اتفاق قادة «آبيك» على الحاجة لوجود عملات مرنة ومعالجة الديون السيادية

أوباما: يجب ألا تعتقد أي دولة أن الازدهار ممهد بالتصدير إلى أميركا

قادة «آببك» اثناء اجتماعهم أمس في يوكوهاما باليابان (أ.ف.ب)
TT

قال مسؤول بالحكومة اليابانية إن قادة «أبك» اتفقوا أمس على أن الاقتصاد العالمي يتحسن أكثر من المتوقع لكنه ما زال هشا. وقال المسؤول إنهم اتفقوا أيضا على أن مشكلات الديون السيادية ما زالت مصدر خطر للاقتصاد العالمي، في حين أن البطالة والقطاع المالي يظلان مبعث قلق. كما بحث الزعماء الحاجة إلى عملات مرنة.

إلى ذلك، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس إنه حقق «تقدما طيبا» تجاه هدفه بزيادة الصادرات الأميركية إلى آسيا خلال جولته الآسيوية. وجدد تعهده بضرورة أن يعمل زعماء العالم تجاه تحقيق انتعاش اقتصادي متوازن. وقال أوباما في كلمة له أمام اجتماع لرؤساء شركات يعقد إلى جانب اجتماع لمنتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي (آبيك) في يوكوهاما باليابان «أحد الدروس المهمة التي تعلمناها من الأزمة الاقتصادية هو حدود الاعتماد بشكل أساسي على المستهلكين الأميركيين والصادرات الآسيوية. لدفع النمو الاقتصادي للمضي قدما يجب ألا تظن أي دولة أن طريقها إلى الازدهار ممهد ببساطة بالصادرات إلى أميركا».

وشدد أوباما خلال جولته التي زار خلالها أيضا الهند وإندونيسيا وكوريا الجنوبية على مدى عشرة أيام على الحاجة إلى تعزيز الصادرات إلى الأسواق النامية بسرعة في آسيا، لتوفير فرص عمل في الداخل، حيث بلغت نسبة البطالة نحو 9.5 في المائة خلال العام المنصرم.

وكان الانتعاش الاقتصادي الأميركي الضعيف ومعدل البطالة المستعصي السببين الرئيسيين وراء الهزيمة التي مني بها الديمقراطيون بزعامة أوباما في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس هذا الشهر.

وقال أوباما إنه ما زال ملتزما بإكمال اتفاقية للتجارة الحرة مع كوريا الجنوبية. وكان الفشل في التوصل لاتفاق في وقت يتناسب مع زيارته لسيول خلال الأسبوع الماضي نكسة محرجة لأوباما، الذي تعهد بالانتهاء من الاتفاقية التي أعلنت عام 2007.

وقال أوباما إن «إكمال هذه الاتفاقية يمكن أن يؤدي إلى مليارات الدولارات في شكل زيادات الصادرات وآلاف الوظائف الأميركية للعمال الأميركيين.. لذلك فإنني ملتزم بإنجاز ذلك». وأضاف أوباما أنه ملتزم أيضا بفعل ما هو ضروري لخفض العجز في الميزانية الأميركية إلى النصف بحلول 2013 مثلما وعد. لكنه قال إنه لن يخفض الاستثمارات التي وصفها بأنها مهمة للمستقبل، مثل الاستثمار في التعليم والطاقة النظيفة والأبحاث والبنية الأساسية.

إلى ذلك، سعى زعيما الصين واليابان أمس إلى تهدئة شهور من التوترات، بينما طمأنت بكين اليابان بشأن مخاوف تتعلق بنقص صادرات المعادن النادرة ونزاع على حقول للغاز.

وتتزايد التوترات بين أكبر اقتصادين في آسيا منذ سبتمبر (أيلول)، بعدما اعتقلت اليابان قبطان سفينة صيد صينية اصطدمت بزورقين لخفر السواحل الياباني قرب سلسلة من الجزر المتنازع عليها. وأفرج عن القبطان في وقت لاحق وعاد إلى الصين لكن التوترات استمرت.

وقال مسؤول ياباني إن الاجتماع بين رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان، والرئيس الصيني هو جينتاو، على هامش قمة لمنتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي (أبك)، كان خطوة كبيرة نحو تحسين العلاقات. وكان المسؤول الياباني يتحدث بعد الاجتماع الذي استمر 22 دقيقة. وقال تيتسورو فوكوياما، نائب كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني، للصحافيين «أقر بأن العلاقات بين الصين واليابان خطت خطوة كبيرة نحو التحسن».

وأكد أن المحادثات بين الزعيمين كانت اجتماعا رسميا، بخلاف محادثة غير رسمية قصيرة بين كان ورئيس الوزراء الصيني وين جياباو الشهر الماضي في هانوي، وهو تقدم طفيف زاد من الانتقادات التي تواجهها حكومة كان في الداخل.

وأدى الخلاف إلى تدهور العلاقات بين الصين واليابان إلى أدنى مستوى في خمس سنوات، وأثار مخاوف بشأن تأثيره على العلاقات الاقتصادية بين الدولتين. ولم يذكر ملخص صيني رسمي عن الاجتماع وملاحظات هو جينتاو شيئا عن الخلاف على الجزر. وشدد على الآمال من أجل علاقة أكثر ثباتا. وجاء في الملخص الذي وضع على الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الصينية «الصين واليابان أخذتا الاختيار الصحيح بالحفاظ على المصالح الجوهرية للبلدين وشعبيهما بمواصلة نهج السلام والصداقة والتعايش».

وقال الرئيس الصيني الذي استثمر مكانته الشخصية الكبيرة لتحسين العلاقات مع طوكيو على مدى سنوات إنه يتعين على الدولتين «تعميق التعاون الثنائي المفيد لكلا الطرفين».

وقال وزير التجارة الياباني أكيهيرو أوهاتا إن الصين قدمت أيضا تطمينات لتهدئة مخاوف اليابان بشأن وجود نقص في الصادرات الصينية من المعادن النادرة.