حضور مفاجئ لرئيس المخابرات السورية اجتماعا مع مسؤولين أميركيين

دمشق عرضت التعاون في تأمين الحدود العراقية بشروط

TT

في إطار حربها على الإرهاب وخوفا من إمكانية عودة ازدهار الجماعات المسلحة مثل «القاعدة» في العراق في أعقاب انسحابها نهاية 2011 سعت الولايات المتحدة إلى محاولة تأمين الحدود العراقية لمنع وصول المقاتلين الأجانب إلى العراق.

في سبيل ذلك، شهدت العاصمة السورية زيارة عدد من الوفود الأميركية كان أبرزها زيارة وليام بيرنز، الذي التقى الرئيس السوري بشار الأسد، والذي عده المسؤولون في كلا البلدين اجتماعا إيجابيا حسب برقيات وزارة الخارجية الأميركية السرية التي ينشرها موقع «ويكيليكس».

وفي اليوم التالي للقاء بيرنز بالرئيس السوري، شارك عدد من مسؤولي الخارجية السورية والمنسق الأميركي لمكافحة الإرهاب في اجتماع حضره بشكل مفاجئ رئيس المخابرات السورية، وفي الاجتماع. لم يبد السوريون أي معارضة في التعاون مع الولايات على تأمين الحدود العراقية السورية، ولم تفوت سورية الفرصة فعمدت إلى وضع شروطها لمثل هذا التعاون.

وتحدثت برقية سرية عن حضور رئيس إدارة المخابرات العامة السورية اللواء علي مملوك في الاجتماع الذي عقد في الثامن عشر من فبراير (شباط) الماضي بمقر وزارة الخارجية السورية بين نائب وزير الخارجية فيصل المقداد والوفد الأميركي الــــــــذي يقوده منسق مكافحة الإرهاب دانيال بنيامين، وأوضح المقداد أن مملوك نادرا ما يحضر اللقاءات مع الوفود الأجنبية وأنه لا يظهر حتى في الاجتماعات مع الدول الصديقة مثل فرنسا وبريطانيا، بيد أن حضوره هذا الاجتماع جاء بتوجيه من الرئيس السوري بشار الأسد، في أعقاب اللقاء الإيجابي بين وليام بيرنز والرئيس السوري مشددا في الوقت ذاته على أن حضور مملوك الاجتماع بين الجانبين لا يعتبر مؤشرا على بدء التعاون الأمني والاستخباراتي بين سورية والولايات المتحدة. وقال الجانب السوري إن المحادثات يمكن أن تشكل محطة انطلاق لتعاون محتمل في المستقبل. ووصف فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري خطر المنظمات الإرهابية العاملة في المنطقة بـ«الصحيح»، كما شدد مملوك على الترابط بين التقدم في القضايا السياسية في مسار العلاقات الأميركية - السورية والتعاون الأمني والاستخباراتي المحتمل. وأشار إلى أن أمن الحدود السورية العراقية منطقة يمكن لسورية التعاون فيها مع الولايات المتحدة، وأضاف مملوك أن التعاون على الحدود السورية - العراقية يمكن أن يؤدي إلى تعاون أمني في مناطق أخرى.

كان مملوك والمقداد والسفير السوري في واشنطن عماد مصطفى منتبهين في خلال عرض بنيامين لقضية المقاتلين الأجانب في صفوف «القاعدة» والتهديدات العامة، وكان رد فعلهم إيجابيا على تحذيراته من أن هذه القضايا تمثل تحديات لكل من سورية والولايات المتحدة. وأكد مملوك والمقداد على ثلاث نقاط هامة بشأن التعاون الأمني والاســــــــتخباراتي المحتمل مع الولايات المتحدة، أولا: يجب أن تتمكن سورية من الاضطلاع بدور القيادة في أي تحركات إقليمية. ثانيا: السياسة جزء مكمل في محاربة الإرهاب ومن ثم ينبغي أن تعمل «مظلة ســــــــياسية» للعلاقات الأميركية السورية الثنائية على تيســـــــير التعاون ضد الإرهاب. ثالثا: لإقناع السوريين بالفائدة التي ستعود عليهم من جـــــــراء هذا الاتفاق ينبغي حدوث تقدم في قضايا مثل العقــــــوبات الاقتصادية ضد سورية وتشمل قطع غيار الطائرات وطائرة للرئيس بشار الأسد. وقال المقداد: «خلاصة القول إن الرئيس الأسد يرغب في التعاون، لكن لا بد لنا من تولي زمام القيادة في هذا التعاون».