اختبار ذكاء للشرطة.. على الطريقة الألمانية

القضاء اتهم «بطل» الواقعة بتقديم بلاغ كاذب واستغفال القانون

TT

لم يقرأ الشاب الألماني توماس ك. (35 سنة) تحقيقات شرلوك هولمز ولا مغامرات أرسين لوبين، لكنه يعترف بأنه قرأ كل روايات الألماني المعروف هاينز غونتر كونزاليك، الذي كتب عشرات الروايات البوليسية.

ذهن توماس تفتق أخيرا عن فكرة «باردة» جدا يختبر بها ذكاء الشرطة الألمانية ومدى قدرة شرطييها على حل الألغاز البوليسية من بيته في بلدة ايبرسبورغ بولاية هيسن؛ فاتصل بمخفر للشرطة مدعيا أنه خرق قوانين المرور وتجاهل الضوء الأحمر وارتكب حادثة سير فظيعة في أحد شوارع مدينة فولدا القريبة. ومن ثم أبلغ المخفر باسمه قبل أن يغلق الهاتف، منتظرا ما إذا كان رجال الشرطة سيصلون إليه أم لا.

وحقا تعامل الشرطيون مع مكالمة توماس بالجدية «الألمانية»، فبحثوا في أرشيف المنطقة، ووقعوا على عنوان الشاب ومحل إقامته في ايبرسبورغ. ولما لم يفتح الشاب باب البيت، ولم يرد على الهاتف، اضطر رجال الشرطة للاستعانة بخبير في الأقفال لفتح الباب دون الحاجة إلى كسره.

ونتيجة لذلك، أعلن مصدر في الشرطة العثور على توماس ملتحفا ببطانية ثقيلة ومختبئا داخل ثلاجة مجمِّدة كبيرة في بيته، وهذا بعدما فتش الشرطيون غرف البيت والشرفة والحمام دون أن يقعوا على أثر له. وفي أعقاب فحص للدم تبيّن أنه تناول كمية معتبرة من الكحول وكان ثملا جدا. ولكن توماس ك. في المقابل، اعترف بأنه لم يرتكب أي خرق أو حادث مروري، بل حاول اختبار قدرة الشرطة في الوصول إلى مخبئه. كما أكد أنه لم يكن ثملا حين اتصل بالمخفر، وإنما تناول الكحول لاحقا للتزوّد بالطاقة والدفء داخل الثلاجة.

التحقيقات أثبتت فعلا أن الشاب لم يرتكب أي خرق قانوني، لكن النيابة العامة رفعت ضده دعوى بتهم تقديم «بلاغ كاذب»، واستغفال القانون، وتبديد وقت الشرطة، ومن المحتمل أن يحمله القاضي النفقات أيضا.