أوباما وميدفيديف يرحبان بتحسن العلاقات بين موسكو والحلف الأطلسي

الرئيس الأميركي يعد نظيره الروسي بمصادقة الكونغرس على معاهدة خفض التسلح

TT

رحب الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الروسي أمس بتحسن العلاقات بين موسكو وحلف شمال الأطلسي قبل أيام من قمة بين روسيا والحلف سيحضرها ديمتري ميدفيديف. وسيحضر ميدفيديف قمة لشبونة الجمعة فيما يشكل خطوة على طريق العلاقات مع الحلف بعد الأزمة التي نجمت عن الحرب بين روسيا وجورجيا، الجمهورية السوفياتية السابقة الموالية للغرب.

وقال ميدفيديف، بعد محادثات مع أوباما على هامش قمة المنتدى الاقتصادي في اليابان: «أكدنا تحسن العلاقات بين روسيا ومنظمة حلف شمال الأطلسي». وأضاف الرئيس الروسي أن «هذا الأمر مفيد لدولنا ولكل الأطراف المعنية»، حسبما ورد في بيان وزعه البيت الأبيض بعد اللقاء.

ورحب الرئيس الأميركي بحضور ميدفيديف اجتماع لشبونة. وأشاد بـ«العلاقات الممتازة» التي تربطه بالرئيس الروسي.

وقال أوباما إن هذه العلاقات «تسمح لنا ببدء المجلس بين الحلف وروسيا من جديد واستضافة مشاورات تمكننا من خفض التوتر وتعزيز التعاون في مختلف القضايا الأمنية في أوروبا».

كان الأمين العام للحلف أندروز فوغ راسموسن قد صرح بأن قمة لشبونة «ستدفن أشباح الماضي» بين العدوين اللدودين في الحرب الباردة وستظهر للشعب الروسي أن «الحلف لا يرى في روسيا عدوا».

ويدعو ميدفيديف منذ فترة طويلة إلى تبني استراتيجية أمنية أوروبية مشتركة تجمع القارة التي بقيت لفترة طويلة مقسومة بين الكتلتين الغربية والسوفياتية.

ووافقت فرنسا وألمانيا وقوى غربية أخرى على مناقشة هذه المسألة، لكنها بقيت متمسكة برؤية الحلف لميثاق أوروبي أطلسي يشمل الولايات المتحدة وكندا، يلحق به المجلس الأطلسي الروسي.

ويفترض أن تطبق قوى الحلف في لشبونة «مفهومها الاستراتيجي» الجديد الذي سيكون الإطار لتنسيق الحلفاء سياساتهم الدفاعية وأهدافهم في السياسة الخارجية.

كانت مسألة الدرع الصاروخية أحد آخر الخلافات التي أثارت مخاوف من تباطؤ العلاقات؛ إذ تعارض موسكو، بشدة، المشروع الأميركي بنشر صواريخ دفاعية في أوروبا الشرقية.

وتؤكد واشنطن أن هذه الدرع تهدف إلى التصدي لتهديدات دول «مارقة» مثل إيران، ولا تستهدف القوة الصاروخية الروسية. وقد وعدت واشنطن بتعديل خططها. وفي لشبونة سيناقش الحلف إقامة درع صاروخية مشتركة دعا روسيا إلى المشاركة فيها. وبدا ميدفيديف مترددا في قبول هذه الفكرة لكن موسكو قالت إنها تحتاج إلى مزيد من التفاصيل بشأنها.

من جهة أخرى، أكد أوباما، خلال لقائه ميدفيديف، نيته الطلب من مجلس الشيوخ في الكونغرس المصادقة هذا العام على المعاهدة الجديدة لنزع السلاح النووي «ستارت».

وقال أوباما للصحافيين بعد اللقاء: «جددت تأكيد التزامي التوصل إلى تمرير (ستارت) في الفترة الانتقالية.. وأشرت إلى أنني أبلغت الكونغرس بأن الموضوع يشكل أولوية».

وفي الولايات المتحدة، تتطلب المصادقة على أي معاهدة تأييد ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ، أي 67 من أصل مائة. ويضم المجلس المنتهية صلاحيته 57 سيناتورا ديمقراطيا فقط وسيناتورين مستقلين يصوتان إلى جانبهم؛ لذلك سيتعين على الديمقراطيين استمالة نحو 10 أعضاء جمهوريين للمصادقة على هذه المعاهدة.

وسيكون إقرار المعاهدة أصعب بعد ذلك إثر الخسائر التي تكبدها الديمقراطيون في انتخابات منتصف الولاية في الكونغرس في 2 نوفمبر (تشرين الثاني)؛ لذلك يسعى أوباما إلى المصادقة على المعاهدة قبل تسلم أعضاء الكونغرس الجديد مهامهم في يناير (كانون الثاني).

ووقع أوباما وميدفيديف على معاهدة «ستارت» الجديدة في أبريل (نيسان) في العاصمة التشيكية براغ. وتنص المعاهدة الجديدة على امتلاك 1550 رأسا نوويا كحد أقصى لكل من الولايات المتحدة وروسيا، أي بتخفيض 30% نسبة إلى المعدل الذي كان في عام 2002.