السعودية: منطقة الشرق الأوسط أكثر المناطق احتمالا لتفجر الصراع المائي

تسليم جوائز الأمير سلطان العالمية للمياه برعاية نائب خادم الحرمين

TT

شهدت العاصمة السعودية الرياض، حفل تسليم جوائز أفرع جائزة الأمير سلطان بن عبد العزيز العالمية للمياه، في وقت أطلقت فيه تحذيرات خلال الحفل من مغبة نشوء تفجر صراع مائي داخل منطقة الشرق الأوسط، كونها أكثر المناطق احتمالا لتفجر مثل هذا الصراع.

واستهل الحفل الخطابي، بمباركة نجاح العمليتين الجراحيتين اللتين أجريتا لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.

وفي حفل أقيم برعاية نائب خادم الحرمين الشريفين الأمير سلطان بن عبد العزيز، سلم الأمير أحمد بن عبد العزيز نائب وزير الداخلية السعودي، الجوائز على الفائزين بجائزة الأمير سلطان العالمية للمياه في دورتها الرابعة في عام 2010.

وحذر الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز مساعد وزير الدفاع والطيران للشؤون العسكرية، رئيس مجلس جائزة الأمير سلطان بن عبد العزيز العالمية للمياه، من مغبة تفجر صراع مائي في منطقة الشرق الأوسط.

وقال الأمير خالد بن سلطان في بداية كلمته «استهل خطابي بحمد الله عز وجل وشكره لنجاح العمليتين الجراحيتين اللتين أجراهما سيدي خادم الحرمين الشريفين، أعاده الله سالما إلى شعبه ووطنه وأمته العربية والإسلامية».

ودعا رئيس مجلس جائزة الأمير سلطان العالمية للمياه، العلماء والباحثين، لحل مشكلة ما وصفها بـ«النكبة المائية»، مبديا أسفه لحجب جائزتي الفرعين الأول والثاني، لعدم ارتقاء الأعمال المتقدمة لهما إلى مستوى الجائزة. وأبدى الأمير خالد تشاؤما إثر اطلاعه على تقرير المنتدى العربي للبيئة والتنمية لعام 2010، والذي عكس ازدياد ندرة المياه، واستشراء التلوث، واتساع التصحر. وقال «إن مجريات الأحداث تجمع على أن منطقة الشرق الأوسط هي أكثر المناطق احتمالا لتفجر الصراع المائي».

وبلغة تشاؤمية، قال الأمير خالد بن سلطان، إن الإدارة المائية المتكاملة الصحيحة «لا تزال حلما بعيد المنال»، لافتا إلى أن «الصراع على الماء يزداد اقترابا ويستفحل خطرا، وبات يتشكل بصورة بغيضة أبشعها (الابتزاز المائي)».

وأكد الأمير خالد على وجود 3 عناصر تهدد الأمن المائي، الذي قال إنه جزء لا يتجزأ من الأمن الوطني؛ وهي: الافتقار إلى الإدارة المائية المتكاملة، والصراع على قطرة الماء، والإرهاب المائي.

وحذر رئيس مجلس جائزة الأمير سلطان للمياه، من القرصنة المائية، التي قال إنها «لا تقل خطرا عن القرصنة البحرية»، داعيا كل ضمير حي لأن يبادر إلى مواجهة تلك القرصنة وردعها، والتي قال إنها «لا تقل بشاعة إذا تركت وعاثت في الأرض فسادا، عن حكم الإعدام على من لا ذنب له».

وأبدى الأمير خالد بن سلطان أسفه على عدم التفاعل مع دعوته الخاصة بعقد «قمة مائية»، على غرار القمم المالية والسياسية، لمواجهة القرصنة المائية، ومعالجة الأزمة المائية، واتخاذ الاستعدادات اللازمة لمواجهة احتمال حدوث الإرهاب المائي البيولوجي.

ودعا الأمير خالد بن سلطان إلى إصلاحات سياسية واقتصادية وقانونية وتمويلية، على ضوء الواقع المائي المتردي، لإتاحة تطبيق 7 عناصر هامة تتمثل في: استخدام أكثر كفاءة للمياه العذبة، وزيادة نسبة معالجة المياه وإعادة استخدامها، وتأمين إنتاج زراعي أكثر بكميات مياه أقل وتحقيق اختراق أوسع في تكنولوجيا التحلية، وتشجيع تطبيقات الطاقة الشمسية، والتصدي لأزمة تدهور الأراضي وزوال الغابات وخسارة النظم البيئية، والتصدي بحزم لمشكلة التلوث، والتسعير العادل للمياه في ظل أن المياه المجانية أو شبه المجانية هي مياه مهدرة.

ولم يفت رئيس جائزة الأمير سلطان بن عبد العزيز العالمية للمياه، أن ينوه بالجهود الدائبة في قطاع المياه للحكومة السعودية، حتى أضحت البلاد تنعم بقدر كاف من المياه، على الرغم من قلة مواردها السطحية والجوفية.

من جهة أخرى، استقبل الأمير خالد بن سلطان في مكتبه بالمعذر أمس، وزير الدولة للشؤون الاستراتيجية الأمنية الدولية في وزارة الدفاع البريطانية جيرالد هارون، والفريق الأول كيفين اودانهيو رئيس معدات الدفاع والوفد المرافق له، وتناول اللقاء مناقشة المواضيع ذات الاهتمام المشترك.