وزير الداخلية الفرنسي: 6 موقوفين خططوا لعمليات إرهابية في فرنسا

منها اغتيال عميد مسجد باريس والرئيس السابق للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية

TT

اغتنم وزير الداخلية الفرنسي بريس هورتفو الزيارة المفاجئة التي قام بها ليل الأربعاء - الخميس لمحطة مونبارناس للقطارات في قلب باريس من أجل كشف بعض التفاصيل عن العملية التي قامت بها قوى الأمن بداية الأسبوع الماضي وبداية الحالي والتي ألقت بمناسبتها القبض على ستة أشخاص ما زالوا مذ ذاك محتجزين لديها.

والأمر المؤكد لدى وزير الداخلية والأجهزة الأمنية أن الموقوفين كانوا يشكلون خلية جهادية كانت تخطط لاغتيال عميد مسجد باريس والرئيس السابق للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية الدكتور دليل بوبكر، الجزائري الأصل، الذي يمثل التيار المعتدل في الإسلام الفرنسي والذي يعتبره البعض مقربا من السلطات الفرنسية.

وكانت قوى الأمن نفذت ثلاث عمليات اعتقال، واحدة الأسبوع الماضي في منطقة سين سان دوني (شمال باريس) أفضت إلى القبض على شاب فرنسي من أصل جزائري سليم مؤمن. والعمليتان اللاحقتان نفذت الأولى منهما في مطار رواسي ـ شارل ديغول «يوم الاثنين» وأفضت إلى القبض على مسافرين كانا على متن طائرة قادمة من مصر، والثانية نفذت في باريس وتمكنت الشرطة بموجبها من وضع اليد على ثلاثة عناصر. وبحسب الوزير هورتفو، فمن بين الخمسة المقبوض عليهم امرأة واحدة، وكلهم فرنسيون، لكن غالبيتهم من أصول جزائرية.

ونقل هورتفو أقوالا لأحد الموقوفين الذي يظن أنه كان الرأس المدبر لعملية اغتيال بوبكر وفيها يؤكد أنه «مستعد للتضحية بحياته من أجل القضية». ويشكل انتماء الخمسة إلى الخلايا الجهادية العلامة الأساسية لما تعتبره السلطات الأمنية عزما على تنفيذ عمليات إرهابية على الأراضي الفرنسية. ومنذ نهاية الصيف الماضي، تعيش فرنسا على وقع التحذيرات من عمليات إرهابية نبهت منها الحكومة ووزير الداخلية ومسؤول المخابرات برنار سكوارسيني بشكل متواتر.

وتقول مصادر أمنية واسعة الاطلاع إن المخاوف الفرنسية تتغذى من ثلاثة مصادر: المعلومات التي تصل إلى الأجهزة في باريس من مصادر خارجية «جزائرية، سعودية، أميركية...»، والمعلومات الخاصة التي تجمعها الأجهزة الفرنسية من الخلايا النائمة أو المتحركة التي تضع اليد عليها، وأخيرا من التهديدات المباشرة التي وجهت لباريس في الفترة الأخيرة وبينها الأبرز، أي تهديد أسامة بن لادن لفرنسا الذي نبهها إلى أن بقاء قواتها في أفغانستان سيدفع «القاعدة» إلى الانتقام من فرنسا أو من المصالح الفرنسية.

وكان خمسة مواطنين فرنسيين خطفوا على أيدي «القاعدة» في بلاد المغرب الإسلامي من مساكنهم شمال النيجر وكانوا يعملون لصالح شركة «أريفا» الناشطة في الحقل النووي أو لصالح شركة متعاقدة معها. وسبق لـ«القاعدة» أن أعلنت مسؤوليتها عن مقتل المواطن الفرنسي ميشال جيرمانو شمال مالي الصيف الماضي.

والى جانب فرع «القاعدة» المغاربي، تتخوف باريس من «الجهاديين» الفرنسيين العائدين من منطقة القبائل على الحدود الباكستانية - الأفغانية. وكان الشخص الذي يظن أنه سعى لتدبير اغتيال بوبكر إلى هذه المجموعة. وقال هورتفو إن «جميع المعتقلين ينتمون إلى التيار الجهادي المتطرف» وأنهم جميعا «مواطنون فرنسيون وبعضهم من أصول جزائرية» فيما وصف المدير المركزي للمخابرات الداخلية الاعتقالات بأنها «رئيسية». وأشار هورتفو إلى أن واحدا على الأقل من المعتقلين «في مطار رواسي» أقام في أفغانستان فيما الآخرون كانوا ينوون التوجه إلى باكستان. وأكد هورتفو أنه كانت هناك «تحضيرات لعمل إرهابي» في إشارة إلى اغتيال بوبكر. وما يزيد من المخاوف الفرنسية أن اغتيال إمام جامع ميرا في باريس عام 1995 سبق بأيام موجة الأعمال الإرهابية التي ضربت العاصمة الفرنسية والتي أدت إلى مقتل ثمانية أشخاص وجرح مائتين على الأقل. وبينت المحاكمات أن المجموعة الجزائرية المسلحة كانت وراء العمليات الإرهابية. وأمس، كشفت صحيفة «لوموند» المسائية، في تحقيق لها، بعض ملامح من شخصية ومسار سالم مؤمن البالغ من العمر 27 عاما الذي وجهت إليه تهمة الانتماء إلى جماعة تسعى إلى تبني «مشروع إرهابي». وبحسب التحقيق، فإن سالم عاد من باكستان بعد أن أقام فيها ستة أشهر في منطقة ميرام شاه في وزيرستان. وتظن باريس أنه أخضع في هذه الفترة لتدريبات عسكرية وتلقين ديني متطرف كما أنه تراسل عبر الإنترنت مع مواقع جهادية حول تصنيع القنابل.