الناتو والقوات الأفغانية يصدان هجوما لطالبان على مطار جلال آباد

10 قتلى في هجوم بدراجة مفخخة على سوق في ولاية قندوز

أفغاني يحمل صبيا أصيب في التفجير في سوق قندوز أمس (أ.ب)
TT

صدت قوات حلف شمال الأطلسي والقوات الأفغانية أمس هجوما لمقاتلين من حركة طالبان على مطار جلال آباد وقتلت ثمانية مهاجمين، بحسب ما أعلنت قوات الناتو والسلطات الأفغانية. وأكدت القوات الدولية والأفغانية أن الهجوم الذي تبنته حركة طالبان، لم يسفر عن مقتل أو جرح أي من جنود الحلف أو العسكريين الأفغان. وقال الحلف الأطلسي في بيان إن «قاعدة متقدمة (للحلف) استهدفت بنيران أسلحة خفيفة أطلقها عدد غير محدد من المتمردين لكن الجيش الأفغاني والقوة الدولية التابعة للحلف تصديا لهم بسرعة وقتلا ثمانية منهم». وأضاف أن «أحد المتمردين (القتلى) كان يرتدي سترة مفخخة».

وأكد البيان أن أيا من جنود الحلف أو العسكريين الأفغان لم يقتل أو يجرح في الهجوم. ووقع الهجوم فجر أمس المطار الذي تتمركز فيه طائرات ومروحيات وطائرات من دون طيار تابعة للجيش الأميركي وتعمل تحت راية القوة الدولية للمساعدة على إرساء الأمن في أفغانستان (ايساف). وكان الناطق باسم سلطات ولاية ننغرهار أحمد ضياء عبد لزوي قال لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «هجوما استهدف أحد المراكز الأمنية في مطار جلال آباد» كبرى مدن الولاية. وأوضح المسؤول نفسه أن «ستة مهاجمين قتلوا بينهم أربعة أصيبوا بالرصاص واثنان فجرا قنابل يحملانها».

وبعيد بدء الهجوم، أعلن أحد الناطقين باسم طالبان ذبيح الله مجاهد في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية، أن «14 انتحاريا اقتحموا المطار وفجر بعضهم قنابل فيما لا يزال آخرون يقاتلون». وتعزز تمرد حركة طالبان التي تبالغ عادة في الحديث عن حجم هجماتها في السنوات الثلاث الأخيرة وتوسع ليشمل كل البلاد تقريبا. وينتشر في أفغانستان نحو 150 ألف جندي من القوة الدولية تتكبد خسائر جسيمة تسببها خصوصا العبوات اليدوية الصنع والهجمات الانتحارية.

وهاجمت حركة طالبان في يونيو (حزيران) الماضي قاعدة الحلف في جلال آباد في وضح النهار بصاروخ وسيارة مفخخة. وجرح جنديان أجنبيان وقتل عدد من المتمردين. ومطار جلال آباد مطوق باكياس من الرمل وتحميه قوة أميركية كبيرة. وهو يضم 2500 عسكري أجنبي ويعد ثالث قاعدة جوية للحلف في أفغانستان. ووقع الهجوم غداة عملية انتحارية فاشلة استهدفت قوة الحلف في كابل. إذ إن منفذ الهجوم فجر سيارته المفخخة قبل وصول القافلة المستهدفة. وأدى التفجير إلى مقتل منفذه وإصابة جندي أفغاني بجروح طفيفة.

وقال قائد شرطة العاصمة الأفغانية محمد أيوب سلانجي إن «انتحاريا كان يقود سيارة اقترب من قافلة للقوات الأجنبية قرب قاعدة للجيش الأفغاني في غرب كابل (...) ولحسن الحظ انفجرت السيارة قبل أن تصل إلى القافلة».

وبموازاة ذلك، قتل عشرة أشخاص بينهم ثلاثة أطفال وجرح 18 آخرون أمس بانفجار دراجة مفخخة في إحدى أسواق ولاية قندوز شمال أفغانستان، كما ذكرت السلطات المحلية لوكالة الصحافة الفرنسية.

وقال محمد أيوب حقيار رئيس إقليم إمام صاحب (ولاية قندوز) إن «قنبلة موضوعة في دراجة نارية انفجرت في وسط السوق. وقتل ثمانية أشخاص (ستة مدنيين وعنصران من الميليشيا المحلية) وأصيب 18 شخصا جميعهم من المدنيين». وكانت ولاية قندوز في الشمال بمنأى فترة طويلة عن أعمال العنف. لكن وجود المتمردين ولا سيما عناصر طالبان يزداد فيها.

ولم يحدد رئيس الإقليم الجهة التي كانت تستهدفها القنبلة، لكن اثنين من القتلى كانا عنصرين في «قوة الشرطة المحلية». وهذه «الشرطة المحلية» المؤلفة من 10 آلاف رجل في كل أنحاء البلاد، تضم قرويين مسلحين تدفع الحكومة الأفغانية رواتبهم للدفاع عن قراهم، على غرار الميليشيات القبلية السنية التي أتاحت في العراق القضاء على التمرد. والقنابل اليدوية الصنع المتوافرة بكثرة والتي يسهل تفجيرها وأحيانا إخفاؤها، هي السبب الأول الذي يوقع قتلى من المدنيين حتى لو لم تستهدفهم مباشرة، لكنها غالبا ما تستهدف الجنود الأجانب أو الأفغان أو المباني الرسمية.

وجاء في تقرير للأمم المتحدة أن أكثر من 1200 مدني قتلوا في الأشهر الستة الأولى من 2010 أي بزيادة تفوق 25% مقارنة بالفترة نفسها من 2009. ويعتبر المتمردون مسؤولين عن ثلاثة أرباع القتلى والجرحى من المدنيين، في مقابل 12% سقطوا بسبب تحركات القوات الأفغانية والقوات الدولية. من جهة أخرى، قتل جندي من الحلف أول أمس في اعتداء شنه متمردون في الشرق. وبمقتله يرتفع إلى 634 عدد الجنود الأجانب القتلى في عمليات عسكرية في أفغانستان منذ بداية السنة، أي نحو جنديين يوميا حسب موقع مستقل على شبكة الإنترنت.