اعتقال مشتبه في تحريضه على قتل برلمانيين في لندن

بعد الحكم على الطالبة بالسجن مدى الحياة لمحاولتها اغتيال سياسي بريطاني

مسلمون يشاركون في دقيقتي حداد في «يوم الهدنة» الذي يتم فيه تخليد ذكرى مقتل الجنود البريطانيين منذ الحرب العالمية ويضاف إليهم هذا العام الذين قتلوا في أفغانستان (أ.ب)
TT

اعتقلت الشرطة البريطانية شخصا بشبهة التحريض على القيام بأعمال إرهابية على علاقة بموقع نشر لائحة بأسماء أعضاء مجلس العموم الذين صوتوا لصالح غزو العراق.

واعتقل الشخص البالغ من العمر 23 سنة الذي لم يكشف عن هويته في بلدة وولفرهامتون بمدلاندز الإنجليزية. وورد ذكر الموقع، ويوجد مقره في الولايات المتحدة، في الأسبوع الماضي أثناء محاكمة امرأة حكم عليها بالسجن مدى الحياة بتهمة محاولة قتل نائب برلماني بريطاني عن طريق طعنه، حسب ما نشرته «بي بي سي» على موقعها.

وكانت وسائل الإعلام البريطانية نشرت أمر التحريض على اغتيال سياسيين بريطانيين أيدوا الحرب الأميركية على العراق عام 2003. ونشر موقع بريطاني صورة لطالبة حاولت طعن سياسي بريطاني عضو في البرلمان بالسكين لأنه أيد الحرب الأميركية على العراق. وعلى الرغم من أن محاولة الطالبة طعن البرلماني البريطاني كانت شخصية في نظر البعض، فإن هناك محاولة من قبل جهات بريطانية تعميمها على جميع المسلمين وجعلها صرخة للتحريض ضد المسلمين، محذرة الدول الغربية لتكون على يقظة وتحمي الديمقراطية الغربية من خطر قادم.

وقد حكمت محكمة بريطانية الشهر الماضي على الطالبة بالسجن مدى الحياة لمحاولتها اغتيال السياسي البريطاني ستيفان تيمس في مايو (أيار) الماضي. وبعد إصدار الحكم نشر موقع «المسلم الثائر» قائمة بأسماء عدد من السياسيين البريطانيين الذين أيدوا الحرب الأميركية على العراق محرضا على اغتيالهم. تحمل القائمة بالإضافة إلى السياسيين المؤيدين للحرب الأميركية أسماء برلمانيين بريطانيين سابقين.

بدأت القصة في مايو من هذا العام عندما دخلت الطالبة روشونارا جودري المكتب الخاص للنائب البريطاني ستيفان تيمس قائلة إنها تريد التحدث إليه. وبعد أن سمح لها بالدخول سحبت سكينا وحاولت مرتين طعن النائب قبل أن يتم السيطرة عليها وسحب السكين منها. وفي إفادتها للشرطة قالت الطالبة إنها تأثرت بالمعلومات التي نشرت على موقع «المسلم الثائر». وكانت الطالبة غير معروفة للشرطة قبل ذلك ولم تكن لها علاقات بتنظيمات إسلامية متشددة.

وقالت مصادر في الشرطة البريطانية إن الطالبة اطلعت على تصريحات لقادة «القاعدة»؛ من بينهم اليمني أنور العولقي المتهم من قبل الولايات المتحدة الأميركية بالتورط في أعمال إرهابية.

وطلب الموقع من المسلمين أن يحذوا حذو الطالبة روشونارا جودري باستخدام السكين في تنفيذ إعمال جهادية. وشرح الموقع كيفية الوصول إلى السياسيين وسهولة شراء السكاكين المستخدمة في المطابخ. وأضاف الموقع قائلا: «ندعو الله أن يلهم المسلمين استخدام السكاكين للثأر من السياسيين الذين أيدوا الاعتداءات الجنسية التي لا تعد ولا تحصى، والاغتــــــيال، والسلب، والتعذيب بحق المســــلمين المدنيين، التي جاءت نتيجة تصويتهم للحرب».

الموقع مسجل في الولايات المتحدة الأميركية وينطلق من بريطانيا وهو واحد من بين المواقع التي تقدم نفسها على أنها خاصة بنشر الإسلام بين المهاجرين في بريطانيا، وتمتلكه منظمة «المهاجرون» التي أنشئت في يناير (كانون الثاني) من العام الحالي في بريطانيا. ونظمت المنظمة مظاهرات ضد إرسال الجنود البريطانيين إلى الحرب في العراق وأفغانستان. واتهمت المنظمة بأنها حاولت خلق مشكلات أثناء محاكمة الطالبة روشونارا جودري.

اتصلت المخابرات البريطانية بالمخابرات الأميركية من أجل البحث معها بهدف إغلاق موقع «المسلم الثائر». من جانبه، رفع موقع «يوتيوب» أفلاما وثائقية لأنور العولقي من صفحاته، لأن قائمة اغتيال السياسيين البريطانيين نشرت كذلك على موقع «يوتيوب».

وفي مقابلة مع صحيفة «تايمز» البريطانية، قال رئيس اللجنة الأمنية في البرلمان البريطاني بيرنارد جيكن إن التحريض على الاغتيال مخالفة قانونية في كل من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، مضيفا أن على السلطات البريطانية تقديم صاحب الموقع والقائمين عليه إلى المحاكمة.