مسودة اتفاق إسرائيلي ـ تركي لإنهاء الأزمة.. وليبرمان يتحفظ

تضمنت اعتذارا إسرائيليا.. ودفع تعويضات لعائلات ضحايا «مرمرة»

TT

اجتمع مسؤولون أتراك وإسرائيليون في سويسرا، الأحد، في محاولة لإنهاء الأزمة القائمة بين البلدين منذ أحداث «أسطول الحرية» في مايو (أيار) الماضي.

وقالت مصادر إسرائيلية وتركية إنه تم عقد اجتماع في جنيف بين ممثلي البلدين، حضره فريدون سينيرلي أوغلو، نائب وزير الخارجية التركي، وعضو لجنة التحقيق الأممية في قضية «أسطول الحرية»، الإسرائيلي يوسف تشيخانوفر.

وجاء الاجتماع بعدما اتصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بنظيره التركي رجب طيب أردوغان ليشكره على المساعدات التي قدمتها تركيا لإخماد الحريق الهائل الذي تعرضت له إسرائيل.

وقالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أمس، إن ممثلين إسرائيليين وأتراكا قاموا خلال الاجتماع ببلورة مسودة اتفاق لإنهاء الأزمة في العلاقات بين البلدين.

ورجح دبلوماسيون من البلدين أن يشمل الاتفاق اعتذارا إسرائيليا على مقتل النشطاء الأتراك الذين كانوا على متن سفينة «مرمرة»، واستعدادا إسرائيليا لدفع التعويضات لعائلاتهم، وذلك مقابل إعادة السفير التركي إلى إسرائيل، وموافقة تركيا على تعيين سفير إسرائيلي في أنقرة.

وكان المتحدث باسم الخارجية التركية، سلجوق أونال، قد أكد أمس عقد الاجتماع. وأرجعت مصادر إسرائيلية هذا التحرك الإسرائيلي إلى رغبة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في إزالة الخلافات مع تركيا، لا سيما بعد مساعدتها لإسرائيل في إخماد حرائق جبل الكرمل في حيفا.

وقال دبلوماسي تركي رفيع المستوى إن الهدف من الاجتماع في جنيف كان مناقشة سبل التوصل إلى اتفاق ينهي الأزمة بين الدولتين. وأضاف «التقى الاثنان من أجل إيجاد سبل لتعزيز التهدئة وتقليل التوتر بين البلدين».

لكن مسودة الاتفاق المحتمل، لم تعجب وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان الذي أعلن مرارا أن إسرائيل لن تعتذر لتركيا على الاعتداء الذي نفذته البحرية الإسرائيلية ضد السفينة. وأبدى وزير الخارجية الإسرائيلي تحفظا على مسودة الاتفاق، حسبما قالت الإذاعة الإسرائيلية. وجاء ذلك في وقت استبعد فيه رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، إمكانية تحسن علاقات تركيا مع إسرائيل قبل أن تقوم الأخيرة بـ«تنظيف» البحر المتوسط من دماء الضحايا الأتراك التسعة الذين قضوا في الهجوم الإسرائيلي على «أسطول الحرية»، الذي كان يهدف لفك الحصار عن قطاع غزة.

إلى ذلك، نقلت وكالة أنباء «الأناضول»، عن أردوغان تكراره القول إن تركيا تريد من إسرائيل اعتذارات وتعويضات بعد الهجوم الذي حصل في 31 مايو الماضي.

وأضاف أردوغان في خطاب ألقاه في سيواس بوسط البلاد «لا بد أن نطوي الصفحة يوما ما. إلا أننا قبل ذلك نطالب باعتذارات ودفع تعويضات». وتابع «لن نتجاهل اليد الممدودة إلينا. إلا أن علينا التحقق مما إذا كانت هذه اليد صادقة فعلا». وزاد قائلا «لا يمكن لأي كان أن يتوقع أن نبقى صامتين وأن نتجاهل القوانين ما دامت الدماء التي سالت في المتوسط لم تنظف».

وشدد على أن «إرسال المروحيتين إلى إسرائيل للمشاركة في إطفاء الحرائق ينطلق من الواجب الإنساني والإسلامي».