الجيش الأميركي يبحث مواجهة أخطر الأسلحة ضده في العراق وأفغانستان.. العبوة الناسفة

بدائية جدا لدرجة تعجز الرادارات عن رصدها.. والكلاب الأكثر نجاحا في كشفها

TT

حدد الجيش الأميركي السلاح الأبرز الذي يهدده في العراق وأفغانستان، وبات السلاح المفضل في عمليات التمرد، وهذا السلاح هو العبوة الناسفة، التي تعتبر المسبب الأكبر لمقتل وإصابة الجنود الأميركيين.

وتكرس وزارة الدفاع الأميركية جهودا وأموالا للتوصل إلى تقنيات متطورة تسمح بمواجهة العبوات الناسفة، إلا أن هناك معضلة كبيرة أمام الجيش الأميركي وهي أن تلك العبوات بدائية إلى درجة تجعل من الصعب كشفها بالرادارات أو رصدها قبل أن تنفجر. فكل التطورات التقنية للجيش الأميركي لا تساعده في صد العبوات الناسفة التي وصل عددها في أوج الحرب في العراق إلى 4 آلاف عبوة شهريا، كما بدأت تتزايد في أفغانستان خلال العامين السابقين.

وشرح اللفتنانت جنرال مايكل أوتس المكلف بتطوير سبل مكافحة العبوات الناسفة، أن «كشف العبوات يحتاج إلى مجموعة معقدة من العوامل»، مشيرا إلى أن الكثير من العبوات مصنوعة من الأسمدة التي من الصعب رصدها أو فيها عناصر معدنية قليلة مما يجعل من الصعب كشفها أيضا. وخاصة في أفغانستان، عادة يتم حفر حفرة في طريق ترابي مما يجعل من الصعب رؤية العبوة مسبقا. وأضاف أوتس وهو مدير «المنظمة المشتركة لهزم العبوات الناسفة» قائلا: «نحن نحاول كشف المواد قبل أن توضع في الطريق، ولهذا فإن الكلاب أكثر الأدوات نجاحا في العثور على المتفجرات». وتعتبر دوريات الجنود سيرا ومصطحبين كلابا أفضل الطرق لكشف العبوات الناسفة، إلا أنها عادة ما تكون الأكثر خطرا أيضا. وشرح أوتس أنه إذا كان الجندي في عربة عسكرية عادة ينجو من هجوم قنبلة عسكرية، ولكنه في حال كان يقوم بدورية مشيا، عادة ما يقتل أو يعرض لإصابات بالغة.

وتم إنشاء «المنظمة المشتركة لهزم العبوات الناسفة» عام 2006 بقرار من وزارة الدفاع الأميركية وتمويل من الكونغرس الأميركي الذي صرف على المنظمة العسكرية ما يصل إلى 3 مليارات دولار حتى الآن. وتعمل المنظمة على تدريب القوات الأميركية على كيفية التدقق من العبوات الناسفة والحماية منها.

وقال أوتس إن معدل عدد العبوات الناسفة المتفجرة في العراق شهريا نحو 200، بعد أن كانت نحو 4 آلاف في أوج الحرب عامي 2006 و2007. وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول سبب تراجع عدد العبوات الناسفة المتفجرة في العراق، قال أوتس: «الأمر الأهم هو المصالحة السياسية خلال الأشهر الـ18 الماضية، وعلى الرغم أنها لم تصل إلى المرحلة التي نريدها فإنها مهمة». ولفت إلى أن العنصر الثاني هو «تقوية قدرة القوات العراقية على تدريبهم للتقليل من الخطر التي تشكله العبوات الناسفة».

وأوضح أوتس أن النمط ينعكس في أفغانستان حيث يتصاعد عدد العبوات الناسفة، قائلا: «في السنوات السبع الماضية كان من النادر انفجار العبوات الناسفة، ولكنها ازدادت في العام ونصف العام الماضي، وقد وصل أعلى عدد لها بين 1300 و1400 عبوة ناسفة شهريا». وتابع أن هناك اختلافا في طبيعة العبوات الناسفة المستخدمة في العراق وأفغانستان، ففي البلد الأول العبوات الناسفة تصنع بشكل كبير من مواد عسكرية تابعة لأيام جيش نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، بينما العبوات في أفغانستان غالبيتها بدائية جدا ومبنية على الأسمدة. ويذكر أن عدد الجرحى من الجنود الأميركيين في أفغانستان من جراء انفجار عبوات ناسفة عشر عددهم في العراق خلال السنوات السبع الماضية.

ولفت أوتس إلى دور إيران في تطوير العبوات الناسفة، قائلا إن في العراق «عددا من عناصر فيلق القدس زود المتمردين بآليات التحكم عن بعد بالعبوات الناسفة»، بينما في أفغانستان هناك مساعدة بسيطة من الإيرانيين ولكن لا أريد المبالغة فيها، وغالبية الدعم البسيط هو من حيث التمويل.

وأوضح أوتس أنه بينما قوات إيرانية سلحت متمردين في العراق بأجهزة تحكم إلكترونية سمحت بتفجير العبوات عن بعد واستهداف القوات الأميركية والعراقية، إلا أن في أفغانستان لم تتدخل إيران مباشرة. وتابع أن «الدعم العسكري الخطير من إيران في العراق قد تراجع، ولكن لا أعرف السبب وراء ذلك».

وهناك اهتمام عسكري متصاعد بمعرفة كيفية مواجهة العبوات الناسفة، التي عادة ما تكون مصنوعة يدويا وغير عسكرية، بسبب تصاعد استخدامها. ولفت أوتس إلى أن هناك بين 300 و400 حادثة تفجير عبوة ناسفة شهريا حول العالم خارج العراق وأفغانستان، أحيانا ضد قوات الأمن، وقد شملت حوادث في المكسيك والجزائر والصومال والأرجنتين. ولا توجد آلية موحدة للعبوات الناسفة، التي أحيانا ما توضع في السيارات المفخخة أو على أرصفة الطريق. وأشار أوتس إلى العبوات التي كشفت على طائرات متجهة إلى الولايات المتحدة الشهر الماضي والتي كانت موضوعة في خراطيش الحبر لجهاز الكومبيوتر كتطور لهذا السلاح.