إذا كانت هناك رغبة في الابتسام فيمكننا القول إنه الهمسات التي تسري في مقر فريق روما بمعسكر تريغوريا - بعد صفعة باليرمو والسقوط بثلاثة أهداف - تمثل ما يشبه «ويكيليكس» في النادي وقد تحمل آثارا مدمرة على الفريق. وكالمعتاد ليس ما يبدو خطيرا هو الذي يكون شديد التأثير والخطر على الفريق، بل هي الأمور التي تحدث خلف الكواليس. فالمشادة الكلامية بين توتي وبورييللو داخل الملعب، وما شابهها، سرعان ما تختفي مع نهاية المباراة. لكن المشكلة الحقيقية هي مشكلة خططية وتتمثل في أن الثنائيات المكونة من توتي وفوتشينيتش أو بورييللو وفوتشينيتش تعمل وتتواءم بشكل أفضل من الثنائي الذي بدأ به فريق روما مباراة باليرمو، وقد يخلق هذا بعض التوتر في صفوف الفريق.
الهزيمة خارج روما.. وهناك مشكلة أكثر حساسية تتمثل في التعايش والتأقلم الخططي بين بيتزارو ودي روسي. ورغم أن اللاعبين صديقان، تبقى مسألة أن كليهما يفضل اللعب أمام الدفاع كمحور ارتكاز خلفي في طريقة الرومبو (2 - 1 - 3 - 4). وبالتالي فما الحل؟ بالنظر إلى أن رانييري - الذي يشعر بإحباط شديد من أداء الكثير من لاعبيه - قد شاهد بوضوح كيف أن أحدا من مهاجميه (باستثناء بابتيستا) لا يمتلك روح التضحية مثل ميليتو أو بانديف أو إيتو، فيمكن تغيير طريقة اللعب عندما يلعب الفريق خارج أرضه. وعلى هذا النحو سيستغنى رانييري خارج ملعبه عن أحد المهاجمين ويدفع بدلا منه ببيتزارو الذي سيصبح محور ارتكاز متقدم في طريقة الرومبو، في ظل قابلية دي روسي للقيام بدور حائط الصد أمام الدفاع وفي ظل وجود لاعبين من خط الوسط على الجانبين. وربما تجعل هذه الطريقة فريق روما أقل خطورة، لكن ترتيب فريق روما في المباريات التي لعبها خارج ملعبه هو ترتيب متراجع للغاية حيث يحتل المركز الـ12 ولم يحصد الفريق خارج ملعبه سوى 5 نقاط (وهي في الحقيقة نقطتان فقط بالنظر إلى أن النقاط الثلاثة الأخرى التي حصل عليها الفريق كانت في لقاء الديربي أمام فريق لاتسيو)، وخسر الفريق 4 مباريات خارج ملعبه في بطولة الدوري بالإضافة إلى المباريات التي خسرها خارج ملعبه في كأس السوبر الإيطالية وفي بطولة دوري أبطال أوروبا أمام فريق بايرن ميونيخ.
رانييري ومونتالي.. وفي ظل كل هذه المعطيات وفي ظل شعوره بالغموض والتخبط فيما يتعلق بوضع النادي (وعودة الأنباء من إنجلترا عن اتصالات بين نادي روما وأنشيلوتي)، تحدث رانييري بوضوح عن حدوده وأهدافه: «لقد كنا نرغب في ترك علامة مميزة في باليرمو ولم ننجح في ذلك. يجب أن نحسن من أدائنا خارج ملعبنا.
ولهذا السبب يمكن تغيير وتصحيح الأفكار». ووجه رانييري إنذارا واضحا للاعبين الأنانيين بالفريق ثم تحدث عن جان باولو مونتالي: «يجب الأخذ في الاعتبار أن الموهبة وحدها لا تحقق الفوز. وينبغي أن نعتبر ما حدث في باليرمو درسا لنا. إذا أردنا أن نتحلى بالطموح فلا يمكننا أن نرتكب أخطاء من هذا القبيل». ويبقى بالفعل الطموح لدى لاعبي الفريق الذين يرددون جميعا في صوت واحد: «يمكننا الفوز ببطولة الدوري الحالية. ويكيليكس بنسخة معسكر تريغوريا لا تدهشنا حقا».