نتنياهو يستغل حريق الكرمل لإطفاء الحرائق السياسية بين إسرائيل وتركيا

النيران المشتعلة قادت لأول اتصال بينه وبين أردوغان

TT

انتهز رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، النيران المشتعلة في غابات الكرمل ليطفئ النيران السياسية المشتعلة بين بلاده وتركيا.

وقرر نتنياهو انتهاز الفرصة التي سنحت بعد إرسال تركيا مساعدات لإسرائيل لإخماد حرائق الكرمل، وبدأ العمل على إيجاد مخرج للأزمة الحالية بين البلدين.

وكلف نتنياهو الممثل الإسرائيلي المشارك في لجنة التحقيق في مجزرة أسطول الحرية، التابعة للأمم المتحدة، يوسيف شيخانوفر، بالالتقاء بمسؤول تركي في جنيف، بهدف التوصل إلى حل للأزمة التي نشأت بين البلدين بعد الهجوم الدامي الذي شنه الكوماندوز البحري الإسرائيلي على أسطول الحرية، الذي كان في طريقه إلى غزة نهاية مايو (أيار) الماضي فقتل 9 أتراك وأصيب العشرات.

وقال مسؤول إسرائيلي لصحيفة «هآرتس» الإسرائيلية: إنه من المفترض أن يكون شيخانوفر قد اجتمع مع المدير العام لوزارة الخارجية التركية، أمس، في محاولة للتوصل إلى مسودة اتفاق لإنهاء الأزمة.

كانت تركيا قد طلبت من إسرائيل الاعتذار عن مقتل المتضامنين الأتراك، ودفع تعويضات لذويهم. وأكد مكتب رئيس الحكومة إجراء اتصالات مع تركيا، لكن من دون الإشارة إلى التفاصيل.

وقال رئيس الحكومة التركية، رجب طيب أردوغان، أول من أمس (السبت): إنه في أعقاب المساعدات التركية في إخماد حريق الكرمل، ومحادثته مع نتنياهو فإنه لا يزال يتوقع أن تقدم إسرائيل اعتذارا لتركيا، وتقوم بدفع تعويضات لذوي الضحايا والمصابين.

وعادت العلاقات جزئيا بين تركيا وإسرائيل إثر الحريق الهائل الذي اندلع في غابات الكرمل. وبدأت القصة عندما قررت «هيئة الأمن القومي» الإسرائيلي ووزارة الخارجية التوجه إلى دول العالم لطلب المساعدة. ونظرا لحالة القطيعة بين إسرائيل وتركيا، قرر مستشار الأمن القومي، عوزي أراد، الاتصال بنظيره الألماني، وطلب منه أن يبعث برسالة إلى تركيا مفادها أن إسرائيل بحاجة إلى المساعدة.

وحسب مسؤول إسرائيلي كبير في مكتب رئيس الحكومة، لم يمض وقت طويل حتى اتصل المدير العام للخارجية التركية بـأراد، وقال له: إن تركيا لم تنس المساعدات التي قدمتها إسرائيل بعد الهزة الأرضية التي ضربتها سابقا.. وأبلغه بأن تركيا سترسل طائرة إطفاء.

كانت إسرائيل قد بعثت طواقم كبيرة لتركيا عندما تعرضت لهزة أرضية عام 1999، أدت إلى مقتل نحو 17 ألف شخص.

ووفق «هآرتس»، فإنه من بين الرسائل التركية التي وصلت إلى السفارة الإسرائيلية في تركيا، كانت رسالة من رئيس الهلال الأحمر التركي «الهيئة التي انشغلت مؤخرا بتقديم المساعدات لقطاع غزة»، خاصة في أعقاب الحرب العدوانية على القطاع 2008 - 2009، وعرضت فيها الهيئة تقديم مساعدات.

كما تحدث أردوغان ونتنياهو هاتفيا، الجمعة الماضي، للمرة الأولى منذ تسلم الأخير رئاسة الحكومة، وبمبادرته أيضا. ونقل عن نتنياهو قوله إنه واثق من أن تقديم المساعدة التركية سيكون مدخلا لتحسين العلاقات بين البلدين.

وقادت النيران إلى فتح إسرائيل آفاق تعاون مع بلدان أخرى، وتدرس إسرائيل ودول الاتحاد الأوروبي احتمال تكثيف التعاون بين الجانبين في مجال التعامل مع الكوارث الطبيعية، وتقديم الدعم المدني لمنكوبي مثل هذه الكوارث.

وأعلنت عن ذلك مفوضة الاتحاد الأوروبي للشؤون الإنسانية والدفاع المدني في مقابلة مع الراديو الإسرائيلي. وأشارت المسؤولة الأوروبية إلى أن أي دولة من دول العالم، وإن كانت غنية، لا يمكنها التعامل مع كوارث طبيعية في الفترة التي تشهد فيها الكرة الأرضية ظاهرة الاحتباس الحراري.

كما قادت النيران إلى أول اتصال يجري بين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) منذ توقف المفاوضات قبل أكثر من شهرين.