الموفد الأفريقي مبيكي يواصل وساطته والشرخ يتعمق في ساحل العاج

الاتحاد الأوروبي يهدد أبيدجان بعقوبات إذا لم تحل الأزمة بسرعة

TT

يواصل موفد الاتحاد الأفريقي الخاص إلى ساحل العاج رئيس جنوب أفريقيا السابق ثابو مبيكي أمس وساطة شبه مستحيلة، بينما يتعمق الشرخ في بلد أصبح يقوده رئيسان: لوران غباغبو والحسن وتارا، وقريبا حكومتان. ويخشى العالم مرحلة جديدة من العنف بعد الأحداث الدامية في الأيام الأخيرة، بينما تستعيد أبيدجان شيئا فشيئا نشاطها العادي. ولاحظ مراسل وكالة الصحافة الفرنسية أن الشوارع مكتظة بالمارة لكن انتشار الدرك حول التلفزيون العام يذكر بأشد مراحل التوتر.

والخبر السار الوحيد بالنسبة للسكان هو إعلان فتح الحدود لا سيما الجوية بعدما كان الجيش أمر بإغلاقها. وأفاد مصدر مقرب من الاتحاد الأفريقي بأن ثابو مبيكي يواصل وساطته «وما زال عليه الاجتماع بأشخاص آخرين». لكن مهمته تبدو ماضية نحو الإخفاق، لأن التفاوض ليس واردا حاليا بالنسبة للخصمين اللذين أدى كل منهما اليمين الدستورية. ولا ينوي الحسن وتارا المدعوم بالأسرة الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة، التخلي عن فوزه الذي أعلنته اللجنة الانتخابية المستقلة بنسبة 54.1% من الأصوات. لكن المجلس الدستوري أعلن غباغبو الذي يتولى الحكم منذ عشر سنوات فائزا في الانتخابات الرئاسية بنسبة 51.45% من الأصوات بعد إبطال أصوات شمال البلاد الذي تسيطر عليه حركة القوات الجديدة المتمردة سابقا منذ انقلاب 2002.

وبعد إعادة تعيين زعيم القوات الجديدة غيوم سورو في المنصب الذي كان يتولاه رئيسا للوزراء منذ اتفاق السلام في 2007 شكل وتارا حكومته مع حلفائه من المعارضة السابقة. وردا على سؤال لإذاعة «أوروبا - 1» الفرنسية حول ما إذا كان مستعدا «للإطاحة» بلوران غباغبو، قال سورو الذي يتولى أيضا منصب وزير الدفاع الاستراتيجي «إذا اضطررنا فلن يكون لدينا خيار آخر» داعيا في الوقت نفسه إلى حل سياسي. وحذر سورو من أن «تقسيم ساحل العاج غير وارد تماما». ورد الرئيس المنتهية ولايته بتعيينه بدوره الأستاذ الجامعي المتخصص في الاقتصاد جيلبير ماري نغوبو آكي رئيسا للوزراء. وفي الخارج ما زالت الأزمة تثير «قلقا كبيرا» حسب العبارة التي استخدمها البنك الدولي والبنك الأفريقي للتنمية. وتساءلت الهيئتان الماليتان عن جدوى مواصلة مساعدة البلد «في ظل استمرار ظروف الغموض والتوتر». وباتت فرنسا التي استعمرت ساحل العاج، في الواجهة بعد أن دعا الرئيس نيكولا ساركوزي لوران غباغبو إلى الانسحاب. وبعد أن عقد خلال زيارته إلى الهند اجتماعا لـ«تقييم الوضع» في ساحل العاج شاركت فيه خصوصا وزيرة الخارجية ميشال اليو ماري، قال ساركوزي إنه «متيقظ جدا» بشأن أمن الفرنسيين في ساحل العاج البالغ عددهم نحو 15 ألفا. إلى ذلك، صرحت ناطقة باسم الاتحاد الأوروبي أن وزيرة خارجية الاتحاد كاثرين أشتون مستعدة للتفكير بفرض «عقوبات» على ساحل العاج إذا لم تحل الأزمة السياسية التي نشبت عن الاقتراع الرئاسي بسرعة. وتشهد ساحل العاج أزمة سياسية منذ إعلان المحكمة الدستورية فوز الرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو في الانتخابات الرئاسية خلافا لنتائج أعلنتها اللجنة الانتخابية وتشير إلى فوز خصمه الحسن وتارا.