ألمانيا: حمام الزاجل يجد طريقه مشيا أيضا

«ماريا» جرحها صقر فعادت إلى بيت صاحبها سيرا على الأقدام

TT

قدرة حمام الزاجل على الطيران بالرسائل والعودة إلى البيت معروفة، ولقد سجلت حمامة ألمانية رقما قياسيا جديدا في سباق حمام الزاجل بمدينة دورتموند، خلال الصيف الماضي، حين عادت إلى بيت مربيها بعد توصيلها رسالة إلى متسلم يسكن على بعد 800 كلم.

الحمامة «ماريا»، من جهة أخرى، متواضعة في نشاطها البريدي، ولم يرتفع رقمها القياسي إلى هذا الحد، غير أنها كشفت عن قدرة جديدة لهذا الحمام، وهي التعرف على طريق العودة إلى البيت برا، وليس من الجو فقط. فقد تعرضت «ماريا» إلى هجوم من صقر في أعالي الجو، ونجت خلاله من الموت، بيد أن الصقر ألحق بها جرحا بليغا في الصدر عجزت بعده عن الطيران. غير أنها مع ذلك عرفت كيف تجد طريقها إلى البيت.. مشيا على الأقدام.

مربّي الحمام، إلفن بوسه (82 سنة)، الذي يربي 150 حمامة في بيته ببلدة فريشن (غرب كولون بغرب ألمانيا)، اكتشف أن «ماريا» لم تعد من رحلتها الأخيرة لأسباب مجهولة. وسمع بعد ذلك هاتفيا من أخبره بأن الحمامة تعرضت لهجوم من صقر، وسقطت قرب مدينة باخيم على بعد 10 كلم. وعندها هرع إلى السيارة وانطلق باحثا عنها، لكنه لم يقع لها على أثر، فعاد إلى بيته خائبا. ولكن بعد ساعات طويلة ذهل الحفيد فلوريان بوسه (20 سنة) عندما شاهد «ماريا» تدخل من باب الحديقة، وتنضم إلى بقية الطيور.

الفحوص الطبية البيطرية كشفت عن جروح بالغة في صدر الحمامة «الشجاعة» وفي عضلات الجناحين منعتها من الطيران. وحسب كلام بوسه الجد، فإن «ماريا» نفذت حتى الآن مئات المهمات البريدية وعادت سالمة، بينها أربع رحلات تقارب كل منها الـ200 كلم عن فريشن. وأضاف أنه يربي حمام الزاجل منذ عام 1962، لكن لم يسبق له أن شاهد حمامة تعود إلى البيت على قدميها. بعد هذا الإنجاز التاريخي منح بوسه «ماريا» اسما جديدا هو «البطلة»، وأكد أنه سيحسن من وجباتها الغذائية دون أن يتسبب بفقدانها لرشاقتها، وسيرفض بيعها مهما كان الثمن.