الأمم المتحدة قلقة على لبنان.. وحزب الله يهدد بـ«حريق كبير»

الحريري: واعون لمخاطر أن يتحول لبنان إلى دولة في وجه المجتمع الدولي

TT

قالها رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون وبصراحة: «بعد تأجيل الحكومة البت في ملف شهود الزور انفجرت الأزمة سياسيا. الحكومة التي لا تتجرأ على أن ترسل شاهد زور إلى المحكمة عليها وعلى رئيسها الاستقالة فورا. التأجيل كان نهاية قسم من المسار وهناك قسم آخر بدأ، ولا أعتقد أن الحكومة ستجتمع مجددا».

مواقف عون هذه تلخص مواقف المعارضة عامة وتبين المسار الدراماتيكي الذي ستتخذه الأمور من الآن فصاعدا، فالصدام الذي طبع جلسة مجلس الوزراء أول من أمس والذي انتهى بجهد رئيس الجمهورية ميشال سليمان إلى التأجيل، يظلل كل المواقف الداخلية والإقليمية وحتى الدولية. وتقول مصادر وزارية في قوى «8 آذار» في هذا الصدد إن «الشلل الذي فرض على الحكومة ليس إلا خطوة أولى في اتجاه خطوات تصعيدية أخرى في حال لم يتجاوب الفريق الآخر وينصرف لمعالجة ملف شهود الزور»، موضحة لـ«الشرق الأوسط» أن «كل الخطوات المستقبلية باتت منسقة بين قوى المعارضة وهي بالتالي جاهزة للتعامل مع كل تطور وفق إجراءات محددة».

وفي وقت نقل فيه الممثل الخاص للأمم المتحدة في لبنان مايكل ويليامز «قلق الأمم المتحدة من التوتر السائد حاليا في لبنان»، متمنيا «التزام كل الأطراف باستمرار الحوار الذي نص عليه اتفاق الدوحة». من جهته جدد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري «تمسك لبنان بالشرعية الدولية وقراراتها، وبخاصة القرار 1701 الذي تنتهكه إسرائيل يوميا»، لافتا إلى أن «اللبنانيين واعون لمخاطر ضرب الشراكة الوطنية التي تجمعنا تحت سقف اتفاق الطائف، كما أنهم واعون لمخاطر أن يتحولوا إلى دولة في مواجهة المجتمع الدولي والشرعية الدولية»، وأضاف: «إن المخاطر الإسرائيلية على بلدنا مخاطر حقيقية وماثلة، وهي مخاطر نواجهها بالوحدة الوطنية أولا التي ستبقى - بإذن الله - في منأى عن كل الضغوط والتشنجات».

وتعليقا على جلسة مجلس الوزراء الأخيرة، قال عضو تكتل «لبنان أولا» النائب أحمد فتفت لـ«الشرق الأوسط»: «الفريق الآخر بات عاجزا عن اتخاذ أي خطوات صحيحة في الاتجاه الصحيح لأنه يدرك أن ملف شهود الزور مزور من أساسه لهذا لم يطرحه بعد على القضاء اللبناني». ورفض فتفت الحديث عن انفجار الأزمة سياسيا، مشددا على أن «الحكومة معطلة منذ أشهر وبالتالي فإن البلاد يمكن أن تستمر في حكومة تصريف أعمال في حال قررت المعارضة الاستمرار في تعطيلها»، وأضاف: «الرئيس سليمان لعب في جلسة مجلس الوزراء دوره كحكم وجنبنا الفتنة التي كانت ستقع بسبب الشرخ العمودي داخل الحكومة»، مستهجنا ما نشر عن أن الرئيس تواطأ لتأجيل البت في ملف شهود الزور، معتبرا أن «الانحدار في الكلام السياسي إلى هذه الدرجة يبشر بأن حزب الله يسعى اليوم لتغيير النظام اللبناني ككل من خلال فرض نظام شمولي ونظام الحزب الأوحد».