المعارضة تعترض على تهميش دورها في البرلمان الكردستاني

رئيس البرلمان يطمئنها: نحن عائلة واحدة وحقوق الجميع محفوظة

TT

وجهت كتل المعارضة في البرلمان الكردستاني (التغيير والاتحاد الإسلامي والجماعة الإسلامية) مذكرة احتجاج إلى هيئة رئاسة البرلمان، بدعوى حرمان مشاركة ممثليها في الوفود الرسمية المرسلة إلى خارج كردستان، ومنعهم من حضور اللقاءات البروتوكولية لرئيس البرلمان بالوفود الأجنبية، وعدت ذلك «تهميشا» متعمدا للمعارضة البرلمانية، ومحاولة مقصودة لتحجيم دورها.

وقال رئيس كتلة التغيير الكردية، عدنان عثمان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن وفدا برلمانيا غادر كردستان قبل أيام متوجها إلى ألمانيا، بناء على دعوة رسمية من البرلمان الألماني، ولكن تمثيل الوفد الكردي اقتصر على أعضاء الكتلة الكردستانية التي تمثل الحزبين الحاكمين في كردستان، وحرم ممثلو كتل المعارضة من المشاركة بذلك الوفد، وهذا نعتبره تهميشا وإهمالا متعمدا من قبل رئاسة البرلمان لكتل المعارضة».

وأضاف: «الأمر لا يقتصر فقط على التمثيل داخل الوفود الرسمية التي تشارك في دعوات وفعاليات خارج كردستان، بل إن هناك إهمالا متعمدا أيضا في إشراك ممثلي كتل المعارضة في اللقاءات اليومية لرئيس البرلمان بالوفود الأجنبية التي تزور برلمان كردستان».

من جهته، أكد النائب سمير سليم عن كتلة الاتحاد الإسلامي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن الكتلة الإسلامية في البرلمان الكردستاني تشعر بدورها بوجود محاولات لتهميش المعارضة، وفعلا هناك الكثير من الوفود البرلمانية تغادر كردستان من دون أن يكون فيها ممثلون عن كتل المعارضة، وقد يكون الأمر غير مقصود، ولكن مهما كانت المبررات فإن الأمر يعد إهمالا من رئاسة البرلمان لدور ووجود المعارضة داخل البرلمان الكردستاني.

وردا على هذه الاتهامات أكد الدكتور كمال كركوكي، رئيس البرلمان الكردستاني، في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» أن الدعوة التي تلقاها من كتلة برلمانية ألمانية «كانت شخصية، ولكن بسبب تزاحم أعمالي وانشغالي بإدارة جلسات البرلمان لمناقشة كثير من القوانين المعروضة لم أستطع تلبية تلك الدعوة، فطلبت من نائبي، أرسلان بايز، أن ينوب عني في الزيارة، لكنه اعتذر أيضا بسبب ارتباطاته، فلم نجد بدا من تكليف أحد أعضاء البرلمان لتلبية الدعوة، والدعوة بالأساس كانت شخصية وليست عامة حتى تشترك فيها كتل المعارضة، وتلقيت منهم مذكرة احتجاج بهذا الصدد، وكتبنا ردنا عليها».

وحول الوفود التي تزور البرلمان قال كركوكي: «الوفود التي تأتي إلى هنا تطلب لقائي شخصيا، وغالبا ما يحضر تلك اللقاءات رئيس لجنة العلاقات بالبرلمان، وهو عضو بالكتلة الكردستانية، ويحضر هذه اللقاءات بصفته رئيسا للجنة العلاقات وليس عضوا في الكتلة، والوفود التي تأتي إذا طلبت منا لقاء ممثلي الكتل الأخرى فلا مانع لدينا من ذلك.

ويوم أمس زارنا وفد من منظمة (هيومان رايتس) ولجنة حقوق الإنسان بمكتب الأمم المتحدة بالعراق، فاستدعينا جميع أعضاء لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان لحضور هذا اللقاء، ومن الظلم توجيه مثل هذه الاتهامات إلينا في الوقت الذي نحرص فيه على إشراك جميع الكتل في فعالياتنا ونشاطاتنا الرسمية».

وبسؤاله عن وجود أزمة بعلاقات هيئة رئاسة البرلمان مع كتل المعارضة، بدليل أن هناك محاولات من بعض أطراف المعارضة لتضخيم مثل هذه المواضيع، قال رئيس برلمان كردستان: «المعارضة تكرست كواقع لا يمكننا تجاهله، ونحن نستوعب وجودهم، على عكس ما يشاع حول ذلك، ونحن لا نشعر بوجود أي أزمة بعلاقاتنا معهم، وقد تعهدنا بأن نعمل في إطار البرلمان مع جميع الكتل كعائلة واحدة، وسنستمر في تعاملنا بهذا الطريق، ونؤكد أن حقوق جميع الكتل البرلمانية، بما فيها كتل المعارضة، ستكون محفوظة ومصانة ومن دون استثناء».