لم تعد كرة القدم مجرد مباريات وملعب.
في تونس.. كانت الأحاديث الجانبية «غير الرسمية» لمديري القنوات الرياضية تنصب حول دورة الخليج.
تقام أو لا تقام؟!
قال الزميل عادل الحبابي مدير قناة «سبأ» الرياضية: «لقد استفدنا من الدورة قبل أن تبدأ، صرفت الملايين، وتم بناء منشآت رياضية كنا نحلم بها».
قطر تسعى لتنظيم نهائيات كأس العالم، وقد قرأت قبل أيام أن مصلحة «الفيفا» تكمن في استضافة الولايات المتحدة للنهائيات لأن أفضل دخل إعلاني يأتي من هناك، بيد أن بعض الدول الأوروبية الكبيرة واليابان تتمنى قطر لأنها تحقق فوائد بالمليارات.
كيف؟!
فرنسا وألمانيا تحديدا ومعهما اليابان.
تخطط قطر لبناء جسر ضخم يربط البحرين بقطر، وتجهز قطارا للأنفاق يربط بين الاستادات، وإصلاح الطرق وتهويتها ومحاولة التغلب على حرارة الجو.
باختصار.. تحتاج قطر لأعمال إنشائية ضخمة تكلف المليارات؟!
ولذلك فإن الدول التي ستساعد وتنفذ هذه المشاريع ستحقق فوائد ضخمة، ومن هنا فهي تقف بقوة إلى جانب قطر ويهمها أن تحقق أرباحا وأن يتحسن مستوى الإنشاءات في الدولة الخليجية.
كرة القدم.. لم تعد مجرد لعبة يلعبها عدد من الهواة تشابكت المصالح وتعقدت الأمور، وكنت قرأت قبل أيام كيف يبحث الاتحاد الدولي لكرة القدم عن مصالحه وكيف يحقق العوائد الضخمة بعد أن أصبحت الاستثمارات بالمليارات.
عندما أبعد مانشستر يونايتد نجمه الكبير.. «المشاغب» واين روني إلى الولايات المتحدة، لم يكن الهدف إعداده نفسيا وذهنيا، فحسب، بل لإرضاء الشركة الرياضية العملاقة «نايك» التي شعرت بالغضب كما قرأت في «الشرق الأوسط» إزاء المشكلات التي حدثت مؤخرا بين النادي الإنجليزي ونجمه وتم تجاهل أهمية القوة الإعلانية للشركة.
انتهت سلسلة تصريحات روني الاستفزازية بتجديد العقد مع ناديه، بيد أن العلاقة لم تعد كما كانت، ولذلك فإن المسألة تحتاج إلى وقت فجاءت الرحلة إلى الولايات المتحدة ومحاولة إرضاء الشركة علما أن روني ذاته لم يكن مع هذه الخطوة من الأساس.
«البزنس» دخل عالم كرة القدم بالطول والعرض، ولذلك ينادي البعض بضرورة وجود تدخل أو مرجع رقابي على أعلى المستويات، لا سيما على مستوى «الفيفا» حيث فرض الجانب الاقتصادي نفسه بقوة على الجانب الأصلي، والمقصود به اللعبة ذاتها... لعبة الفن والهواية والمتعة.
طغى الجانب الاقتصادي، وعالم «البزنس» على اللعبة وكان لذلك تأثيره السلبي بلا شك دون أن ننكر أن ثمة إيجابيات كبيرة لأن اللعبة الرياضية «التنافسية» الحديثة... والمال وجهان لعملة واحدة في نهاية الأمر.
وأختم بالقول إن «المصالح» قضت على الكثير من الجوانب المضيئة للعبة.