القاهرة تحقق في احتجاز مهربين بسيناء 250 مهاجرا أفريقيا لإسرائيل

قلق أوروبي حول مصير العشرات منهم.. ومصر تعتقل 82 متسللا جديدا

TT

اعتقلت أجهزة الأمن بمحافظة السويس، فجر أمس، 82 مهاجرا أفريقيا كانوا في طريقهم للتسلل إلى إسرائيل عبر الحدود الدولية مع مصر، وذلك بعد يوم من إعلان المفوضية الأوروبية قلقها على من قالت إنهم «250 مهاجرا محتجزون كرهائن بسيناء» منذ نحو شهر في أيدي مهربين بسيناء. وبدأت السلطات المصرية تحقيقا للتأكد من صحة هذه المعلومات وتحديد أماكن احتجاز الرهائن.

وقال مصدر أمني إنه «تم ضبط المهاجرين الأفارقة داخل حافلة في منطقة صحراوية بمنطقة وادي حجول، على بعد 50 كيلومترا شمال السويس»، مضيفا أن المهاجرين الذين تم اعتقالهم من إريتريا وإثيوبيا بينهم 8 سيدات.

وأوضح المصدر أن المهاجرين كانوا في طريقهم إلى سيناء عبر نفق الشهيد أحمد حمدي المار أسفل قناة السويس، للتسلل إلى إسرائيل عبر الأسلاك الشائكة التي تفصل بين البلدين.

وعلى صعيد ذي صلة، أعربت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، في بيان لها أول من أمس، عن «القلق العميق» بخصوص مصير 250 شخصا، منهم نحو 80 من الإريتريين «وقعوا رهائن» منذ أكثر من شهر في أيدي مهربين في صحراء سيناء المصرية.

وأضافت المفوضية الأممية في بيان أنه «وفقا للمعلومات التي تلقتها المفوضية من وكالة (الحبشة) فإن المهربين يطلبون ثمانية آلاف دولار كفدية للإفراج عن كل رهينة»، وتابعت منوهة بأنهم «يتعرضون لسوء المعاملة والحرمان، والبعض منهم في هذه الظروف منذ عدة أشهر».

وقالت مصادر أمنية مصرية إنها فتحت تحقيقا في هذا الموضوع، وإن عمليات بحث موسعة تتم الآن للتأكد من صحة هذه المعلومات وتحديد أماكن احتجازهم.

وقال مصدر «حتى الآن لم نصل إلى تأكيدات بشأن احتجاز المهاجرين كرهائن، ويتم استجواب بعض الأشخاص المقربين من عصابات التهريب.

وكانت الخارجية الإيطالية قد حثت السلطات المصرية على حل مشكلة المهاجرين المحتجزين، كما قال بابا الفاتيكان إنه يصلي من أجلهم، بينما أعلنت منظمات حقوقية وكاثوليكية إيطالية أنها أرسلت نداء إلى مصر والأمم المتحدة ومؤسسات الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي، لحثهم على العمل الدولي من أجل حل مشكلتهم.

وقالت المصادر إن مهربين مصريين يعملون في مجال تهريب المهاجرين الأفارقة والأجانب إلى إسرائيل ينشطون حاليا في أعمال التهريب، في محاولة للتخلص من أكبر عدد من المهاجرين بعد بدء إسرائيل العمل في إقامة حاجز يسد جزءا من الحدود مع مصر، بهدف منع وصول المتسللين الأفارقة الذين يدخلونها عبر صحراء سيناء، وأن تمنع تهريب المخدرات والسلاح إليها.

وتابعت المصادر أن مصر شددت من إجراءاتها الأمنية من خلال زيادة عدد الحواجز الأمنية على الطرق المؤدية إلى الحدود بين مصر وإسرائيل، مع توقع تزايد محاولات التسلل بعيدا عن النقاط التي بدأت الجرافات الإسرائيلية العمل في إقامة الحاجز على حدودها مع مصر فيها.

وأضافت أن دوريات أمنية ستنشط في القطاع الأوسط من سيناء، والذي من المتوقع أن تزيد فيه عمليات التهريب، كما ستتم زيادة عدد أفراد الحراسة في المنطقة، كما تم التأكيد على رجال الأمن بمنطقة الحدود بتوخي الحذر عند التعامل مع الأشخاص الذين يقتربون من الأسلاك الشائكة بين مصر وإسرائيل لمعاونة المهاجرين على التسلل.

وقتل 32 مهاجرا أفريقيا منذ بداية العام الحالي خلال محاولات تسلل لإسرائيل، فيما قتل 28 على الأقل على الحدود العام الماضي، في حين رحلت مصر مئات من الإريتريين إلى بلادهم رغم اعتراضات الأمم المتحدة التي تخشى أن يتعرضوا للتعذيب هناك (في بلادهم).

ويسعى المهاجرون، ومنهم كثيرون من إقليم دارفور المضطرب في السودان وعدد متزايد من إريتريا، للحصول على فرص عمل في إسرائيل أو الحصول على حق اللجوء بعيدا عن الصراعات الدائرة في بلادهم.

وتمتد الحدود بين مصر وإسرائيل من قطاع غزة شمالا إلى مدينة إيلات المطلة على البحر الأحمر. ومعظم قطاعات الحدود مفتوحة وتخلو إلا من دوريات حدودية وأبراج مراقبة.