إسرائيل فكرت في قصف مخازن أسلحة في سورية تمون حزب الله

«واشنطن بوست» تقول إن تزايد شحنات الأسلحة السورية لحزب الله يثير قلق الولايات المتحدة

TT

قالت صحيفة الـ«واشنطن بوست» الأميركية أمس إن «تدخل سورية الجديد في لبنان، وتزايد شحنات الأسلحة المتطورة التي ترسلها إلى حزب الله أثارا قلق المسؤولين الأميركيين، ودفع الجيش الإسرائيلي إلى التفكير جديا في توجيه ضربة عسكرية إلى مخزن أسلحة سوري يزود الجماعة اللبنانية المسلحة بالأسلحة»، وذلك بحسب ما نقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين.

وأضافت الصحيفة أن عودة سورية إلى دعم حزب الله وما يحدثه من تأثير على المنطقة أثارت حنق المسؤولين الأميركيين الذين سعوا إلى تغيير توجه سورية. لكن فشلت إدارة أوباما في إقناع سورية بالتخلي عن دعمها لحزب الله ووضع نهاية لتحالفها مع إيران من خلال سياسة الإشراك.

وتابعت الصحيفة نقلا عن مسؤول عسكري إسرائيلي أن «إسرائيل تراقب شحنات الصواريخ التي تنقل خلال الليل حيث يقوم عسكريون سوريون على حراستها من قواعد عسكرية في سورية إلى الحدود اللبنانية، حيث تنقل الأسلحة إلى الشاحنات اللبنانية التي تنقلها بدورها إلى الجنوب اللبناني وبيروت». وأضافت الـ«واشنطن بوست» أنه لدى سؤاله عن احتمالية ضرب المنطقة الحدودية التي يجري فيها نقل الصواريخ أو أحد المعسكرات داخل سورية، قال المسؤول: «هذا أحد الخيارات الإسرائيلية، لكن أي هجوم من هذا النوع يمكن أن يؤدي بطبيعة الحال إلى نوع من التصعيد».

ولم تتمكن «الشرق الأوسط» من الحصول على رد سوري رسمي على الموضوع، إلا أن مصادر مطلعة قالت إن «إسرائيل ليست بحاجة إلى تبريرات لسياستها العدوانية في المنطقة». وفي بيروت، رفض حزب الله التعليق «لا سلبا ولا إيجابا» على موضوع إرسال سورية لأسلحة إليه عبر الحدود البرية، وقال عضو كتلة حزب الله النائب نوار الساحلي لـ«الشرق الأوسط» إن ما ورد في الـ«واشنطن بوست» لا يستحق التعليق أو الرد عليه.

وحول ما ذكره التقرير عن نية إسرائيل توجيه ضربة عسكرية إلى سورية، قال: «كل العالم يعرف أن إسرائيل لا تحتاج إلى ذريعة لتقوم بعدوان على لبنان أو سورية أو فلسطين أو أي بلد عربي أو إسلامي آخر، لأنها دولة عدوان وإرهاب وهذا تاريخها منذ نشأتها». وأكد أن ما نشر «يثبت بوضوح ما تقوله المقاومة بأن لبنان وكل قوى الممانعة هي عرضة لعدوان إسرائيلي في أي وقت، ولهذا يجب على لبنان أن يحافظ على قوته وأن يبقى جاهزا لمواجهة أي عدوان قد يحصل في أي زمان ومكان».

وقال مسؤول أميركي ردا على استفسارات «الشرق الأوسط» إن «الولايات المتحدة والمجتمع الدولي عبروا عن قلقهم بشكل متكرر حول نقل الأسلحة المتطورة المتزايد من سورية إلى حزب الله، والمخاطر التي يتسبب بها ذلك على المنطقة». وأضاف: «الأطراف المسؤولة على الساحة الدولية عليها العمل لحل النزاعات لا إشعالها».

وكانت إسرائيل قد تقدمت بشكوى إلى الأمم المتحدة بشأن الصواريخ طويلة وقصيرة المدى التي تتدفق بحرية من معسكرات داخل سورية إلى موقع وسيط على طول الحدود السورية اللبنانية ومن ثم إلى حزب الله. لكن إسرائيل ما زالت مترددة في القيام برد عسكري بسبب قلقها من إثارة مواجهة عسكرية أخرى تتسبب في كوارث أكثر مما تسببت فيها حرب 2006 التي خاضتها ضد حزب الله بحسب قول مسؤول عسكري إسرائيلي رفض الكشف عن اسمه نظرا لحساسية الموقف.

وقالت الصحيفة الأميركية إنه «في الماضي كان اهتمام الولايات المتحدة بسورية يقتصر على إقناعها بعقد اتفاقية سلام مع إسرائيل ووضع حد لنفوذها في لبنان، لكن بات من الواضح حاليا قدرة سورية على تشكيل التطورات الإقليمية على نطاق أوسع بفضل تحالفها المحوري مع إيران وحدودها الاستراتيجية مع إسرائيل ولبنان وتركيا والعراق».

وتابعت أن جهود إدارة أوباما لإقامة حوار مع سورية لم تنجح في منع تدفق الأسلحة أو وضع نهاية للجوء قادة الجماعات الفلسطينية المسلحة إليها أو مناهضة التدخل السوري في لبنان الذي قوض الجهود الأميركية المبذولة من أجل تعزيز استقلال لبنان وإبعادها عن تأثير الأطراف الخارجية الفاعلة. ورغم تسمية الرئيس أوباما لسفير جديد في سورية، فقد علق أعضاء مجلس الشيوخ تعيينه حيث قالوا إنهم لا يريدون إرسال مبعوث جديد إلى دمشق حتى تحدد الولايات المتحدة بالضبط كيف يمكن لوجود سفير أميركي هناك أن يساعد في تحقيق أهدافها.

وبالرغم من عدم وجود دبلوماسي بارز في العاصمة السورية سافر المبعوثون الأميركيون ومن بينهم وسيط السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل ومساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان، والسيناتور جون كيري، إلى العاصمة السورية لإقناع الرئيس السوري باتخاذ خطوات لتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة التي وصلت إلى أدنى مستوى لها في عام 2005. وحذر حينها الرئيس جورج بوش، في أعقاب الإطاحة بنظام صدام حسين في العراق، سورية من الاستمرار في تهريب المقاتلين عبر حدودها إلى العراق.

وقالت الـ«واشنطن بوست» إن ذلك عزز المخاوف في دمشق من وجود خطة أميركية للإطاحة بالنظام السوري. وأشارت إلى أنه اليوم «هناك إشارات واضحة على أن ظهور سورية أقوى من السابق» في لبنان. وعلى الرغم من مواصلة الولايات المتحدة حصار سورية فإن حلفاء لأميركا مثل الهند وتركيا عقدوا صفقات تجارية مع دمشق في الشهور الأخيرة قوضت من الجهود الأميركية.