤول في الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن الوكالة غير معنية بتحديد مكان وزمان محادثات دول «5+1» مع إيران لأن الوكالة لا تشارك فيها، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «هذا ليس اجتماعنا.. وحتى الآن ليست هناك أية بوادر على أننا سنشارك».

وردا على استفسار عن ما إن كان يقصد برد كهذا الإشارة إلى أن المحادثات لن تشمل مبادرة تبادل الوقود النووي التي اقترحتها الوكالة، قال المسؤول: «حتى الآن ليس هناك ما يشير إلى ذلك؛ إذ يبدو أن إيران متمسكة باستقلال القضيتين وعقد محادثات منفصلة بشأن ملفها النووي وأخرى بخصوص مبادرة تبادل الوقود».

وكانت إيران قد جددت أمس تأكيدها على أن ملف تبادل الوقود النووي المحتمل مع القوى الكبرى يجب أن يتم بحثه بشكل منفصل عن مباحثات البرنامج النووي الإيراني.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان باراست لوكالة الصحافة الفرنسية، لقد «قلنا منذ البداية إن المسألتين مستقلتان كلتيهما عن الأخرى»، وأضاف أن «مسألة تبادل الوقود شيء، والحوار مع مجموعة (5+1) شيء آخر. وإذا لم يتم تناول هذين الأمرين بشكل منفصل تماما فإن ذلك سيؤدي إلى مشكلات في المستقبل».

وكانت المباحثات مع إيران قد توقفت بعد أن رفض المسؤولون الإيرانيون في أكتوبر (تشرين الأول) 2009 مشروع تبادل اليورانيوم منخفض التخصيب الذي تملكه مع وقود مخصب بدرجة عالية تحتاجه لمفاعل أبحاث في طهران.

وذلك المشروع الذي قدمته الدول الكبرى على أنه يهدف إلى إيجاد مناخ ثقة بين الجانبين، تم بحثه في إطار «مجموعة فيينا»، التي تضم الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا برعاية الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وكانت المجموعة قد انبثقت عن مجموعة الست أو «5+1».

وكررت إيران منذ ذلك التاريخ أنها تريد الفصل بين الموضوعين حتى وإن أقر مسؤول البرنامج النووي الإيراني علي أكبر صالحي رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية مؤخرا بأن المباحثات مع الدول الست ومجموعة فيينا يمكن أن تتم بشكل «متزامن».

غير أنه ليس من المقرر حاليا عقد أي اجتماع لمجموعة فيينا، في حين لمحت تسريبات للصحافة العالمية أن الدول الست تعد مشروعا جديدا أكثر تشددا لتبادل الوقود مع إيران قد تكون ترغب في إدراجه في جدول أعمال الاجتماع المقبل مع إيران.