السعودية: تنفيذ دراسة استراتيجية لمشاريع السكك الحديدية حتى 2040

الحقيل لـ «الشرق الأوسط»: تخصيص مؤسسة الخطوط الحديدية وصل مراحل متقدمة

المهندس عبد العزيز الحقيل يوقع العقد مع الطرف الألماني («الشرق الأوسط»)
TT

أعلنت المؤسسة العامة للخطوط الحديدية أمس البدء في تنفيذ دراسة لوضع خطة استراتيجية لمشاريع السكك الحديدية والنقل السككي في السعودية حتى عام 2040، وقال المهندس عبد العزيز الحقيل الرئيس العام لمؤسسة الخطوط الحديدية لـ«الشرق الأوسط» عقب توقيع العقد إن الدراسة ستضع تصورا استراتيجيا لحركة المشاريع والنمو الاقتصادي في السعودية حيث ستحدث الخطة المرتقبة الدراسات التي أجريت سابقا لربط بعض المناطق في السعودية بخطوط ومشاريع سكك حديد.

وكان قد وقع المهندس عبد العزيز الحقيل رئيس عام مؤسسة الخطوط الحديدية يوم أمس عقدا بلغت قيمته نحو 5.17 مليون ريال مع المؤسسة الألمانية للتعاون الفني جي تي زد (G T Z) بالتضامن مع الاستشاري الألماني دورينر ومكتب فايز زهير للاستشارات الهندسية وذلك لتقديم خدمات استشارية لتطوير الخطة الاستراتيجية للخطوط الحديدية للفترة من (2010 - 2040).

من جانب آخر قال المهندس عبد العزيز الحقيل لـ«الشرق الأوسط» إن المؤسسة العامة للخطوط الحديدية قطعت شوطا متقدما في جانب التخصيص، يشار إلى أن معلومات تلقتها «الشرق الأوسط» تتحدث عن بدء تخصيص مؤسسة الخطوط الحديدية مع مطلع العام الجديد 2011، وفي هذا الصدد اكتفى الحقيل بالقول إن التخصيص وصل إلى مرحلة متقدمة.

وأكد الحقيل أن مشاريع عملاقة (ترسية المرحلة الثانية من قطار الحرمين وكذلك ترسية عقد بناء محطات قطار الحرمين) سيتم توقيعها قريبا، وأكد أن ذلك سيتم في القريب العاجل دون أن يحدد قبل نهاية العام الجاري أو بداية العام المقبل.

وبين الحقيل أهمية الدراسة التي ستنجز خلال ستة أشهر والتي ستخضع أجزاء كبيرة من السعودية خصوصا في المنطقة الغربية والجنوبية من البلاد لدراسات جدوى لربطها سككيا من الناحية الاقتصادية والكثافة السكانية.

وشدد رئيس المؤسسة العامة للخطوط الحديدية على أن السنوات الأخيرة حملت مستجدات اقتصادية، ويفترض أن يترافق معها دراسات وتصورات لحجم المشاريع التي تحتاجها على المديين المتوسط والبعيد، وقال: «برزت مشاريع المدن الاقتصادية وضرورة ربطها بمشاريع نقل متقدمة تخدم الحركة الاقتصادية».

وقال: «عندما تنجز هذه الدراسة سيكون لدى المؤسسة تصور كامل للـ30 سنة المقبلة وأولويات المشاريع، وهذه الدراسة تأتي تحديثا لدراسات سابقة أجرتها المؤسسة في ظل المعطيات الاقتصادية الجديدة، كما أن الدراسة ستشمل مناطق لم تشملها الدراسات السابقة».

يشار إلى أن المؤسسة العامة للخطوط الحديدية أنجزت في مرحلة سابقة دراسة متخصصة لربط المنطقة الجنوبية بالشبكة من خلال مسارين يصل الأول مدينة أبها بالجسر البري (مشروع توقف منذ منتصف عام 2008) مرورا بمدينة خميس مشيط وصولا إلى مدينة الطائف بطول 700 كيلومتر، والثاني ينطلق من مدينة جدة وصولا إلى مدينة جازان بطول 660 كلم، إضافة إلى خط مدينتي جدة - ينبع بطول 300 كيلومتر، وسيتم في ضوء هذا العقد التأكيد على هذه الدراسة لمعرفة مدى الجدوى من تنفيذ هذه المشاريع ومشاريع أخرى في مناطق مختلفة في السعودية.

ووفقا لرئيس عام المؤسسة ستتولى هذه الجهات تقديم خدمات استشارية لإعداد الخطة الاستراتيجية للخطوط الحديدية في السعودية على مدى ثلاثين عاما تشمل وضع رؤية مستقبلية واضحة ومتكاملة لما يجب أن تكون عليه شبكة الخطوط الحديدية في الفترة المقبلة والسبل الكفيلة بتطويرها وتحسين أدائها وتعزيز الدور المناط بها في خدمة الاقتصاد الوطني، إضافة إلى رسم المسارات اللازمة لتطوير الشبكة الحالية ورفع مستوى كفاءتها وجاهزيتها وتحديد المحاور المطلوب توسيع الشبكة على أساسها بحسب الأولوية.

وبين الحقيل أن المؤسسة العامة للخطوط الحديدية ستبدأ في عام 2011 تشغيل قطارات سريعة نسبيا 200 كيلومتر في الساعة ستقلص زمن الرحلة بين الرياض والدمام إلى أقل من ثلاث ساعات، معتبرا ذلك تأكيدا على أهمية التخطيط لمستقبل هذه الصناعة برسم خطط وإعداد دراسات مستفيضة للوقوف على متطلبات تطوير هذا النشاط والإفادة من مزايا النقل بالقطارات وتعميم هذا الأسلوب ليشمل مختلف أقاليم ومناطق السعودية وفق سلم أولويات واضح يركز على تقديم هذه الخدمة للمناطق النائية وذات الكثافة السكانية العالية بما يضمن إعطاء كافة الأقاليم حقها من التنمية الشاملة والمستديمة.