وثيقة الزفاف القوقازي تثير تهكما في داغستان

شخصيات محلية تفند ما ورد في البرقية.. وتؤكد أن الدعوة كانت بطاقة مرور للدبلوماسي الأميركي

TT

من المؤكد أنها كانت دعوة الموسم، لحضور حفل الزفاف القوقازي الذي خلدته الوثائق المسربة، في حكاية تدغدغ المشاعر - تزخر بالحديث عن هدايا الزفاف والسبائك الذهبية والإسراف في استهلاك الكحول والقدور التي تغلي المليئة بلحوم الخراف والماشية.

كتبت هذه البرقية السرية من قبل أحد العاملين في السفارة الأميركية في موسكو، الذي لم يذكر اسمه، وتوضح البرقية كيفية حصول الدبلوماسي الأميركي على الدعوة لحضور حفل الزفاف الذي أقامه غازي ميخاتشيف، رئيس شركة «نفط داغستان»، الذي استمر لثلاثة أيام، لابنه البالغ من العمر 19 عاما في مدينة مخاتشاكالا في شمال القوقاز.

على الرغم من حمل الوثيقة المؤرخة أغسطس (آب) 2006، توقيع ويليام بيرنز فإن وزارة الخارجية أنكرت أن تكون الوثيقة مكتوبة من قبل نائب وزير الخارجية ويليام بيرنز الذي كان سفيرا لموسكو في تلك الفترة.

وقد نقلت وكالة «قوقازين نوت» للأنباء عن ميخاتشيف هذا الأسبوع تفنيده لعدد من الأمور التي ورد ذكرها في البرقية بالقول: «أقيم زفاف ولدي دالغات وقد حضره 200 من أقاربي وأصدقائي، ولم يكن الرئيس رمضان قديروف (الذي وصفته البرقية بأنه منح العريس والعروس كتلة من الذهب تزن 5 كيلوغرامات). ولم يكن هناك شيء خاص بشأن الزفاف، فقد كان زفافا داغستانيا عاديا.

وأضاف: «أنا لا أملك منازل في موسكو أو باريس أو سان دييغو ولم أقد سيارة (رولز رويس) على الإطلاق».

ماذا نصدق؟

إنفير قيصريف، الذي وصفته البرقية بأنه الزعيم البارز في المجتمع الداغستاني، يتذكر كيف حصل الأميركي، كاتب البرقية، على الدعوة لكنه لم يذكر اسمه، مشيرا إلى أن الدبلوماسي أعلم الجميع برغبته في زيارة داغستان، الإقليم المسلم المجاور للشيشان حيث يعتبر اختفاء الأفراد في هذه المنطقة أمرا شائعا. وقد وجهت الدعوة كوثيقة أمان للمرور في مجتمع يشتهر بكرم الضيافة.

وقال قيصريف في موسكو: «أذكر أن الأميركيين أرادوا الذهاب إلى داغستان، لكن الطريق كان خطرا للذهاب، ومن ثم إذا جعلهم غازي ضيوفا شخصيين له فسوف يكونون في أمان، لذا دعاهم إلى عرس ابنه».

يحظى ميخاتشيف باحترام بالغ في داغستان، وتوضح زيارة لموقعه على الإنترنت المكانة الكبيرة التي يحظى بها الرجل. ويعتبر الرجل مضيافا كبيرا حتى إن البعض كتب أغنية تصف كرمه، كتبت بلغة محلية لكنها إلى حد ما لا تخطئ وصف الرجل. ويضحك قيصريف من الرواية الأميركية للزفاف، مشيرا إلى أنه سمع أن قديروف حضر الزفاف، لكنه يعتقد أن كاتب الرسالة كان مبالغا في وصفه لرقص الأطفال وهو يمطرون بأوراق مالية من فئة الـ100 دولار والهدايا الذهبية التي كانت في صورة سبائك.

وقال: «لقد ضحكت كثيرا وأنا أقرأ الوثيقة، لقد كان تفسيرا كوميديا لحفل زفاف داغستاني تقليدي». وأشار إلى أنه لا ضرر في ذلك، على الرغم من أن نشر البرقية كان غير دبلوماسي إلى حد بعيد. وقال: «لقد تسببت في نوع من الحرج لبعض أصدقائي وللأميركيين، إنها أشبه برؤية أحدهم عاريا، عن طريق المصادفة». أبدى الأميركي إعجابا كبيرا بالرقص القوقازي، وقال إنه متنوع ويقدم في عدة قوالب تتنوع ما بين المهذب والغوغائي.

ويقول سيرغي أروتيونوف، رئيس قسم القوقاز في معهد الدراسات العرقية: «لا يوجد ما هو جديد في هذه التسريبات، ربما يكون الأمر كشفا بالنسبة لكم، لكنه ليس كذلك بالنسبة لنا». ويرى أن على الحكومة ألا تفكر حتى في مقاضاة جوليان أسانج مؤسس «ويكيليكس»، بالقول: «وظيفة الحكومات أن تحاول التكتم على الأشياء، وعلينا أن نحاول الكشف عنها وفهم مغزاها».

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»