البشير يسلم بحقيقة «انفصال الجنوب» ويحذر من المساس بالجنوبيين في الشمال

الرئيس السوداني يتوعد «منظمات دولية»

TT

سلم الرئيس السوداني عمر البشير بحقيقة انفصال الجنوب عن طريق الاستفتاء في الشهر المقبل وشدد على رفض أي وحدة بالقوة في وقت تعهد فيه بحماية الجنوبيين في الشمال، وأكد أن إسقاط الجنسية لا يعني نزع الممتلكات أو الطرد، إلى ذلك وجه البشير ولاة ولايته بطرد أي منظمة أو فرد معاد لبلاده دون الرجوع إليه في خطوة تصعيدية ضد الدول الأوروبية والغربية التي منعت مشاركته في القمة الأفريقية الأوروبية المشتركة بليبيا.

واختتم حزب المؤتمر الوطني الحاكم اجتماعا لمجلس شورى الحزب الذي أصدر بيانه الختامي أمس الجمعة، وحذر الرئيس السوداني ورئيس الحزب عمر البشير خلال مخاطبته للمؤتمر من «أي محاولة لفرض حلول أحادية للقضايا العالقة في اتفاق السلام الشامل بين المؤتمر والحركة الشعبية»، واعتبر أن «نتائج مثل هذه التوجهات ستكون كارثية على الطرفين»، وأشار البشير إلى أن حزبه ضحى بالوحدة من أجل السلام، وقال: «إننا لن نسعى لزعزعة الاستقرار في الجنوب أو المبادرة بالحرب»، في وقت عبر فيه عن توقعه بتصويت الجنوبيين لصالح الانفصال في استفتاء تقرير المصير بعد 33 يوما وقال البشير أمام قيادات حزبه: «إذا حدث الانفصال لا قدر الله وهو متوقع يجب أن نكون واقعيين»، وقلل من تداعيات الانفصال على اقتصاد الشمال، وقال: «يجب أن لا ننسى أننا عندما بدأنا تطبيق اتفاق السلام فقدنا 51% من النفط في الجنوب ولكن رغم ذلك فلننظر إلى ما تم من إنجازات منذ 2005م من تنمية وخدمات وتطور شهد بها الأعداء قبل الأصدقاء»، وأكد أن «الشمال سيعوض في حال الانفصال ما يفقده من عائدات نفط الجنوب بما يحصل عليه من عائدات باستمرار انسياب صادر النفط الجنوبي عبر الشمال واستخدام أنابيب ومنشآت الشمال»، متفائلا بأن «الشمال سينتج بعد عامين أكثر من جملة النفط المنتج بالسودان حاليا»، وطمأن السودانيين بعدم حصول «هزة أو انهيار في الاقتصاد السوداني»، وحول جدل المواطنة والجنسية قدم البشير رؤية هادئة أكد فيها أن « لأصوات التي تتحدث عن المواطن الجنوبي الموجود في الشمال لا تعبر عن المؤتمر الوطني ولا قيادة المؤتمر أو حكومته». مشددا على أن «مسؤولية أمن واستقرار وحماية المواطن الجنوبي هي مسؤولية أخلاقية دينية أمام الله سبحانه وتعالى قبل أن تكون مسؤولية أمام أي جهة ثانية داخلية أو خارجية»، ورد البشير بذلك على مخاوف الجنوبيين من طردهم من الشمال بعد الانفصال بعد أن أعلن مسؤولون في الدولة أن الحكومة لن تمنح الجنوبيين بعد الانفصال حق المواطنة، وربما يفقدون حتى «الدواء»، وقال البشير: «لن نسمح بالتعدي على أرواح الجنوبيين بالشمال أو ممتلكاتهم أو حرياتهم ولا إقامتهم»، لكنه رأى «أن الحديث عن الجنسية حديث منفصل تماما» وزاد: «حتى إسقاط الجنسية لا يسقط حقوقهم في ملكيتهم وحقهم الأمني والاجتماعي في معاشهم وحركتهم»، وطالب البشير حكومة الجنوب «بأن يفعلوا ذات الأمر مع الشماليين بالجنوب»، وقال: «يجب أن يجدوا الحماية من حكومة الجنوب على أرواحهم وممتلكاتهم وحرياتهم وعلاقاتهم الاجتماعية»، وفي ذات السياق اعتبر البشير «أن محاولة فرض الوحدة عن طريق القوة منذ عام 1955م كانت نتائجها كارثية»، وأشار إلى «أن الحرب هي مظالم وغبن وتعميق للكراهية بين أبناء الشعب الواحد»، لكنه دعا إلى الحفاظ على السلام الذي تم توقيع الاتفاق من أجله مشيرا إلى «أننا لو عدنا للحرب نكون خسرنا مرتين الوحدة والسلام». وقال: «إننا من أجل ذلك لن نبدأ بالحرب ولن نعمل على زعزعة الأوضاع في الجنوب لأن (الذي يولع النار سيتدفا بها) ونحن من جانبنا حريصون على السلام لذلك لن نكون نحن البادئين ولن نزعزع السلام بالذات في الجنوب ولا بيننا وبين الطرف الآخر».

إلى ذلك منح البشير ولاة الولايات تفويضا شاملا بطرد أي منظمة أجنبية أو أي شخص لا يحترم «سيادة السودان»، أو «يبدي أي نوع من التطاول على سيادة ومؤسسات الوطن خلال فترة لا تتجاوز أربعا وعشرين ساعة».