مصر: مواجهات عنيفة بين قوات الأمن ومواطنين بعد وفاة سائق حافلة غرقا

سار عكس الاتجاه وقفز بمركبته في الترعة خوفا من الغرامة

TT

لم يستطع سائق حافلة أجرة صغيرة «ميني باص» تحمل وطأة الغرامة الناجمة عن سيره بعكس الاتجاه في الطريق العام، تبلغ 1500 جنيه (نحو 263 دولارا أميركيا)، فحاول الهروب من رجال المرور المطاردين، لكن عجلة القيادة اختلت في يديه وسقطت الحافلة في ترعة الإسماعيلية قرب شبرا الخيمة، شمال القاهرة، فتوفي غرقا.

ولكن إثر وفاة السائق عبد الرحمن محمود (18 سنة)، ظهر أول من أمس، تجمع في المساء مئات من أقاربه وجيرانه وأصدقائه في «موقف عبود» أكبر موقف لسيارات «السرفيس» والأجرة في مصر، ومن ثم قطعوا الطريق، ورشقوا أفراد الأمن بالحجارة، ومنعوا حركة السيارات لأكثر من ساعتين، قبل أن يتمكن رجال الشرطة من السيطرة على الوضع وفض المتظاهرين.

أسرة السائق اتهمت، في بلاغ رسمي، أمين شرطة بملاحقة ابنها، بعد سحب رخصته ومركبته، مما جعله يقفز في المياه فزعا.

هذا، وأفاد الشرطي المتهم في تحقيقات النيابة بأنه «فوجئ بالسائق يحاول مغافلة أفراد الأمن المعينين على حراسة المنطقة المخصصة لحجز السيارات المخالفة، لاسترداد حافلته قبل تحرير مخالفة السير بحقه، وعندما حاول منعه فر هاربا بها، فطارده لإلقاء القبض عليه، لكنه قفز في الترعة حيث لفظ أنفاسه الأخيرة». غير أن محمد مرسي، وهو سائق بموقف عبود، يدعي أن هناك «خلافا سابقا بين السائق وأمين شرطة على خلفية احتجاز سيارة الأول في مرور شبرا الخيمة». وقال مرسي لـ«الشرق الأوسط»: «إن القتيل استطاع الفرار بحافلته من أمين الشرطة، وأثناء مطاردة أمين الشرطة له سقط في الترعة»، وتابع أنه «كان بإمكان أمين الشرطة إخراج القتيل لكنه لم يفعل، بل رشقه بالحجارة - على حد زعمه - مما جعله يعجز عن النجاة بنفسه».