اليابان والصين تهونان من شأن نزاع إقليمي وتتفقان على تحسين العلاقات

طوكيو تخشى أن تقلص بكين شحنات المعادن النادرة بعد تصاعد القضية

الرئيس الصيني هو جين تاو يصافح رئيس وزراء اليابان ناوتو كان على هامش قمة «أبك» في يوكوهاما، أمس (رويترز)
TT

هونت اليابان والصين أمس من شأن نزاع على مجموعة جزر سبب توترا في العلاقات وقال رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان إن العلاقات التجارية بين البلدين يجب ألا تتأثر بتلك النزاعات.

لكن رئيس وزراء اليابان - الذي كان يتحدث بعد يوم من اجتماع مع الرئيس الصيني هو جينتاو - كرر موقفه من الجزر المتنازع عليها في بحر الصين الشرقي قائلا إنها أراض يابانية في تصريحات ربما تهدئ منتقديه في الداخل وتثير غضب الصين مرة أخرى.

وزاد التوتر بين أكبر اقتصادين في آسيا منذ سبتمبر (أيلول) بعدما اعتقلت اليابان قبطان سفينة صيد صينية اصطدمت سفينته بزورقين لخفر السواحل الياباني قرب الجزر المتنازع عليها التي ربما تحتوي على احتياطي هائل من الغاز.

وأفرج عن القبطان فيما بعد وأعيد لبلاده لكن التوترات الدبلوماسية استمرت مما أثار مخاوف من تداعياتها على العلاقات التجارية. وتعرض رئيس وزراء اليابان الذي كان قد قضى 5 أشهر فقط في منصبه لانتقادات في الداخل لأنه أذعن فيما يبدو للضغوط الصينية.

وقال كان في مؤتمر صحافي في يوكوهاما قرب طوكيو حيث كان يستضيف قمة لمنتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي (آبيك): «موقف اليابان هو أنه لا توجد قضية محل نزاع».

وأضاف: «إذا نظرنا لدول أخرى لديها نزاع على أراض.. هذا لا يعني أن البلدين غير قادرين على المشاركة في روابط اقتصادية وثقافية وشعبية». والتقى كان السبت بالرئيس الصيني وأجريا أول مباحثات رسمية منذ تصاعد التوترات بين البلدين. وقال كان: «نحتاج للتغلب على مشكلات ثنائية متعددة ونقيم علاقات راسخة بين بلدينا». وخشيت اليابان أيضا من أن تكون الصين قد قلصت شحنات المعادن النادرة بعد تصاعد النزاع مما يمثل ضغوطا على الشركات اليابانية التي تستخدم هذه المعادن في صنع الكثير من منتجات التكنولوجيا المتقدمة.

وقال كان إن اليابان تلقت تأكيدات من بكين على أنها لن تستغل المعادن النادرة كوسيلة ضغط في النزاعات وتجنب سؤالا حول ما إذا كان من الممكن تقديم شكوى لمنظمة التجارة العالمية.

وحث وزير الخارجية الياباني سيجي مايهارا نظيره الصيني على استئناف المحادثات الخاصة بحقول للغاز في بحر الصين الشرقي.

لكن مسؤولا يابانيا قال إن وزير الخارجية الصيني يانغ جيتشي رد قائلا إن استئناف المحادثات يتطلب «مناخا» مواتيا مما يلمح إلى أن عراقيل ما زالت متبقية. وأضاف المسؤول الياباني أن الوزيرين اتفقا على تحسين العلاقات من خلال تبادل زيارات ثقافية وخاصة. وجاء في بيان عن الاجتماع الوزاري في موقع وزارة الخارجية الصينية على الإنترنت «يعتقد الجانبان أيضا أن عليهما اتخاذ خطوات إيجابية لتعزيز الروابط العامة وتشجيع التعاون العملي لتحقيق تحسن وتنمية في العلاقات الصينية اليابانية». وبينما هدأت حدة التوتر قليلا فقد أدلى كوي تيان كوي نائب وزير الخارجية الصيني بتصريحات تشير إلى استمرار وجود عراقيل. وصرح كوي لصحيفة تصدر في هونغ كونغ بأن الصين واليابان يجب أن تضاعفا الجهود لتحسين العلاقات. وأضاف كوي وهو سفير سابق باليابان في تصريحاته لصحيفة «ون وي بو» بأن الصين واليابان تهدفان إلى إقامة علاقة استراتيجية مستقرة «لكن الصراعات التاريخية والحالية والمشكلات القائمة بينهما تعني أن ذلك لن يكون دائما عملية سلسة». وأردف قائلا: «بسبب وجود تلك الصعوبات على وجه التحديد.. يتعين على الجانبين مضاعفة الجهود.. وتشجيع إقامة علاقة ذات فائدة استراتيجية متبادلة في مصلحة كل من الصين واليابان».