زعماء الاتحاد الأوروبي يتحركون لطمأنة الأسواق بشأن ديون آيرلندا

بينما هاجم رئيس وزراء آيرلندا ألمانيا

أحد فروع بنك أيرلندا (رويترز)
TT

طمأن زعماء الاتحاد الأوروبي المستثمرين، أمس، إلى أنهم لن يضطروا إلى الشطب من قيمة حيازاتهم من السندات في حال صياغة خطة إنقاذ جديدة لأي دولة في منطقة اليورو، الأمر الذي خفف الضغوط على الديون الآيرلندية التي أثارت موجة جديدة من المخاوف. وانخفض الفرق بين عائدات السندات الآيرلندية والسندات الألمانية القياسية - وهي مقياس رئيسي للثقة في الأوضاع المالية في آيرلندا - إلى 635 نقطة أساس بعد أن سجل ارتفاعا قياسيا قرب 700 نقطة في وقت سابق وسط مخاوف من أن البلاد في حاجة إلى خطة إنقاذ على غرار التي قدمت لليونان. كما خفت الضغوط على بلدان في منطقة اليورو مثل اليونان والبرتغال بعد بيان أصدرته فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وبريطانيا على هامش قمة مجموعة العشرين في سيول أكدت فيه أنه لن يطلب من حائزي السندات الحالية تحمل تكاليف أي خطة إنقاذ في الأجل القريب. وذكر البيان أنه «بغض النظر عن الجدل الدائر في منطقة اليورو بشأن آلية مستقبلية دائمة لحل الأزمات والدور المحتمل للقطاع الخاص في هذه الآلية نؤكد أن هذا لا ينطبق على أي ديون قائمة أو أي برنامج ضمن الأدوات الحالية».

جاء البيان بعد أن هاجم رئيس وزراء آيرلندا برايان كوين ألمانيا لترويجها فكرة ما يسمى بـ«خصم من القيمة السوقية» للسندات التي يحوزها مستثمرو القطاع الخاص في أي آلية إنقاذ مستقبلية في منطقة اليورو التي من غير المحتمل أن تطبق قبل 2013. وعلى الرغم من أن ألمانيا أوضحت أن الآلية الجديدة لن تطبق على الديون الحالية أفزعت الخطة المستثمرين، الأمر الذي رفع تكاليف الاقتراض لدول منطقة اليورو إلى مستويات قياسية وأثار القلق بشأن مستقبل المنطقة. وقال كوين لصحيفة «ايريش اندبندنس»: «لم يكن مفيدا»، في إشارة إلى محاولة ألمانيا لتطبيق الآلية الجديدة. وأضاف: «النتيجة التي استشفتها الأسواق هي التشكيك في الالتزام بسداد الديون». وأثرت المخاوف بشأن آيرلندا والقلق من تبعاتها على دول أخرى في منطقة اليورو مثل البرتغال وإسبانيا على اليورو الذي سجل أمس (الجمعة) أدنى مستوى له أمام الدولار منذ أواخر سبتمبر (أيلول). لكن يبدو أن بيان الاتحاد الأوروبي هدأ مخاوف تجار السندات بعد موجة بيع قوية استمرت أسبوعين لسندات منطقة اليورو. ورحب وزير المالية الآيرلندي برايان لينيهان بالتوضيح الذي أصدره الوزراء الأوروبيون في كوريا الجنوبية، وقال إنه يعكس «ثقتهم الكاملة» في استراتيجية الميزانية التي تتبعها الحكومة الآيرلندية. وقد سجل اليورو أقل مستوى في ستة أسابيع أمام الدولار أمس وانخفض إلى أقل سعر في شهرين مقابل الين، بينما تراجعت العملات مرتفعة العائد وسط موجة إحجام عن المخاطرة. ورغم قمة العشرين المنعقدة في سيول وإجراءات التيسير الكمي التي اتخذها مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي)، تركز الاهتمام على المخاوف بشأن قدرة آيرلندا على سداد ديونها، الأمر الذي دفع المستثمرين إلى توخي الحذر حيال الأصول المحفوفة بالمخاطر. وانخفض اليورو 0.1 في المائة إلى 1.3640 دولار بعد هبوطه إلى 1.3573 دولار على منصة التعاملات الإلكترونية «آي بي إس». وخسرت العملة الموحدة نحو 3 في المائة هذا الأسبوع مع احتفاظ المستثمرين بالمراكز الدائنة التي كونوها هذا الأسبوع قبل قرار مجلس الاحتياطي الأسبوع الماضي بشراء سندات. وهبط اليورو إلى أقل مستوى في شهرين أمام الين ليسجل 111.04 وانخفض في أحدث التعاملات 1 في المائة إلى 111.64 ين. وسجل الدولار أعلى مستوى في نحو 5 سنوات أمام سلة عملات رئيسية عند 78.479، لكنه انخفض أمام الين متجها مرة ثانية إلى أقل مستوى له في 15 عاما أمام العملة اليابانية. وهبط 0.76 في المائة إلى 81.88 ين. وشهد الدولار الأسترالي عمليات بيع واسعة لينخفض أكثر من 1 في المائة إلى 0.9825 دولار أميركي في أدنى مستوى له منذ الأول من نوفمبر (تشرين الثاني).