شخصيات عربية سنية تلوح بخيار الفيدرالية تحسبا لتهميش السنة في الحكومة

شيخ عشائر الدليم لـ «الشرق الأوسط»: سنقطع لسان من يطالب بفيدراليات

TT

يلوح قسم من العرب السنة في العراق بخيار الفيدرالية في حال لم تتحقق المشاركة الفعلية في الحكومة التي طال انتظارها رغم أن هذه الفكرة كانت من المحرمات حتى وقت قريب.

وقال أحمد ذياب الجبوري إمام مسجد عبد الرحمن في قضاء المقدادية المختلط في ديالى «طالبنا بالمشاركة في الانتخابات (...) لكننا اليوم ندعو إلى إقامة منطقة خاصة بنا نحن أبناء الوسط لأننا لم نحصل على شيء من الحكومة سوى الاعتقالات والمداهمات». ونقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية قوله «ليتخذ الأكراد الشمال والشيعة الجنوب وليختاروا من يمثلهم هذا ليس من شأننا. فلماذا يستفيد الأكراد من ميزانية العراق وأصبح الجنوب يحتل الحكومة المركزية؟». وختم الجبوري قائلا «يقولون لنا أينما ذهبنا أنتم إرهابيون ونريد أن نكفي العراقيين خيرنا وشرنا بإقامة إقليم خاص بنا».

بدوره، قال الشيخ علي الكروي أحد وجهاء جلولاء المختلطة عرقيا في ديالى أيضا «نؤيد الأقاليم إذا كانت تحقق مصالح الشعب فمحافظات الوسط لم تحصل إلا على العنف وقلة الخدمات فلماذا يتقدم الأكراد ويأخذون ثروات العراق؟». ويشكل السنة غالبية في محافظات الوسط، وهي ديالى والأنبار وصلاح الدين وكركوك. وأضاف «هل الديمقراطية تعني أن تتنازل الكتلة الفائزة عن حقها الانتخابي؟ هل أصبح الأكراد والشيعة أفضل من السنة؟ بإمكاننا تشكيل إقليم خاص بنا وإدارة أمورنا بأنفسنا ولسنا بحاجة إلى أحد».

وتشكل هذه المواقف تغييرا جوهريا لدى السنة الذين اعترضوا على الدستور في أكتوبر (تشرين الأول) 2005 لتضمنه الحق في تشكيل الأقاليم التي يعتبرونها تقسيما للعراق. ووفقا للدستور، يحق لمحافظة أو أكثر تشكيل إقليم بناء على طلب بالاستفتاء عليه يقدمه ثلث أعضاء مجلس كل محافظة تريد تكوين إقليم، أو 10 في المائة من الناخبين. ويعد الاستفتاء ناجحا بموافقة الغالبية.

من جهته، قال النائب عن القائمة العراقية، عبد الكريم السامرائي «سنشارك في الحكومة في محاولة لإصلاح الكثير من الإشكالات (...) البعض في صلاح الدين يفكر في تشكيل إقليم لكن هذا يتضمن مخاطر وقد يؤدي إلى تقسيم العراق». وتابع أنه «إذا لم تتحقق الإصلاحات فسيدفع الإحباط بالناس إلى التفكير بتشكيل أقاليم وحينها لا أعتقد أنه سيكون بإمكاننا أن نعارض ذلك». وأضاف «يجب التفكير مليا في الأمر نحن في العراقية نعارض ذلك لكن الفكرة موجودة حتى إن النخب تتداولها».

بدوره، قال الشيخ طلال عبد الكريم حسين المطر زعيم عشائر البو أسود «منحنا أصواتنا للعراقية من أجل مواجهة حملة تهميش العرب السنة وإذا واصلت الحكومة المقبلة ذلك نريد تفعيل قانون المحافظات للحصول على صلاحيات أوسع». يذكر أن نائب الرئيس الأميركي جو بايدن اقترح عندما كان عضوا في مجلس الشيوخ إنشاء أقاليم للسنة والشيعة والأكراد.

وفي الأنبار أكبر محافظات العراق مساحة، يؤكد ثلاثة من أعضاء مجلس المحافظة، طلبوا عدم ذكر أسمائهم، موافقتهم على «الفيدرالية والأقاليم». وقال أحدهم باقتضاب «سنقوم باستثمار الموارد الطبيعية الهائلة أسوة بمحافظات كردستان وسنتمكن من التصرف بها، خصوصا أن للمحافظة منافذ على الخارج».

لكن علي حاتم، شيخ عشائر الدليم في العراق، حذر من أن «من يطالب سيكون ضمن أهداف العشائر العراقية التي حاربت تنظيمات القاعدة وأن مصيره سيكون مصير عناصر تنظيمات القاعدة في الأنبار». وهدد حاتم بـ«قطع لسان» كل من يطالب بفيدراليات للسنة والشيعة «لأن العراق واحد وسيبقى واحدا».

بدوره، قال الشيخ أحمد أبو ريشة، رئيس مجالس الصحوة في العراق، إن تجربة إقليم كردستان تعد من التجارب الناجحة وعلى الحكومة المركزية أن توظف هذه التجربة على عموم المحافظات إداريا وماليا، مشيرا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن المطالبة بإقليم للسنة وآخر للشيعة يعد مشروعا فاشلا جدا، لأن إقليم كردستان هو إقليم للأكراد مع ارتباطهم بالحكومة المركزية، وليس هناك من تقسيم ناجح داخل القومية العربية، وأن السنة هم جزء من طوائف العراق الموحد». ودعا أبو ريشة الحكومة القادمة لأن تعمل على جعل المحافظات ضمن خط واحد ولا تميز بين محافظة ذات غالبية سنية وأخرى ذات غالبية شيعية لتمنحها الامتيازات حسب تلك الأغلبية، متوقعا في الوقت نفسه أن يكون التمثيل السني في الحكومة المقبلة تمثيلا مهما إذا أحسن السنة اختيارهم للشخصيات التي ستشغل المناصب الوزارية.