نصر الله يتحدث عن «كوة أمل» في المسعى السعودي ـ السوري

أشاد بـ«المبادرة الطيبة» للملك عبد الله.. واتهم الأميركيين وبعض اللبنانيين بالسعي للتخريب

الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، وهو يلقي كلمته عبر شاشة تلفزيونية ضخمة في الضاحية الجنوبية لبيروت أمس (أ.ب)
TT

ترك الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله «كوة أمل» للبنانيين عنوانها «المساعي السورية - السعودية لمعالجة ملف المحكمة الدولية والقرار الظني»، مشيرا إلى أن هذه المساعي «جدية ويفترض أن تخرج بنتائج خلال فترة قصيرة»، متهما الأميركيين و«البعض في لبنان» بالعمل على تخريبها، مشترطا في أي تسوية عدم توجيه الاتهام لأي من عناصر الحزب في جريمة اغتيال الرئيس الأسبق للحكومة اللبنانية رفيق الحريري، متوعدا في عبارة مماثلة لتلك التي استخدمها عشية أحداث 8 مايو (أيار) 2008 بـ«قطع اليد التي ستحاول توقيف أي من عناصر الحزب». وقال: «يخطئ من يتصور أن المقاومة أمام أي اتهام لن تدافع عن نفسها أو كرامتها إذا اعتدي عليها وسترد بالطريقة التي تختارها مع حلفائها المخلصين والحريصين في المعارضة على عزة لبنان وعلى منعة لبنان، ومخطئ من يتصور أن التهويل بحرب إسرائيلية يمكن أن يجدي نفعا»، معتبرا أنه بـ«العكس من يتكلم عن حرب يبشرنا ولا يهددنا». وطلب نصر الله «لكي تستقيم الأمور لبدء محاكمة شهود الزور ومن صنعهم وفبركهم». وقال: هنا أسأل لماذا لم يتحرك القضاء العادي حتى اليوم في هذا الملف وخصوصا بعد أن أدلى رئيس الحكومة بحديثه إلى «الشرق الأوسط»؟.

وقال نصر الله في كلمة ألقاها خلال احتفال لحزب الله في «يوم شهيد حزب الله» أمس: «كلنا يشعر بأننا في لبنان أمام مرحلة جديدة وأن المقاومة بالتحديد هي أمام فصل جديد من الاستهداف، والذي في قراءتي هو الفصل الخامس من فصول استهداف المقاومة». ولخص نصر الله ما سماه «فصول استهداف المقاومة»، بخمسة فصول أولها ما أطلق عليه اسم «المواجهة مع المجتمع الدولي». وأشار إلى أنه بعد الانتصار عام 2000 (الانسحاب الإسرائيلي من لبنان) الذي دق المسمار الأخير في نعش إسرائيل الكبرى، قال الإسرائيليون والأميركيون إنهم لن يسكتوا على مقاومة ألحقت الهزيمة بهم.. وهذه المساعي الإسرائيلية تلاقت مع الوقت والتطورات والأحداث إلى اجتماع بين الرئيسين بوش وشيراك وهو ما حكى عنه كتاب سر الرؤساء، واتفقا على القرار 1559.

وأشار نصر الله إلى أن الفصل الثاني كان اغتيال الرئيس رفيق الحريري، الذي عمل زلزالا في البلد، وقال: «ثم حصل اتفاق أميركي - فرنسي وضغط واستخدام لكل عناصر القوة في العالم من أجل خروج سورية في لبنان، فخرجت سورية، ويجب أن يركب البلد من جديد في الفصل الثاني الذي بدأ في العملية السياسية الداخلية عام 2005، وأنا أعتبره من الفصول التي كانت تستهدف المقاومة ولكن بطريقة ناعمة. وعنوانه كان «الإغراء بالسلطة». وفي لقاء لشيراك مع أحد رؤساء دول المنطقة قال له إنه وبوش متفقان على نزع سلاح المقاومة، والفارق أن شيراك يريد فعل ذلك من خلال العقل والسياسة وبوش من خلال العضلات.

ووصل نصر الله إلى الفصل الثالث وهو الحرب، مبررا ذلك بأنه «كان المطلوب أن يولد الشرق الأوسط الجديد في أواخر عام 2006 حين انتخابات الكونغرس النصفية. لقد كان الخيار هو الحرب». وقال: «لكن الخطة لم تنجح وتدمير المقاومة لم يحصل».

وسأل «هل هناك قوى وقيادات سياسية لبنانية طلبت أن تشن حرب على المقاومة في لبنان أم لا؟ هل هناك أم لا؟ هل هناك قيادات وقوى سياسية أثناء الحرب طلبت تمديد مدة مهلة الحرب لتتمكن إسرائيل من القضاء على المقاومة أم لا؟.. ثم أجاب عن سؤاله بـ«نعم»، مشيرا إلى أن «السفير الفرنسي في بيروت أبلغ مسؤول العلاقات العامة في حزب الله النائب الحالي نواف الموسوي خلال الحرب بأن الأمور في حكم المنتهية في مجلس الأمن والكل راض، أميركيين وفرنسيين وكل مجلس الأمن وكل العالم راض بوقف الحرب، ولكن حكومتكم ليست راضية أن توقف الحرب الإسرائيلية».

وسمى نصر الله مرحلة اتخاذ الحكومة اللبنانية في 5 مايو 2008 القرارين الشهيرين باعتبار منظومة اتصالات حزب الله غير شرعية وإقالة قائد جهاز أمن المطار المحسوب على الحزب بـ«الفصل الرابع»، معتبرا أن الهدف «كان إحداث صدام بين المقاومة والجيش وفتنة مذهبية بين السنة والشيعة. وحصل ما حصل في 7 مايو (العملية العسكرية للحزب وحلفائه في بيروت والجبل) وسقط الفصل الرابع، وأخطأتم في حساباتكم وفهم خياراتنا وأولوياتنا وفهم طريقة تفكيرنا وما زلتم تخطئون».

أما الفصل الخامس والأخير فهو، كما أضاف نصر الله، المحكمة الدولية والقرار الظني، وعود على بدء، المواجهة مع المجتمع الدولي وأن ننجر إلى مثل هذه المواجهة، والآن دخلنا وبقوة في مرحلة جديدة من استهداف المقاومة عبر القرار الظني. وأضاف «البعض قالوا إنه يمكن إدخال حزب الله والمقاومة إلى المقصلة عبر اتهام 3 أو 4 شباب والمقصلة لم تقف عند هذه الحدود، وهنا أقول أخطأتم كثيرا في التقدير.. أن المقاومة لن تقبل أي اتهام من أي نوع». وأكد نصر الله أن «المسعى السوري - السعودي جدي جدا، وهناك آمال كبيرة وحقيقية معقودة على هذا المسعى الذي ما زال مستمرا ومن المفترض أن تظهر آثاره على ما أعتقد في وقت قريب، وأي نتائج لهذا المسعى تقبل بها الأطراف المعنية في لبنان ستحظى بدعم إيران. وخلص نصر الله إلى القول إنه «يخطئ الآن بعد كل هذه التجارب من يتصور أن المقاومة يمكن أن تقبل أو أن تسلم بأي اتهام لأي من مجاهديها أو قيادييها أيا تكن التهويلات والتهديدات والضغوط، ويخطئ من يتصور ومن هو مستعجل على القرار الظني أننا سنسمح لتوقيف أو اعتقال أحد من مجاهدينا، فاليد التي ستمتد إلى أي واحد منهم ستقطع».