رونالدينهو يعد أيامه في الميلان

أصبح أسير مقاعد البدلاء وخرج من خطط المدرب أليغري

TT

لقد كان رونالدينهو في الماضي هو الذي يحسم ويحدد مصير لقاء «الكلاسيكو» بين ريال مدريد وبرشلونة ويجبر استاد برنابيو على التصفيق له، لكنه مع ميلان الإيطالي وصل به الحال ليلعب 4 دقائق فقط، كانت مثار الأحاديث والجدل على المقاهي ربما أكثر من الدقائق الستة التي لعبها الإيطالي ريفيرا في نهائي مونديال المكسيك وأثارت جدلا وتساؤلات كثيرة بين مشجعي كرة القدم في إيطاليا. إنها 4 دقائق مهينة تنذر بقرب رحيل النجم البرازيلي الفذ عن الفريق الإيطالي.

لم يفقد رونالدينهو الرغبة في الابتسام والاحتفال بأهداف الآخرين، مثلما أظهر العناق الحار الذي تبادله مع روبينهو بعد إحرازه لهدف التعادل في مرمى سمبدوريا. لكن الدقائق الأربع التي لعبها في نهاية مباراة سمبدوريا لا شك أنها جعلته يشعر بمرارة شديدة. فقد نطق المدرب أليغري بالكلمة الساحرة التي كان رونالدينهو ينتظرها، وهي كلمة «بدِل ملابسك»، في وقت متأخر للغاية، بعد أن أشار الحكم الرابع إلى الوقت المحتسب بدل الضائع. وهكذا نزل رونالدينهو إلى الملعب بعد انتهاء وقت المباراة الأصلي، وهو وقت يصعب فيه على أي لاعب أن يؤثر في نتيجة المباراة. وهو دليل جديد على أن رونالدينهو أصبح على الهامش في فريق الميلان.

من الواضح في الوقت الحالي أن اللاعب البرازيلي قد فقد مكانه كأساسي مع فريق الميلان، وهو ما يتأكد من جلوسه على مقعد البدلاء. ويثبت هذا أيضا أن المدرب أليغري لا يعول عليه كثيرا كبديل يمكن الدفع به أثناء المباراة، نظرا لأن رونالدينهو في آخر 6 مباريات للميلان (5 في بطولة الدوري الإيطالي ومباراة واحدة في بطولة دوري أبطال أوروبا) قد ظل على مقعد البدلاء دون مشاركة في 3 مباريات، منها (أمام فرق باري وباليرمو والإنتر)، ولم يشارك في المباريات الثلاث الأخرى إلا مع نهايتها، وبلغ مجموع ما شارك فيه 19 دقيقة فقط. وفي هذه الدقائق الـ19 سجل رونالدينهو هدفا (هو الأول له مع الميلان هذا الموسم)، لكنه لم ينجح في إقناع أليغري بأنه يستحق المشاركة لفترة أطول مع الفريق. إن رونالدينهو يعتبر الآن آخر المهاجمين ويجد صعوبة بالغة في اللعب حتى في الوقت الحالي بعد أن قلت المنافسة بين المهاجمين إلى أقصى حد.

وربما انخدع رونالدينهو وأعتقد أنه قد حظي برضا أليغري بعد أن أحرز هدفا في مرمى فريق أوكسير ببطولة دوري أبطال أوروبا، لكنه اكتشف أمام فريق سمبدوريا أن هذا لم يحدث. وبرر أليغري عدم الدفع برونالدينهو قائلا: «عندما لا يبدي الفريق علامة على التعب، فإن إحداث خلل في توازنه قد يشكل مشكلة كبيرة». إن المدرب يرى أن رونالدينهو يمتلك قدرات بدنية محدودة، لكن الدفع به لمدة 4 دقائق لا ينم بالطبع عن الثقة. ولم يظهر رونالدينهو حتى الآن أي امتعاض أو يتفوه بألفاظ غاضبة. وقد جلس اللاعب بهدوء على مقعد البدلاء في مباراة سمبدوريا واختبأ خلف وشاحه وبعد ذلك شارك في الاحتفال بهدف روبينهو. لكن اللاعب الفذ لن يقف بالتأكيد مكتوف الأيدي وهو يشعر بأنه آخر اللاعبين أهمية بالفريق. وفي الوقت الحالي يبدو رحيل رونالدينهو عن الفريق في شهر يونيو (حزيران) حتميا، لكن اللاعب ومدربه أليغري يجب أن يتعايشا معا حتى ذلك الحين، لا سيما أن إصابة باتو وإنزاغي قد قللت الحلول الهجومية بالفريق إلى أقصى حد.

هل كان من الضروري معاقبة اللاعب بهذه الطريقة التي تمت في المباراة؟ إن لاعبا فذا يمتلك ماضيا كبيرا مثل رونالدينهو يستحق المزيد من الاحترام. ألم يعد أليغري في حاجة إليه، إذن كان يجب أن ينظر في عينيه ويخبره بذلك. ولعل هناك من سيعترض في المقاهي على طريقة التفكير هذه ويقول: «لماذا تعتبرون هذه الدقائق الأربع مسألة مهينة؟ إنه موظف ويجب أن يعمل حينما يطلب منه ذلك. ومقابل الـ8 ملايين يورو التي حصل عليها يمكنه أن يركض لـ4 دقائق. إن أليغري يحصل على راتبه من أجل تحقيق الفوز للميلان. وإذا كان هذا يتحقق بصورة أفضل من دون رونالدينهو، فإن للمدرب الحق في فعل ما يشاء». لقد أقسم أليغري أنه لم يكن يرغب في إذلال رونالدينهو، لكن هل كان ذلك اختيارا فنيا؟ أم عقابا للاعب؟.

من الواضح أن رونالدينهو أصبح لاعبا هامشيا في مشروع أليغري، وبدأت تتردد فكرة انتقاله إلى نادي غالاكسي الأميركي، وهو الانتقال الذي من شأنه منح نادي الميلان مبلغا جيدا يستخدمه في سوق الانتقالات الشتوية القادمة. لكن هذا لا يكفي. فرونالدينهو «هو أفضل اللاعبين على مر العصور»، مثلما وصفه برلسكوني مالك النادي.