لا.. لركلات الترجيح!!

عادل عصام الدين

TT

هل هناك في كرة القدم لحظات أكثر إثارة من ركلات الترجيح؟ قطعا.. لا.

ركلات الترجيح كانت هي الحاسمة في مباراة الكويت والعراق في دور الـ4 في بطولة الخليج، ومع ذلك سرقت «الشاشة» الضخمة الموجودة في «الاستاد» الأعين والقلوب.

مذيع القناة الرياضية السعودية، الذكي عبد الله العضيبي، وجه سؤالا لرئيس حكام الدورة جمال الغندور: أثناء ركلات الترجيح كانت الشاشة تعلن استضافة نهائيات كأس العالم عامي 2018 و2022، فماذا كنت تتابع؟

جاءت إجابة الحكم العربي الكبير: «طبعا الشاشة».

لا شعوريا.. وللحظات فقط، نسي الغندور الحدث «الحي».. نسي الملعب.. وتذكر قطر.

وكلنا كنا مثل جمال الغندور.. في تلك اللحظات الحاسمة.

أما أنا شخصيا فلم أشاهد ركلات الترجيح بكل ما تحمله من إثارة، وعلى الرغم من أهمية المباراة، ففي نفس توقيت تنفيذ ركلات الترجيح كان العالم الرياضي يتابع لحظات إعلان الفائزين بتنظيم نهائيات كأس العالم لكرة القدم. دعوني أتحدث بصراحة: هل كنا سنهتم بالاستضافة لو لم تكن قطر «حاضرة»؟!

في الغالب.. لا.

لقد سرقت قطر قلوب العرب والمسلمين كلهم. لا شعوريا.. وجدت نفسي مع مباراة «العواطف» والانتماء والإثارة.

إنها لحظات أكثر «إثارة» من ركلات الترجيح بين الكويت والعراق.

مباراة الكويت والعراق مجرد مباراة يتأهل فيها الفائز ويستطيع الخاسر أن يعوض خسارته مستقبلا.

لكن الحدث في زيوريخ يختلف كثيرا، فالخسارة لو حدثت، كما قال أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، كانت ستكون كبيرة لو لم يتم اختيار قطر.

قبل وأثناء وبعد اختيار قطر، لم يكن «الهم» بكل أمانة اللعبة نفسها؛ فكرة القدم موجودة في كل مكان، وبإمكان الدول كلها تنظيمها، لكننا تعلقنا بالمناسبة ومكان التنظيم؛ لأن دولة عربية قررت أن تنظم، وهل هناك حدث رياضي «كروي» أهم من تنظيم نهائيات كأس العالم لكرة القدم؟! بصراحة: لم يكن همنا اللعبة ذاتها.. بل قطر.. كنا ننتظر اسم قطر.. على أحر من الجمر، كنا ننتظر بلهفة وشوق على الرغم من علمنا بأن البطولة ستنظم بعد 12 عاما.

الفرحة كبيرة.. ولسان الحال: «القلب لاستضافة قطر.. ميال».

[email protected]