مساعدات مصرية وفلسطينية وأردنية إضافة إلى روسية وأوروبية في عمليات إخماد حريق الكرمل

بدأ وقت التساؤلات الكبيرة: هل إسرائيل جاهزة لمواجهة حرب صاروخية؟

TT

في الوقت الذي كانت فيه قوات الدفاع المدني الإسرائيلية والأجنبية تعمل على إخماد نيران الحريق الهائل في غابات الكرمل، اندلعت 4 حرائق أخرى في مواقع مختلفة في الشمال الإسرائيلي، تشك الشرطة في أنها أشعلت بشكل تخريبي متعمد. تمكنت القوات الإطفائية من إخماد هذه الحرائق وعادت لتكرس كل قوتها لمعالجة الحريق الكبير. وأعرب قادة مصلحة الإطفاء عن تقديرهم استمرار العمل حتى مساء اليوم.

كانت مساعدات خارجية قد بدأت تصل إلى إسرائيل منذ فجر أمس، من عدة مصادر ضمت 8 طائرات و3 طائرات هليكوبتر من إيطاليا واليونان ورومانيا وبلغاريا وفرنسا للمشاركة في إخماد الحريق، كما وصل أكثر من 150 رجل إطفاء و3 سيارات إطفاء، بينها 3 مع طواقمها من الأردن وسيارة إطفاء مع طاقمها من السلطة الفلسطينية. وهناك عدة دول أرسلت مساعدات لإسرائيل لكنها لم تبدأ العمل بعد، من كل من مصر وروسيا وتركيا وأذربيجان وإيطاليا وفرنسا.

وتأثر الإسرائيليون، بشكل خاص، من المساعدة التركية، فاتصل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو برئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، وشكره على إرسال الطائرات التركية وتمنى أن تكون هذه بداية فتح صفحة جديدة تنهي حالة التأزم في العلاقات بين البلدين.

وتمكن الحريق الهائل من التهام أحراج امتدت على مساحة 15 ألف دونم، حتى مساء أمس، وارتفع عدد القتلى إلى 41 شخصا، معظمهم من السجانين وضباط الشرطة وبينهم الكثير من عرب 48، وهناك 3 ضباط ما زالوا في عداد المفقودين. وتستصعب طواقم العمل في معهد التشريح معرفة هوية العديد من الضحايا، نتيجة الإصابات البالغة. ولكي لا يرتفع عدد القتلى أكثر، تم إخلاء 17 ألف مواطن من البلدات القريبة من الحريق.

وفي الوقت الذي يرجح فيه أن يكون الحريق الهائل قد قضى على الكثير من الثروة الحيوانية في المنطقة، أعلنت سلطة الطبيعة والحدائق أنه يتعذر عليها نقل الحيوانات الموجودة في المحمية الطبيعية الكبيرة في تلك المنطقة، حتى إن طالتها ألسنة اللهب، ما يعني أن الآلاف من الغزلان والذئاب وغيرها من الحيوانات البرية قد تواجه خطر الإبادة حرقا. ودعا قائد اللواء الشمالي في قيادة الجبهة الداخلية سكان جميع القرى والأحياء الذين تم إجلاؤهم إلى عدم العودة إلى منازلهم حتى تلقيهم تعليمات واضحة تسمح لهم بذلك.

وقبل أن يخمد الحريق في الكرمل، اشتعلت في إسرائيل حرب اتهامات للحكومة على تقصيرها. وتقود هذه الحرب الصحافة الإسرائيلية التي راحت توجه تساؤلات حادة حول مصير الجبهة الداخلية في أعقاب هذه الكارثة. فقد اتضح أن إسرائيل، على الرغم من وضعها قضية الأمن في رأس سلم الاهتمامات ورصدها أموالا طائلة للمصروفات العسكرية، تهمل الدفاع المدني بشكل خطير. فلا تمتلك ولا حتى طائرة واحدة لإطفاء الحرائق. ومصلحة الإطفاء تشغل 1400 عامل إطفاء لا أكثر. وهناك نقص خطير في المواد الكيماوية التي تستخدم في الإطفاء.

وظهر أكثر من معلق صحافي في القنوات التلفزيونية والإذاعات، أمس، يتساءلون: هل إسرائيل فعلا جاهزة لمواجهة خطر حرب صاروخية؟ فإذا سقطت مجموعة صواريخ في الغابات والأحراج المنتشرة في الشمال، هل ستستطيع إخماد الحرائق التي ستنشب من جرائها؟ وإذا احتاجت اليوم إلى مساعدات من الخارج، حتى تسيطر على هذا الحريق، فهل ستجد من يساعدها في حالة حدوث حرائق خلال الحرب؟

والسؤال الأكبر الذي يوجه في هذا المضمار: إذا كانت إسرائيل غير قادرة على مواجهة حريق كهذا، فلماذا ترسل تهديدات إلى إيران وأذرعها في المنطقة؟ وكيف تتحدث عن احتمال حرب على عدة جبهات في آن واحد؟

وعقد نتنياهو، صباح أمس، جلسة طارئة للمجلس الوزاري الأمني المصغر للبحث في كيفية السيطرة على هذا الحريق، بحضور كل قادة الأجهزة الأمنية. وتهرب من الإجابة عن التساؤلات المطروحة في الشارع وطلب «ترك كل شيء والتركيز على مهمة إخماد الحريق». وقرر المجلس تكليف طاقم لإعداد خطة خلال يومين لسد نواقص إسرائيل في مجال إطفاء الحرائق.

وانطلق نتنياهو في زيارة ثانية لموقع الحدث، والتقى العاملين في إدارة عملية الإطفاء. ومثله فعل الرئيس شيمعون بيريس ووزير الدفاع إيهود باراك، في محاولة لرفع معنويات الطواقم العاملة.

وفي ساعة متأخرة من مساء أمس كشفت الشرطة الإسرائيلية عن اعتقال اثنين من المواطنين العرب في بلدة دالية الكرمل، يشتبه بأنهما حاولا إشعال حريق آخر، قريبا من قريتهما، وأنها تبذل جهودا كبيرة لاعتقال آخرين يشتبه بأنهم بادروا إلى إشعال المزيد من الحرائق في مناطق شفاعمرو وطبعون وترشيحا في يوم أمس.