الفائزون بنوبل للسلام يعقدون قمة حول نزع الأسلحة النووية

اجتماع هيروشيما يحضره الدالاي لاما والبرادعي ويغيب عنه أوباما وتشياوبو

TT

انطلقت في مدينة هيروشيما اليابانية أمس قمة تجمع الفائزين بجائزة نوبل للسلام، وتهدف لبحث موضوع نزع الأسلحة النووية. ويحضر هذا اللقاء الذي يعقد في المدينة اليابانية التي دمرت إثر إلقاء قنبلة ذرية أميركية عليها في نهاية الحرب العالمية الثانية، شخصيات بارزة مثل الزعيم الروحي للتيبتيين الدالاي لاما والمدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي والرئيس البولندي الأسبق ليخ فاليسا، بينما يغيب عنها الرئيس الأميركي باراك أوباما والمنشق الصيني المسجون ليو تشياوبو.

وسلطت الأضواء على هذا المؤتمر بسبب غياب هذا الأخير، الذي فاز بالجائزة للعام الحالي، وأيضا زوجته التي فرضت عليها الإقامة الجبرية. ويمثله في هيروشيما منشق صيني آخر مقيم في المنفى في تايوان هو وور كايتشي الذي قاد سابقا بعض الطلاب المتظاهرين في ساحة تيانانمين في بكين في ربيع 1989. وكان منح جائزة نوبل للسلام الشهر الماضي إلى المنشق الصيني ليو المحكوم عليه بالسجن 11 عاما في ديسمبر (كانون الأول) 2009 بتهمة المشاركة في صياغة «ميثاق 08» الذي يطالب بإرساء ديمقراطية في الصين، أثار غضب بكين التي هددت النرويج برد وكذلك كل الدول التي ستحضر حفل تسليم الجائزة في أوسلو في ديسمبر المقبل. ودعا كايتشي أمس الصين إلى الإفراج عن تشياوبو في خطاب ألقاه خلال القمة. وقال إنه على السلطات الصينية «أن تفرج عن ليو تشياوبو فورا ودون شروط»، مضيفا أن «الناشطين في سبيل الديمقراطية والمدافعين عن حقوق الإنسان لا يزالون يتعرضون لمضايقات ويسجنون في الصين في وقت نجتمع فيه في هيروشيما». وتابع: «أدعو القمة وكل الحائزين جائزة نوبل للسلام إلى أن يوجهوا دعوة للنظام الصيني لكي يحترم وعده وليتصرف بصفته عضوا مسؤولا في المجموعة الدولية».

والغائب الكبير الآخر أيضا عن المؤتمر هو الرئيس أوباما الذي حاز جائزة نوبل للسلام في 2009 بسبب التزامه في مجال نزع الأسلحة النووية، والذي لم يتمكن من تلبية الدعوة بسبب مشاركته في قمة مجموعة العشرين في سيول والمنتدى الاقتصادي لدول آسيا - المحيط الهادئ (ابيك) في اليابان في نهاية الأسبوع، بحسب الموقف الرسمي. ولم تقدم الولايات المتحدة قط اعتذارات لضحايا القصف الذري على هيروشيما وناغازاكي، ومجيء أوباما إلى إحدى هاتين المدينتين اللتين لم يزرهما أي رئيس أميركي من قبل، كان سيثير جدلا كبيرا في الولايات المتحدة لا سيما في صفوف قدامى المحاربين. وألغى الرئيس السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف أيضا زيارته بسبب مشكلات صحية.

ويتزامن وجود الدالاي لاما الزعيم الروحي للتيبتيين المقيمين في المنفى، والمنشق وور كايتشي على الأراضي اليابانية مع وجود الرئيس الصيني هو جينتاو الذي وصل أمس لحضور قمة ابيك في يوكوهاما قرب طوكيو. وتعد العلاقات بين اليابان والصين في أدنى مستوى لها حاليا بعد الحادث البحري الذي وقع بين العملاقين الآسيويين في مطلع سبتمبر (أيلول) الماضي حول جزر في بحر الصين الشرقي تطالب بها كل من طوكيو وبكين. وأثار اعتقال قبطان السفينة الصينية التي اتهمها خفر السواحل الياباني بالاصطدام باثنتين من سفنه قرب هذه الجزر الصغيرة التي يطلق عليها اسم سينكاكو باليابانية ودياويو بالصينية، موجة احتجاجات كبرى في الصين.

وإثر التهديدات والردود التي اتخذتها بكين، أفرجت اليابان في نهاية الأمر عن القبطان الصيني لكن التوتر بين البلدين لم يتراجع. وفشلت عدة محاولات لتنظيم قمة بين قادة البلدين حتى الآن. ولا يزال رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان يأمل في التمكن من عقد لقاء ثنائي مع الرئيس الصيني هو جينتاو في يوكوهاما في نهاية الأسبوع.

وقال أحد المنظمين في بيان: «إزاء القلق المتزايد بخصوص السباق للتسلح النووي والتهديدات بالإرهاب الدولي، أصبح من الضروري إيجاد إجراءات ملموسة وتطبيقها دون تأخير بهدف التوصل إلى نزع شامل للأسلحة النووية».