الإنتر وقرعة الدور ثمن النهائي

باولو كوندو

TT

ظهر ذلك الفريق العشوائي، الذي دفع به رافائيل بينيتيز إلى أرض الملعب لمواجهة فيردير بريمن بصورة مخزية للغاية، حيث جاء أداء لاعبي الإنتر على العكس تماما مما طالبهم به رئيس النادي ماسيمو موراتي، لتنتهي المباراة بفوز الفريق الألماني بثلاثة أهداف نظيفة، بينما يواصل الإنتر تقديم فلسفة اللاشيء. وبصرف النظر عن الفرصة المهمة التي أضاعها الفريق الإيطالي - والتي تتمثل في صدارة المجموعة الأولى بعد تعادل توينتي أنشخيدة مع توتنهام - جاءت هزيمة الإنتر الثقيلة أمام فريق يحتل المركز العاشر في قائمة التصنيفات المحلية، وقد كان من الممكن أن تتلقى شباك بينيتيز ضعف هذا العدد من الأهداف بكل سهولة. ولا يخفى على أحد أن مشاركة الفريق في منافسة كأس العالم للأندية كانت هي الدافع الوحيد وراء الاحتفاظ بالمدرب الإسباني في قيادة الفريق حتى الآن. غير أن الهزيمة التي مني بها الفريق في ألمانيا وتلك التي وقع بها أمام لاتسيو في الدوري الإيطالي تؤكدان أن الأمل الوحيد لبقاء بينيتيز في الإنتر هو تحقيق فوز قريب في إيطاليا أو أوروبا.

من جهة أخرى، يتعين على إدارة الإنتر وضع برنامج علاجي سريع للحالة المتردية التي أصبح عليها الفريق الذي يتكون من مجموعة من العواجيز فاقدي الحماس والرغبة في الحفاظ على أمجادهم السابقة، فضلا عن مجموعة من البدلاء الذين يلعبون وكأنهم لا يعرفون قيمة ومكانة القميص الذي يلبسونه، في حين يحاول المدير الفني جاهدا الدفاع عن نفسه بشتى الطرق. من ناحية ثانية، تغلق هزائم الإنتر المتلاحقة باب الحديث عن قدرة الفريق على الوصول للمراكز الأولى، سواء على الصعيد المحلي حيث يتربع الميلان على القمة بينما يحاول روما الاقتراب منها، أو على الصعيد الأوروبي حيث ينتظر الفريق حامل اللقب نتيجة قرعة الدور ثمن النهائي، التي تقام في 17 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، كغيره من الفرق التي انتهى بها الأمر في المركز الثاني في مجموعتها. وإذا ما لجأنا لاستخدام لغة الأفلام السينمائية لتوضيح الأمر بشكل أكبر، فيمكننا القول بأن الوصول إلى الفرح سيكلفك المرور على المصاعب أولا، بمعنى أننا سنضطر إلى مواجهة أحد الفرق التي تتربع على المراكز الأولى في مجموعتها وهي: برشلونة، وريال مدريد، ومانشستر يونايتد، وتشيلسي، وبايرن ميونيخ.

وفي ظل النتائج الإيجابية التي تحققها الفرق الإيطالية الأخرى المتمثلة في روما والميلان في دوري أبطال أوروبا، ستكون قرعة الإنتر هي الأسوأ على الإطلاق، حيث لن يخلو الأمر من مواجهة واحدة من الفرق الكبيرة، وهو الثمن الذي سيدفعه الإنتر للوصول إلى الدور التالي من المنافسة. وأخيرا يتعين علينا أن نتذكر معا أنه في مثل هذا الوقت من العام الماضي، عندما كان مورينهو مديرا فنيا في الإنتر، كان الإنتر يحتل المركز الثاني في مجموعته، ثم قدر له مواجهة تشيلسي في الدور ثمن النهائي، وهي المباراة التي شهدت صحوة الفريق التاريخية. غير أن الوضع يختلف كثيرا في الوقت الحالي، ولا يمكننا أن نتحدث عن فريق من المفترض أن يكون واحدا من أفضل 10 فرق في العالم.