البرازيلي هيرنانيز انتقم لنفسه بأداء مذهل وتمريرة حريرية.. وأنهى الحسابات بهدف قاتل

هناك من رأى أن مواجهة لاتسيو والإنتر «محاكاة للمعارك».. وآخرون شبهوها بـ«لعبة شطرنج»

TT

من يدري لعل موراتي، رئيس نادي الإنتر، يعض الآن على يديه؛ فقد كان بإمكانه أن يحصل على خدمات هيرنانيز، لاعب لاتسيو وصاحب الهدف الثالث في مباراة أول من أمس (الجمعة)، غير أن نادي الإنتر فضل عليه البرازيلي كوتينهو (حيث لم يكن متاحا لفريق الإنتر سوى ضم لاعب واحد فحسب من خارج الاتحاد الأوروبي). وخلال اللقاء تمكن هيرنانيز من الانتقام؛ فقد قدم أداء رائعا اختتمه بالهدف الذي أنهى حسابات اللقاء، فضلا عن التمريرة الحريرية التي أهداها لرفيقه في الملعب زاراتي ليسجل منها هدف الـ2/0، وكذلك ضربة الرأس الحاسمة في الهجمة التي سجل منها بيافا الهدف الأول لفريق لاتسيو. لقد كانت أمسية تستحق التركيز، ليس من جانب موراتي فحسب، بل مينيزيس، مدرب المنتخب البرازيلي، أيضا الذي طالما استبعد هيرنانيز من قائمة الاستدعاءات الأخيرة لمنتخب السليساو. وقد عقب اللاعب البرازيلي على أدائه خلال مباراة أول من أمس أمام فريق الإنتر قائلا «لقد كانت مباراة كبيرة من جانب الفريق كله وليس أنا فحسب. كنت أبحث عن مباراة كهذه، بالأهداف والتمريرات الحاسمة، أكون فيها بطلا. ولقد نجحت بفضل الله أن أعيش هذه اللحظة خلال المباراة، ربما تكون هي الأكثر أهمية».

مستقبل وردي: يعد الفوز أمام فريق الإنتر( الذي لم يتمكن فريق لاتسيو من الفوز عليه في بطولة الدوري المحلي منذ 7 سنوات) هو النتيجة التي كان فريق لاتسيو يبحث عنها لاستعادة ثقته في نفسه. ويواصل هيرنانيز تصريحاته قائلا «بالفعل، هذا الفوز كان ضروريا لنظل على قناعة بإمكاناتنا. من الآن فصاعدا باستطاعتنا التحسن فحسب. إلى أين يمكننا الوصول؟ لا جدوى من طرح هذا السؤال، الأمر الأهم في الوقت الحالي هو أنه لا يتعين علينا الاستسلام، بل علينا الاستمرار في التعبير عن أنفسنا كما نفعل، وفي النهاية سنرى ما نحن قادرون على القيام به». ولا ينوى مهاجم فريق لاتسيو التوقف عن المشاركة مع فريقه بهدف الراحة رغم أنه يلعب بشكل مستمر منذ يناير (كانون الثاني) المنصرم. وقد صرح بهذا الصدد قائلا «متعب من كثرة المباريات؟ لا مطلقا، فأنا لا أزال شابا.. أحيانا عندما تواجهنا صعوبات من الممكن أن أبدو مرهقا، لكني أؤكد لكم أن الأمر ليس كذلك. فأنا أرغب في اللعب دوما، هذه المباراة تعد لحظة خاصة بالنسبة إلي ولفريق لاتسيو بأكمله».

إشادة الرئيس: أثنى لوتيتو، رئيس نادي لاتسيو، على أداء فريقه والنجاح الأول (في الدوري المحلي) الذي حققه أمام أحد أكبر ثلاثة فرق في تاريخ الكرة الإيطالية. وقد صرح لوتيتو عقب انتهاء اللقاء قائلا «إنه فوز رائع ومستحق. إن فريق الإنتر لم يدخل مطلقا في المباراة، وفي لحظة معينة كان بمقدورنا تحقيق أكثر من ذلك. كان هيرنانيز رائعا، وكذلك زاراتي الذي سجل هدفا جميلا، وفلوكاري أيضا.. إن خط الهجوم هذا يعد من أفضل خطوط الهجوم في دوري الدرجة الأولى الإيطالي في الموسم الحالي. لقد قدمنا في هذا اللقاء كرة قدم متناغمة وفعالة، وفزنا بمباراة ذات أهمية أساسية. لقد عانينا بعض الشيء فحسب في نهاية المباراة». وكبح لوتيتو جماح سعادته بهذا الانتصار قائلا «غير أن هناك صعوبة في الحديث عن الفوز بدرع البطولة. علينا أن نعيش اليوم من دون أن نفقد تواضعنا. لو استمررنا على هذا الأداء سنصل إلى قناعات كثيرة». لكن زاراتي كان متحمسا للغاية بهذا الهدف الذي أحرزه في مرمى الإنتر، وقال بعد انتهاء اللقاء «درع البطولة؟ لا يتعين على هذه الكلمة أن تكون مستحيلة بالنسبة إلينا». إن الأمر الوحيد الذي قد يؤخذ على لاتسيو خلال هذه المباراة هو تلك الهتافات العنصرية التي وجهها مشجعو الفريق ضد مونتاري، لاعب الإنتر، خلال الشوط الأول من اللقاء ولحسن الحظ أنها توقفت على الفور. لقد كانت المباراة للبعض مباراة كرة قدم، ولآخرين لعبة شطرنج، وللبعض الآخر كانت محاكاة للمعارك. لقد استهل بينيتيز، مدرب فريق الإنتر، مباراة لاتسيو مضيقا المساحات، ومحاولا خلق الفرص، لأن الفريق الذي لا يمتلك هجوما بإمكانه أن يتعرض لـ«كش ملك»: فقد دفع بينيتيز أمام رباعي خط الدفاع؛ بثلاثة ثنائيات: كامبياسو وستانكوفيتش لحماية مرمى الفريق وبداية الهجمة المرتدة، وبيابياني ومونتاري من أجل التقدم أكثر للأمام وتضييق المساحات على الأجناب، فضلا عن بانديف وشنايدر اللذين يركضان في الأمام في جميع الاتجاهات بهدف الضغط وفتح المساحات. أما إيدي رييا، مدرب فريق لاتسيو، فقد لعب مباراة أول من أمس بطريقة أبسط: إن الجانب الأيمن لفريق الإنتر مكشوف، لذا ضغط إيدي بصورة أكبر على الجهة التي يوجد بها المدافع ناتالينو (الذي دفع به بينيتيز أول من أمس أساسيا لأول مرة هذا الموسم). وفي هذه الجبهة تبادل جميع لاعبي لاتسيو الهجمات، ابتداء من زاراتي حتى هيرنانيز، ومن ماوري دو: لقد كان ناتالينو متماسكا غير أن فريق الإنتر اختل توازنه بطريقة ما. وعليه إذا لم يكن بإمكان لاعبي لاتسيو الدخول من الجانب الأيسر كان يصبح لديه قادرا على القيام بالهجمة من الأمام.

الانهيار: لكن المباريات تستمر 90 دقيقة، وقد وقف ناتالينو في مكانه في الدقيقة 8 من الشوط الثاني وهو يشاهد التمريرة من اليمين إلى الجهة اليسرى التي لعبها هيرنانيز، الذي أرهق دفاعات الإنتر خلال هذه المباراة، وتمكن زاراتي من التقدم بفارق متر عن المدافع صغير السن، وأحرز الهدف الثاني لفريقه. وبعد مرور ساعة من عمر اللقاء قام بينيتيز بتبديل المراكز بين ناتالينو وزانيتي، غير أن رييا تعامل مع هذا التغيير ودفع بزاراتي على الجانب الأيمن حتى لا يفقد تقدم الفريق على ضيوفه. لكن في وسط الملعب، حيث ترك كامبياسو وستانكوفيتش اللقاء، لم تكن هناك مباراة: فبروكي، لاعب وسط لاتسيو، تميز بالمنافسة والقوة، وماتوزاليم بالسرعة، وماوري بالمهارة، أما هيرنانيز فقد جمع بين كل هذه المميزات؛ فقد تسبب اللاعب البرازيلي في الهدف الأول لفريقه، ومرر كرة الهدف الثاني، وحمل الهدف الثالث لفريق لاتسيو التوقيع الشخصي لهيرنانيز، فضلا عن الكرات الرائعة التي لعبها في كل مكان داخل الملعب، وكذلك لم يخطئ هيرنانيز أي كرة: 95% من تمريراته كانت صحيحة. وكانت أفضل الكرات في الملعب هي ذاتها أفضل التمريرات التي قام بها هيرنانيز. ومع نهاية المباراة استطاع فريق الإنتر أن يسبق لاتسيو بفضل العمل الإضافي الذي قدمه كامبياسو وتضحيات شنايدر الذي تابع كل التمريرات التي وصلت إليه غير أن ذلك لم يكن كافيا.