تقرير لمؤسسة «آنا ليند» يكشف عن وجود فجوة واضحة بشأن التصورات المتبادلة بين الشعوب عبر ضفتي المتوسط

أطلق أمس في لندن بحضور رئيسها أندريه أزولاي

TT

كشف تقرير لمؤسسة آنا ليند للحوار الأورو - متوسطي، عن أن العشرية الأولى للقرن الواحد والعشرين، شاهدة على وجود نمو واضح في الفجوة، بشأن التصورات المتبادلة بين الشعوب عبر ضفتي المتوسط، إضافة إلى تأثير الأزمة الاقتصادية والنزاعات على العلاقات بين الثقافات.

وقال أندريه أزولاي، رئيس مؤسسة «آنا ليند»، ومستشار العاهل المغربي الملك محمد السادس، إن هذا التقرير سيمنح المجتمع الدولي إجابات عن أهم الأسئلة بعيدا عن جميع أشكال التشويه والإنكار للصراعات السياسية التي استمرت طويلا في منطقة الشرق الأوسط.

وأشار التقرير، الذي تم إطلاقه أمس في لندن، وحمل عنوان «الاتجاهات بين الثقافات في المنطقة الأورو - متوسطية 2010»، إلى أنه في سياق ذلك، وبغية تحقيق فهم جيد لتحديات العلاقات الإنسانية والثقافية عبر أوروبا وشمال أفريقيا والشرق الأوسط، تولت مؤسسة «آنا ليند» دور رصد وتحليل تطور الاتجاهات بين الثقافات والقيم، ونشر ذلك في شكل تقرير كل ثلاث سنوات.

واعتمد التقرير على أول استطلاع للرأي العام قام به مركز غالوب حول الاتجاهات والقيم الثقافية في المنطقة الأورو - متوسطية، الذي أجري ما بين أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) 2009، وشارك فيه 13 ألف شخص ينتمون لـ13 دولة تنتمي لمختلف أنحاء ضفتي البحر الأبيض المتوسط، وهي البوسنة والهرسك وفرنسا ومصر وألمانيا واليونان والمجر ولبنان والمغرب وإسبانيا والسويد وسورية وتركيا والمملكة المتحدة.

ويسلط التقرير، ولأول مرة، الأضواء على حقيقة العلاقات الثقافية في المنطقة، وذلك من خلال الكشف عن بعض النتائج المهمة، من ضمنها أن المجتمعات الأورو - متوسطية هي ضحية لصدام الجهل، إذ تعاني المجتمعات في أوروبا وجنوب وشرق البحر الأبيض المتوسط من تصورات مشوهة ونمطية عن بعضها البعض، وذلك رغم زيادة الاحتكاك ووجود قيم مشتركة فيما بينها، كما كشف التقرير عن أن أكثر الاختلافات بين الشعوب الأوروبية، من جهة، وشعوب جنوب وشرق المتوسط، من جهة أخرى، تكمن في مدى أهمية القيم الدينية، بمعنى أن هذه القيم تلعب دورا محوريا في تحسين العلاقات بين الثقافات، وبالتالي يرى التقرير أنه من الضروري أن يأخذ هذا العامل بعين الاعتبار عند سد الفجوة بين التصورات المتبادلة بين الشعوب.

وأشار التقرير أيضا إلى أن شعوب المنطقة تؤيد فكرة الاتحاد من أجل المتوسط، ذلك أنها تتوقع أن وجود مشروع على غراره بإمكانه أن يأتي بالكثير من الفوائد الإيجابية في المستقبل.

ويتوخى القائمون على التقرير أن يكون هذا الأخير أهم أداة تزود المؤسسة وشبكاتها بالفهم المناسب للعقبات التي ينبغي التغلب عليها لتحسين العلاقات بين الثقافات، والفرص التي يمكن دعمها لتطوير مشروع مشترك قائم على القيم المشتركة، إضافة إلى أنه أداة لواضعي السياسات والآراء، بحيث يزودهم بالبيانات والمقترحات لعمل المؤسسات المشاركة في الحوار الأورو - متوسطي.